Top
Image Alt

أقسامُها

  /  أقسامُها

أقسامُها

وهي ثلاثةُ أقسامٍ:

الأول: ما يعمل هذا العمل، وهو: رفعُ الاسم، ونصْب الخبر مطلَقًًا من غير شروط. وهو ثمانيةٌ: “كان”، وهي أمّ الباب لاختصاصها بأمور لا تكون لأخواتها، و”أمْسَى”، و”أصبحَ”، و”أضحَى”، و”ظلَّ”، و”باتَ”، و”صار”، و”لَيْس”.

ومثال ذلك: قوله تعالى >{وَكَانَ رَبّكَ قَدِيراً} [الفرقان: 54]، وقوله تعالى: {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً [آل عمران: 103]، وقوله تعالى: {ظَلّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً} [النحل: 58].

الثانِي: ما يعمل هذا العمل بشرط أن يتقدّمه نفْي، أو نهْي، أو دعاء. وهو أربعة: “زال” ماضي: “يَزَالُ”، و”بَرِحَ”، و”فتِئ”، و”انفكّ”.

وإنما اشترطوا فيها ذلك؛ لأنها بمعنى النّفْي، فإذا دخل عليها النفي انقلبت إثباتًًا.

ومثالها بعد النفي بالحرف: قوله تعالى: {وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} [هود: 118]، وقوله تعالى: {لَن نّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ} [طه: 91]، ومنه قوله تعالى: {تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ} [يوسف: 85]، والأصل: لا تفتؤ، وقول امرئ القيس:

فقُلتُ: يمينُ اللهِ أَبْرَحُ قاعدًا

*ولوْ قَطَّعُوا رأسي لديْكِ وأوصالي

والأصل: لا أبرح.

ومثالها بعد النهْي: قول الشاعر:

صَاحِ شَمِّرْ ولا تَزَلْ ذاكِرَ المَوْ

*ـتِ فنِسيانُه ضلالٌ مُبين

ومثالها بَعْد الدّعاء:

ألاَ يَا اسْلِمي يَا دَارَ مَيِّ على البِلَى

*ولاَ زال مُنْهَلاّ بجَرْعائكِ القَطْرُ

وقُيِّدت “زال” بماضي: “يَزَالُ”، احترازًًا من “زال” ماضي: “يَزِيلُ”؛ فإنه فعلٌ تام مُتَعَدٍّ إلى مفعول واحد، ووزنُه: “فَعَلَ” -بفتح العَين-، ومعناه: مَازَ بمعنى: “مَيَّز”، تقول: “زِلْ ضَأنَكَ من مَعِزِك”، أي: مَيِّز بعضَها من بعض، ومصدره: “الزَّيْل” -بفتح الزاي.

واحترازًًا من “زال” ماضي: “يَزُول”؛ فإنه فِعل تام قاصر، ومعناه: الانتقال، تقول: “زُلْ عن مكانك”، أي: انتقل عنه، ومنه قوله تعالى: {إِنّ اللّهَ يُمْسِكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ أَن تَزُولاَ} [فاطر: 41] أي: تنَتقلاَ، وقوله: { وَلَئِن زَالَتَآ} [فاطر: 41] أي: انتقلتا، ومصدره: “الزّوال” أي: الانتقال.

الثالثُ: ما يعمل هذا العمل، بشرط تقدُّم “ما” المصدرية الظرفية، وهو: “دام” خاصة، نحو قوله تعالى: {وَأَوْصَانِي بِالصّلاَةِ وَالزّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً} [مريم: 31] أي: مُدّة دوامي حيًًّا.

وسُمِّيَت: “ما” هذه: “مصدريةً”؛ لأنها تُقدّر بالمَصدر وهو: الدوام. وسُمّيت: “ظرفيةً” لنيابتها عن الظرف وهو: المدّة. فأصْل {مَا دُمْتُ حَيّاً }  مُدّةَ ما دمتُ حيًًّا؛ فحُذف المضاف، -وهو: المدة-، وناب المضاف إليه -وهو “ما” وصلتُها- عنها في الانتصاب على الظرفية.

error: النص محمي !!