حقوق الإنسان في الإسلام
شرع الإسلام منذ أربعة عشر قرنًا حقوق الإنسان، في شمول وعمق، وأحاطها بضمانات كافية لحمايتها، وصاغ مجتمعه على أصولٍ ومبادئ تمكّن لهذه الحقوق وتدعمها، والإسلام هو ختام رسالات الله -تبارك وتعالى- والتي أوحى بها رب العالمين إلى رسله -عليهم الصلاة والسلام- ليبلغوها للناس هداية وتوجيهًا، إلى ما يكفل لهم حياة طيبة كريمة، يسودها الحق والخير والعدل والسلام والوئام.. بالتزام ما قررته شريعة الله للإنسان من حقوق، وبالعمل على تطبيقها، وبالسهر على حراستها.
فقد وجدنا الشريعة تسُنُّ للإنسان من الحقوق، ما نراه مبثوثًا في جلّ آي القرآن الكريم، والسنة المطهرة؛ لإخراج الإنسان من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن رفع يد الطواغيت والظلمة، وتسلُّط الإنسان على الإنسان، وتحطيم فوارق الجنس واللون، وإرساء قيم الحق والعدل والإخاء، والارتفاع بالإنسان إلى المستوى الذي يليق به من التكريم، وحفظ حقوقه وصيانة حرماته، كل هذا كان من القضايا الإنسانية التي تلخّص هموم الإنسان، وهي المحور التي دارت حوله آي القرآن الكريم، والسنة المطهرة؛ سواء في الجوانب العقدية أو التشريعية.