أنواعُ البناء
البناء في الكلمة العربيّة، اسمًًا أو فعلًًا أو حرفًًا، أربعة أنواع:
الأول: السّكون: وهو الأصل، ويسمّى أيضًًا: وقفًًا. ويدخل أنواع الكلمة الثلاثة: الاسم، نحو: (كمْ)، والفعل، نحو: (قُمْ)، والحرف، نحو: (هلْ).
وقد رتّب ابنُ هشام دخول السكون على أنواع الكلمة، فبدأ بالحرف، نحو: (هلْ)، لتوغّله في البناء، وثنّى بالفعل؛ لأنّ البناء أغلب فيه.
وعدّ النَّحويّون السكون أصلًًا لأنواع البناء، لخفّته؛ وإلى ذلك أشار ابن مالك:
والأصلُ فِي المَبْنِيّ أن يُسكّنَا | * | …. …. …. …. |
الثاني: الفتْح: وهو أقرب الحركات إلى السّكون؛ لحصوله بأدنى فتْح الفم، بخلاف الضّمّ، والكسر.
ولهذا القرب، دخل الفتح أيضًًا أنواع الكلمة الثلاثة: في الحرف، نحو: (سوْفَ)، والفعل، نحو: (قامَ)، والاسم، نحو: (أينَ).
الثالث والرابع: الكسر والضّم: ولثقلهما وثقل الفعل، لم يدخلا فيه؛ لئلا يجمع بيْن ثقليْن.
ودخلا الحرف والاسم، لخفّتهما -أي: الاسم والحرف-؛ لأنهما يدلاّن على شيء واحد، بخلاف الفعل، فإنه يدلّ على شيئيْن: الحدَث والزَّمن.
فالكسر في الحرف، نحو: (لام الجرّ) في قولك: (لِزيدٍ مال). والكسر في الاسم، نحو: (أمسِ)، عند الحجازيّين مرادًًا به: اليوم الذي قبل يومك؛ فهو مبنيّ على الكسر عندهم.
والضم في الحرف والاسم، نحو: (منذُ)، في لغة مَن جرّ بها أو رفَع؛ فإن الجارّة حرف، والرافعة اسم.
وإلى أنواع البناء الأربعة أشار ابن مالك بقوله:
ومنه ذو فتح، وذو كسْر وضمّ | * | كأينَ أمسِ حيثُ والسّاكن كم |