Top
Image Alt

أصول الفقه بعد الإمام الشّافعيّ إلى نهاية القرن الخامس

  /  أصول الفقه بعد الإمام الشّافعيّ إلى نهاية القرن الخامس

أصول الفقه بعد الإمام الشّافعيّ إلى نهاية القرن الخامس

بعد الإمام الشافعي -رحمه الله- اتّجهت جهود العلماء إلى (رسالته) واعتنَوا بها، وقاموا بالدراسة والفحص لِما كَتبه، إمّا شرحًا لِمَا كتبه، أو تفصيلًا لِمَا أجْمله، وإمّا مخالفة له في بعض الأصول.

وقد سارت المؤلَّفات على هذا النّحو؛ فممّا كُتب بعد الإمام الشافعي ممّا له علاقة بعِلْم أصول الفقه: كتاب (الناسخ والمنسوخ) للإمام أحمد بن حنبل، وكذلك: (إبطال القياس)، و(خبر الواحد)، و(إبطال التقليد)، و(الخصوص والعموم)، و(المفسَّر والمُجمَل) لداود الظّاهري، و(خبر الواحد) لعيسى بن أبان، وغير ذلك…

ومِن الجهود التي اتّجهت نحو شرح (الرسالة): جهود علماء الشّافعية؛ فقام أبو بكر الصيرفي بشرح (رسالة الشافعي) في كتابه: (الدلائل والأعلام)، وشرَحه غيره مِن علماء الشافعية. وألّف أبو إسحاق المروزي كتاب: (الفصول في معرفة الأصول). وألّف ابن الصّبّاغ: (تذكرة العالم والطريق السالم) ، و(البرهان) للجويني، و(اللمع) وشرحها للشيرازي، و(قواطع الأدلة) لابن السمعاني، و(المستصفى) للغزالي، وغيرها…

وألّف المالكيّة كُتبًا في الأصول: ككتب الأبهري، و(تعليقة ابن القصار)، و(جامع ابن خويز منداد). وكذلك ألّف القاضي الباقلاني: (التقريب والإرشاد)، والذي اختصره مرّتيْن: إحداهما في: (الأوسط)، والأخرى في: (الصغير). ولخّصه إمام الحرميْن، وكُتب القاضي عبد الوهاب، وكُتب الحنابلة، كالحسن بن حامد. والقاضي أبو يعلى ألّف (العدة)، وألّف أبو الخطاب: (التمهيد)، وألّف ابن عقيل: (الواضح)، وغيرها مِن كُتب علماء الحنابلة.

مؤلفات الحنفيّة، والظّاهريّة، والمعتزلة، وأبرز سمات أصول الفقه إلى نهاية القرن الخامس:

وقام الحنفيّة بالكتابة في أصول الفقه؛ فقد سبق ذِكْر كتاب عيسى بن أبان، وهو: (خبر الواحد) ، وكذلك كتاب (إثبات القياس). وألّف أبو منصور الماتريدي كتابه: (مآخذ الشرائع). والكرخي كَتَب (رسالة في الأصول). والجصّاص وضع كتابه: (الفصول في الأصول). وأبو زيد الدبوسي ألّف كتاب: (تقويم الأدلّة). وألف البزدوي (أصوله). وكذلك ظهرت (أصول السرخسي).

وكتب ابن حزم كتابه: (الإحكام في أصول الأحكام)، وهو في أصول الظّاهريّة.

وفي أصول المعتزلة، كتب القاضي عبد الجبار: (العهد)، وشرَحه أبو الحسن البصري. وألّف كذلك كتاب: (المعتمد).

أبرز السمات العامة لأصول الفقه في هذه الفترة:

  1. تركّزت جهود العلماء في القرن الثالث على الكتابة في موضوعات جُزئيّة، بينما في القرنيْن الرابع والخامس امتاز التأليف بشموله لجميع موضوعات هذا الفنّ.
  2. اهتم أهل المذاهب في القرنيْن الرابع والخامس بإبراز قواعد مذهبهم، والانتصار لها، وإقامة الأدلّة، مع مناقشة المخالِفين.
  3. تأثّر عِلْم أصول الفقه في أواخر القرن الرابع وبداية الخامس بالعلوم الكلاميّة والمنطقيّة.
  4. تميّز منهج الأحناف في الكتابة.
error: النص محمي !!