Top
Image Alt

أقسام الحديث المقبول

  /  أقسام الحديث المقبول

أقسام الحديث المقبول

تحدثنا فيما سبق عن شروط الحديث المقبول، فإذا تحققت هذه الشروط في حديث؛ صار مقبولًا معمولًا به؛ غير أن الحديث المقبول ليس في درجة واحدة بل في درجات متفاوتة؛ وذلك يرجع إلى مدى تمكن الحديث المقبول من شروط القبول، بل إن كل قسم من الأقسام التي سنذكرها أحاديثها ليست في درجة واحدة؛ بل هناك تفاوت بين أحاديث القسم الواحد؛ فالصحيح ليس كله في درجة واحدة من الصحة؛ بل بعضه أصح من بعض، وكذا الحسن كما سترى ذلك -إن شاء الله تعالى.

قسم العلماء الحديث المقبول إلى قسمين:

القسم الأول: الحديث الصحيح.

القسم الثاني: الحديث الحسن.

وقسموا كل قسم إلى نوعين:

أولًا: الحديث الصحيح: ينقسم إلى نوعين:

النوع الأول: الحديث الصحيح لذاته.

النوع الثاني: الحديث الصحيح لغيره.

ثانيًا: الحديث الحسن: ينقسم إلى نوعين:

النوع الأول: الحديث الحسن لذاته.

النوع الثاني: الحديث الحسن لغيره.

وذلك للآتي:

إن تحققت في الحديث أعلى شروط القبول وكان متمكنًا منها؛ فهو الصحيح لذاته؛ وسمي بذلك لأن صحته نابعة من ذاته لا من أمر خارجٍ عنه.

إن تحققت في الحديث أعلى شروط القبول غير أن في إسناده راوٍ أو أكثر خفيف الضبط؛ فهو الحديث الحسن لذاته؛ وسمي بذلك لأنه حسنه نابع من ذاته ولم يأته من أمر خارج عنه؛ فإن ورد الحديث الحسن لذاته من طريق آخر صحيح أو حسن؛ فإن الحديث الحسن لذاته يرتقي إلى الصحيح لغيره؛ وسمي بذلك لأن صحته لم تأته من ذاته؛ بل أتته من وروده من الطريق الآخر.

إذا كان في الحديث ضعف يسير؛ كأن يكون الإسناد فيه انقطاع يسير، أو راوٍ مستور، أو راوٍ ضعيف من قبل حفظه، ثم جاء هذا الحديث من طريق آخر مساوٍ له في درجته، أو من عدة طرق أخرى أقل من درجته بشرط أن تكون تلك الطرق مما يزول بها ضعف الضعيف؛ فإنه يرتقي وينتقل من درجة الضعيف إلى درجة الحسن لغيره، ويصير مقبولًا؛ وسمي حسنًا لغيره لأن حسنه ليس نابعًا من ذاته، وإنما استفيد من وروده من الطريق الآخر أو الطرق الأخرى, وسوف نتحدث بالتفصيل عن كل قسم من هذه الأقسام -إن شاء الله تعالى.

error: النص محمي !!