الأوّل: ما يختصّ بمحلّ الرّفع فقط، وهو خمسة:

1. التاء مضمومة، أو مفتوحة، أو مكسورة، نحو: (قمتَُِ) بالحركات الثلاث.
   1. الألِف الدّالّة على اثنيّن أو اثنتيْن، نحو: (قامَا، وقامتا).
   1. الواو الدّالة على جمْع المذكر، نحو: (قامُوا).
   1. النون الدّالة على جمع المؤنث، نحو: (قُمنَ).
   1. ياء المخاطَبة، نحو: (قُومي)، والمضارع: (تقومِين).

الثاني: مشترَك بين محلّ النّصب والجرّ فقط، وهو ثلاثة:

1. ياء المتكلِّم، نحو: فيقول: {رَبّيَ أَكْرَمَنِ} [الفجر: 15] ، فـ(الياء) مِن {رَبّيَ} : في محلّ جرّ بإضافة (ربّ) إليها، وفي {ﮝ}  : في محلّ نصب على المفعوليّة بـ(أكرَمَ).
2. كاف المخاطَب، نحو: {مَا وَدّعَكَ رَبّكَ وَمَا قَلَىَ } [الضُّحى: 3]، فـ(الكاف) في{وَدّعَكَ} : في محلّ نصبٍ على المفعوليّة، و(الكاف) في {رَبّكَ}  في محلّ جرّ بإضافة “رَبُّ” إليها.
3. هاء الغائب، نحو: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} [الكهف: 34]، فـ(الهاء) مِن {لَهُ}   و{صَاحِبُهُ}: في محلّ جرّ في الأوّل باللام، وفي الثاني بالإضافة، وفي {يُحَاوِرُهُ}: في محلّ نصْب على المفعوليّة.

الثالث: مشترَك بيْن الثّلاثة -محل الرّفع، والنّصْب، والجرّ-، وهو: (نا) خاصّة، بشرطيْن:

الأول:  اتّحاد المعنى.

الثاني:  الاتّصال، ومثال ذلك: {رّبّنَآ إِنّنَآ سَمِعْنَا} [آل عمران: 193]، فـ(رّبّنَآ ) في{إِنّنَآ }: في محلّ جرّ بإضافة (رَبّ) إليها، وفي {سَمِعْنَا}: في محلّ نصب بـ(إنّ)، وفي {ﯛ}: في محلّ رفْع على الفاعلية بـ(سَمِعَ).

قال أبو حيّان، معترضًًا على الناظم (ابن مالك) في قوله:

“لا يختص ذلك بكلمة (نا) بل (الياء)، وكلمة (هم) كذلك، فإنهما يقعان في المحالّ الثلاثة؛ لأنك تقول في الياء في الرفْع: (قومي)، وفي النصْب: (أكرمني)، والجرّ: (غلامي)، وتقول في (هم) في الرفْع: (هم فعلُوا)، وفي النّصب: (إنَّهم)، وفي الجرِّ: (لهم مال).

وهذا الرأي الذي ذكَره أبو حيان غيْر سديد؛ لأن ياء المخاطَبة غير (ياء) المتكلِّم، والضمير المنفصل غير المتّصل. والضمائر كلّها مبنيّة لشبه الحرف في الوضْع، أو في المعنى، أو في الافتقار، أو في الجمود.