أقسام اسم الإشارة بحسب المشار إليه
المُشارُ إليه: إما واحدٌ، أو اثنان، أو جماعة؛ فهذه ثلاثة. وكلّ واحد منها: إمّا مذكّر، أو مؤنث؛ فالحاصل إذًا: ستّة أقسام.
(1) المُفرد المذكَّر: له في القرب أربعة ألفاظ، هي: (ذا)، و(ذاءِ)، و(ذائِهِ)، و (ذاؤُه)؛ والأصل فيها (ذا)، وألِفه أصليّة عند البصريِّين لا زائدة، خلافًًا للكوفيِّين. وهو ثلاثيّ الأصل، حذفت لامه على الأصحّ، لا عيْنه، وعيْنه مفتوحة لا ساكنة على الأصحّ؛ فأصله: (ذَوَوٌ) بوزن: (فَعَلٌ).
(2) المفردةُ المؤنّثةُ: لها في القرْب عشرة ألفاظ: خمسة مبدوءة بالذال، وهي: (ذي)، و(ذِهِي)، و(ذِهِ)، و(ذِهْ)، و(ذات)، وخمسة مبدوءة بالتاء، وهي: (تِي)، و(تِهِي)، و(تِهِ) بالاختلاس، و(تِهْ)، و(تَا).
(3،4) المثنّى المذكّر والمؤنث: للمثنّى المذكّر القريب (ذانِ)، و (تَانِ) للمثنّى المؤنث القريب؛ هذا في حالة الرّفع. و (ذَيْنِ، وتَيْنِ)، في حالتَي النصب والجرّ.
ونحو قوله تعالى: {إِنْ هَـَذَانِ لَسَاحِرَانِ} [طه: 63]: مُؤَوَّل، وتأويله:
- اسم (إنَّ) محذوف (ضمير الشأن)، و(هذان): خبر (إنّ). واللام في{ لَسَاحِرَانِ}: داخلة على مبتدأ محذوف في الأصل؛ والتقدير: إنه هذان لهما ساحران.
- (إنَّ) بمعنى: نعم، وهي لا تعمل شيئًًا؛ لأنها حرف تصديق، فلا اسم لها، ولا خبر؛ والتقدير: نعم، هذان لَهما ساحران.
- (هذان) بالألِف على لغة خَثْعم، فإنهم لا يقلبون ألف المثنّى ياءً في حالتَي: النصب والجرّ.
- ألِف (هذان) الموجودة ألِف المفرد (هذا)، وألِف التثنية حُذفت لاجتماع الألِفيْن؛ وألِف المفرد لا تقلب ياء.
- (هذان) مبنيّ لدلالته على معنى الإشارة.
(5، 6) الجمْع بنوعيْه: لجمْع المذكر والمؤنث: (أولاء): ممدودًًا عند الحجازيِّين، نحو قوله تعالى: {يَقَوْمِ هَـَؤُلآءِ بَنَاتِي هُنّ أَطْهَرُ لَكُمْ} [هود: 78]، ومقصورًًا عند بني تميم.
والأكثر: مجيئه للعقلاء، ويقلّ مجيئه لغيْر العقلاء، كقول جرير:
ذُمَّ المنازل بعدَ مَنزلةِ اللِّوى | * | والعيشَ بعد أولئك الأيّامِ |
فأشار بـ(أولئك) للأيّام، وهي ممّا لا يعقِل.
وفي هذا أشار ابن مالك بقوله:
بــ(ذا) لمُفردٍ مذكرٍ أشِرْ | * | بــ(ذي) و(ذِهْ) (تي) (تَا) على الأنثى اقتصِرْ |
و(ذانِ)، (تانِ) للمثنّى المرتفعْ | * | وفي سواه (ذَيْن)، (تَيْن) اذكرْ تُطِعْ |
وبـ(أُولَى) أشرْ لجمعٍ مطلقَا | * | والمدُّ أوْلَى …. …. |