أقسامُها من حيث التصرف وعدمه
هذه الأفعال الثلاثة عشر في التصرّف وعَدَمِه ثلاثةُ أقسام:
الأوّلُ: ما لا يتصرّف مُطلقًًا، وهو:
“ليس” باتّفاق؛ لأنها وُضِعتْ وَضْعَ الحروف في أنها لا يُفهم معناها إلاّ بذِكْر متعلّقها.
و “دام” عند الفرّاء، وكثير من المتأخِّرين؛ لأنها صِلة لِـ”ما” الظّرفية، وكلُّ فِعْلٍ وقع صلة لـ”ما” الْتُزِمَ مُضِيُّه.
الثاني: ما يتصرّف تصرفًًا ناقصًًا، وهو:
“زال” وأخواتها الثلاثة: “فَتِئ”، و”بَرِحَ”، و”انفكّ”؛ فإنها لا يُستعمل منها أمر ولا مصدر؛ لأنّ من شرْط عملها: النفيُ، وهو لا يَدخل الأمْر، ولعدم دلالتها على الحدث عند جمهور البصريِّين.
و “دام” عند الأقدَمين، وقليل من المتأخِّرين؛ فإنهم أثبتوا لها مضارعًًا، وهو “يَدُوم”.
الثالثُ: ما يتصرّف تصرّفًًا تامًًّا، وهو الباقي، بناءً على أنّ لها مصادرَ.
وللتصاريف في هـذيْن القِسميْن -التام والناقص- ما للماضي من العمل. فالمضارع نحو قوله تعالى: {قُلْ كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً} [الإسراء: 50] والأمر نحو قوله تعالى: {كُونُواْ رَبّانِيّينَ} [آل عمران: 79].
ومثْله: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنينَ } [الروم: 47] والمصدر نحو:
ببذلٍ وحِلْمٍ سَادَ في قومه الفَتَى | * | وكونُك إيّاهُ عليكَ يَسيرُ |
وقوله:
وما كُلُّ مَنْ يُبدي البشاشةَ كائنًا | * | أخاكَ إذا لم تُلْفِهِ لكَ مُنْجِدًا |
وقوله:
قضى اللهُ يا أسماءُ أن لسْتُ زائلًا | * | أُحِبُّك حتى يُغِمضَ الجَفْنَ مُغِمضُ |
فـ”زائلًًا”: اسم فاعل مِن: “زَالَ” الناقصة، واسمه مستتِر فيه، تقديره: “أنا”. وجملة: “أُحِبُّكِ”: خبره.