أنواع المناهج الدراسية
أنواع المناهج متنوعة، فهناك مناهج دراسية تتمركز حول المادة الدراسية، وهناك مناهج تتمركز حول المتعلم والمجتمع، ومناهج تتمركز المادة الدراسية فيها حول المادة ذاتها وحول المتعلم والمجتمع معا، وهو ما يسمى: منهج المواد الدراسية المنفصلة. كما أن هناك عددا من التنظيمات المنهجية، وهناك مميزات وعيوب لمنهج المواد الدراسية المنفصلة، وهناك نوع من الربط بين المناهج وبعضها، وهو ما يسمى بمنهج المواد الدراسية المترابطة.
كما أن هناك فلسفة تعتمد عليها المناهج في إعدادها، وهناك ما يسمى: بمفهوم منهج المجالات الواسعة، وكذلك منهج المواد الدراسية المندمجة، وهناك مميزات وعيوب لكل منها، كما أن هناك منهجًا يسمى: منهج المواد المنفصلة، ويشير إلى مواد تدرس بصورة فردية، كل مادة بعيدة تماما عن الأخرى. وهناك منهج المواد المتصلة، وهو مواد تدرس كل منها من خلال الأخرى، حيث يوجد علاقة بين هذه المواد، كما أن هناك منهج النشاط، وهو التفاعل بين التلميذ وبيئته والتعلم الناتج عنه، وارتباطهما بمجموعة من الدوافع الذاتية والتلقائية. أنواع المناهج عند الحديث عنها يمكن أن نميز ثلاث صور أو أنواع أساسية من أنواع المناهج الدراسية؛ النوع الأول منها: المناهج الدراسية المتمركزة حول المادة الدراسية، والنوع الثاني: المواد التي تتمركز حول المتعلم والمجتمع، والنوع الثالث: المواد التي تتمركز حول المادة الدراسية، والمتعلم، والمجتمع معا.
ويرجع التمييز بين تلك الصور الثلاث؛ إلى ما يعتبره كل نوع من تلك الأنواع أساسا له عند اختيار المحتوى وتنظيمه، فالنوع الأول: يعتبر المادة الدراسية هي الأساس في تنظيم المحتوى. والنوع الثاني: يجعل المتعلم أساسا للتنظيم، أو أن يأخذ من مشكلات المجتمع كأساس للتنظيم، أما النوع الثالث: فيضع في اعتباره أثناء التنظيم، كُلًا من المادة الدراسية، وسيكولوجية المتعلم، ومشكلات المجتمع. وهناك مجموعة من العوامل تحدد نوع المنهج، حيث يتحدد نوع التنظيم المنهجي، وعناصره العامة في الغالب بعوامل أساسية، من هذه العوامل: الأصول الفلسفية، والتاريخية، والثقافية، والمعرفية، والنفسية. فقد يهتم مصممو المنهج بنوع معين من المحتوى، وعندئذ ينسب المنهج لذلك المحتوى، فعندما يركز المحتوى على المعرفة الأكاديمية، فإنه يعرف باسم: منهج المادة الدراسية، وعندما يركز على أنشطة التعلم وخبراته، يطلق عليه: منهج الخبرة أو النشاط.
وهناك تنظيمات منهجية عديدة:
النوع الأول: منهج المواد الدراسية المنفصلة: وثمة خصائص متعددة وعامة، لمنهج المواد الدراسية المنفصلة. الخصائص العامة لمنهج المواد الدراسية المنفصلة؛ الخاصية الأولى: أنه يقوم هذا المنهج على الفصل التام والكامل بين المواد الدراسية، حتى وإن كانت متشابهة في طبيعتها، ومرتبطة في جوهرها، مما قد يؤدي إلى تقديم معارفها في صورة مفتتة، فالأحياء مثلًا: تدرس بعيدا عن مادة الأرض، والتاريخ مثلًا: يدرس بعيدًا بمعزل عن مادة الجغرافيا. كما أن من خصائص هذا المنهج: أنه يعد محتواه عنصرا ثقافيًّا ذات فائدة، وقيمة عالية لحياة المجتمع، ويتبع الأسلوب المنطقي في تنظيم المادة العلمية في منهج المواد الدراسية المنفصلة، من حيث التدرج، والترتيب الزمني، وترتيب المعلومات والحقائق بصورة منطقية.
كما أنه من بين خصائص هذا المنهج أيضًا: أنه يعد هذا المنهج مقدمًا، وبذا فهو لا يراعي مستوى نمو التلاميذ المعد لهم، والمعد خصيصًا من أجلهم، وهؤلاء التلاميذ هم المستفيدون من هذا المنهج بصورة مباشرة، ونظرا لأن هذا المنهج لم يضع خصائص التلاميذ في اعتباره، فإنه قد لا يتناسب أيضًا مع قدرات، وميول، واستعدادات، وحاجات التلاميذ. كما أن من خصائص هذا المنهج: أنه لا يركز على تنمية الابتكار، وإعمال العقل بصورة فردية لكل تلميذ. كما أن من خصائص هذا المنهج: أنه يتم تنفيذه في طرق التدريس الجماعية، مثل المحاضرة الصفية، ويميل هذا النوع من المناهج إلى قياس التحصيل، والذي يعتمد أيضًا على أساليب الحفظ والاسترجاع.
وطريقة اختيار محتوى هذا المنهج دقيقة،تقوم بها لجان متخصصة، كما أن التركيز على بعض المواد الدراسية في هذا المنهج، أكثر أهمية من البعض الآخر، فالمواد النظرية أكثر أهمية من المواد العملية أو العكس، مع اختلاف المذاهب، والخبرات، والآراء، والاتجاهات لدى المتخصصين. وتعد المقررات في هذا المنهج إجبارية، وهناك اختيار فقط في اللغة الثانية، كما أن هذا المنهج يركز على المادة الدراسية، أما النشاط فهو في ظل منهج المواد الدراسية المنفصلة شيء ثانوي لا قيمة له، أو لا أهمية له إلا على نحو قليل. ومن آخر خصائص هذا المنهج: أنه يقتصر التقويم فيه على تحصيل الحقائق والمعارف، والمعلومات المحفوظة اللفظية فقط. لكن لهذا التنظيم المنهجي عدة مميزات، منها ما يلي:
يعد هذا التنظيم من أكثر التنظيمات المنهجية قدرة، على تلقين التلاميذ مبادئ التراث الثقافي والاجتماعي، ويوفر هذا المنهج لكل من المعلم والمتعلم، مصدرًا مهما لما يجب أن يقوم به كل منهما من عمليات ونشاطات أثناء عمليتي التعليم والتعلم. كما أن هذا المنهج يسهل تخطيطه، وإعداده من قبل المختصين. كما يسهل أيضًا تنفيذ هذا المنهج، من قبل المعلم وإدارة المدرسة؛ نظرًا لوضوحه، ودقة تنظيم محتواه. يعد هذا المنهج أيضًا اقتصاديًّا في التنفيذ؛ فهو لا يتطلب اعتمادات مادية كبيرة، ويميل أولياء الأمور عادة والإداريون إلى هذا النوع من أنواع المنهج، وهو منهج المواد الدراسية المنفصلة؛ نظرًا لتحديده وسهولة تنفيذه، ولكونه يميل إلى النزعة الثقافية، ويتيح هذا المنهج أيضًا الفرصة؛ لتقديم المعلومات بطريقة منظمة، ويسمح بالتعمق فيها. غير أن هذا المنهج له أيضًا جوانب قصور من أهمها ما يلي:
تجزئة المعرفة، وهو: تفتيت المعرفة إلى وحدات صغيرة. كما أن من قصور هذا المنهج أيضًا: التنظيم المنهجي، لا يتيح الفرصة لتوفير وعي وإدراك كامل وبناء لدى التلاميذ، بخصوص العلاقات المنطقية والسببية والعضوية، بين مواضيع المعرفة المختلفة؛ وذلك بسبب أن هذا المنهج، يعتمد على تجزئة وتفتيت المعرفة. كما أن هذا المنهج، لا يراعي رغبات وحاجات واهتمامات وميول وقدرات واستعدادات المتعلمين؛ إذ إنه يعد منهجًا مفروضًا عليهم من قبل الدولة أو المتخصصين، أو التربويين القائمين على العملية التعليمية. كما أن عمل المعلم في ظل هذا المنهج عمل روتيني بحت، يتسم بالملل، ويصبح غير ذات معنى للتلاميذ وللمعلم. كما أن هذا المنهج لا يساعد على النمو المهني للمعلم؛ نظرا لأن كل شيء في المنهج معد مسبقًا ومجهز. كما قد لا يرتبط محتوى هذا المنهج بواقع حياة التلاميذ والمشكلات التي يواجهونها؛ مما يؤدي إلى انصراف التلاميذ عن دراسته.
أيضًا لا يراعي هذا المنهج الفروق الفردية بين المتعلمين، إذ إن هذا المنهج يتم من خلاله عرض المعلومات بصورة وبطريقة واحدة، قد لا تتلاءم مع خصائص واستعدادات المتعلمين، ومع أسلوب التعلم أو الأسلوب المعرفي لديهم.
أما النوع الثاني من المناهج: فهو منهج المواد الدراسية المرتبطة أو المترابطة؛ فقد ظهر نتيجة للانتقادات العديدة التي وجهت لمنهج المواد الدراسية المنفصلة نوع جديد، وهو: منهج المواد الدراسية المتصلة أو المرتبطة أو المترابطة، وهو ما يتفق مع منهج المواد الدراسية المنفصلة، في كافة الخصائص والسمات، ما عدا خاصية الربط بين المواد الدراسية.
وهناك نوعان للربط هما:
النوع الأول: الربط العرضي: والربط العرضي هنا عشوائي غير منظم، يقوم به المعلم وقتما شاء، دون أن تكون هناك خطة تنظم هذا الربط، والمواد خلال هذا النوع من الربط، تقدم في صورة مستقلة بذاتها، ويتم طبعها في كتاب خاص بالمعلم، وللمعلم الحرية في الربط بين بعض أجزاء المادة الدراسية، وأجزاء مادة دراسية أخرى مناسبة، ومنسجمة، ومتفقة مع المادة التي يقوم بتدريسها. ومن العوامل التي تؤثر على الربط: خصائص وطبيعة المواد الدراسية، وإلمام المعلم بالمعلومات التي تمكنه من القيام بعملية الربط، والوقت المتاح للمعلم، وقدرة المعلم على إدراك المواطن التي يصلح فيها الربط. ومن عيوب الربط العرضي: اهتمام كل معلم بالمادة الدراسية التي يقوم بتدريسها فقط، دون النظر إلى المواد الدراسية الأخرى، مما قد يترتب عليه عدم معرفته بالمواطن، التي يمكنه القيام بالربط بينها، وبين المادة التي يقوم بتدريسها، وكذلك قلة حماس المعلم للقيام بعملية الربط؛ نظرا لعدم وجود أي إلزام من قبل السلطات التعليمية، وعدم كفاية الوقت المخصص لدراسة المادة الدراسية.
النوع الثاني من الربط: هو الربط المنظم؛ والربط هنا له خطة معدة سابقًا، اشترك في وضعها الموجه الفني والمعلمون، وكانت ترسل إلى المدارس، مع بداية كل عام دراسي مجموعة من النشرات التي توضح وتحدد بعض أجزاء المواد الدراسية، التي يمكن الربط بينها، مثل: الربط بين الأدب والنصوص. مميزات منهج المواد الدراسية المرتبطة: له عدة مميزات؛ من أهمها: مساعدة المتعلمين على إدراك وحدة المعرفة وتكاملها، وأيضًا من مميزاته: التعمق في المواد الدراسية المختلفة، وعملية الربط وبذل الجهد فيها، مما يتطلب مهارات خاصة، مما ينمي المعلم مهنيا، وعقليا، ومعرفيًّا، وتربويًّا. غير أن لهذا المنهج، وهو منهج المواد الدراسية المرتبطة قصور، من أهم هذا القصور: صعوبة تنفيذ وإعداد هذا النوع من المناهج، كما أن معظم المواد الدراسية في معظم المؤسسات التعليمية ما زالت منفصلة عن بعضها انفصالًا كبيرًا، وانفصالًا تامًا.
النوع الثالث من أنواع المنهج: منهج المواد الدراسية المندمجة؛ ويركز هذا النوع على أهم المبادئ والمفاهيم التي تتكون منها الموضوعات الدراسية، ويُربط بين تلك المفاهيم والمبادئ بعلاقات واضحة مباشرة، بحيث يسهل على التلاميذ إدراكها، ويزيل الحواجز بين المواد التي يتم دمجها، عن طريق انخراط مادتين أو أكثر في مادة جديدة.
مراحل الدمج: المرحلة الأولى: هي الدمج بين محتويات مجموعة متقاربة من المواد الدراسية، مثل: دمج بعض المواد المتشابهة ذات التخصص الواحد، بحيث تصبح هذه المواد وكأنها مادة واحدة، كأن يتم الدمج بين موضوعات من مواد البلاغة والنقد في مادة الأدب، وغيرها من المواد الأخرى، إلا أن الدمج شكلي؛ لأن أجزاء كل موضوع ظلت محتفظة بخواصها وتنظيمها، ولم ولم تدمج إلا صورة الغلاف ليضم هذه الموضوعات؛ لهذا فقد وجه إلى هذه الصورة من صور الدمج نقد شديد، مما أدى إلى ظهور مرحلة أخرى من مراحل الدمج، وهي: المرحلة الثانية. وهذه المرحلة يتم فيها الدمج، بين محتويات مجموعة غير متقاربة من المواد الدراسية، مثل: دمج مادة التاريخ مع مادة الأدب، في صورة مقرر يطلق عليه: تاريخ الأدب، ثم يقوم معلم واحد بتدريس هذا المقرر، يتناول فيه الجانبين: الجانب التاريخي، والأدبي، أو تاريخ الأدب بصفة عامة.
مزايا منهج المواد الدراسية المندمجة: من مزايا هذا المنهج: التكامل بين صفوف المعرفة وأنواع المعرفة وأشكالها، وكذلك إظهار العلاقات بين المجالات المعرفية المختلفة، ويصلح هذا المنهج للمراحل التعليمية الأولى، التي لا تحتاج إلى تعمق في المعرفة، كما يؤدي هذا المنهج، إلى توضيح مدى ارتباط المعرفة بنواحي الحياة، كما أن هذا المنهج يساعد المعلمين على النمو المهني. ومن عيوب هذا المنهج -وهو منهج المواد المندمجة: أنه لا يسمح بالتعمق ويكتفي فقط بالمعلومات السطحية، وأن التلاميذ ليس لهم دور في اختيار المواد، ولا اختيار أنشطة التعلم، كما أن هذا المنهج يحتاج إلى معلم كفء قادر على إدراك العلاقات بين الموضوعات.
رابعًا: منهج المجالات الواسعة: ويراد بهذا المنهج: ضم المواد الدراسية المتشابهة، ومزجها في مجال واحد، تزول فيه الحواجز بين تلك المواد تماما. وبهذا، فإن هذا المنهج يتكون من عدة مجالات ذات علاقة قوية، كالقراءة، والكتابة، والقواعد، والأدب، والفنون اللغوية، التي تجمع سويا في ميدان واحد،سمي: اللغة، أو النشاط اللغوي وقد اختصر منهج المجالات الواسعة عدد المواد الدراسية ليصبح عددا قليلا مقارنة بمنهج المواد الدراسية المنفصلة، ومع هذا، ظلت المادة الدراسية هي محور اهتمام هذا المنهج، مثلها مثل سابقه من التنظيمات المنهجية، لكن نطاق هذا المنهج أوسع من سابقه؛ فهو يخلق وحدة بين عدة مجالات معرفية بدلًا من الدمج بين مادتين.
النوع الخامس من أنواع المناهج: هو منهج المواد الدراسية المتكاملة؛ حيث يأخذ التكامل منهجًا وسطا، بين المواد الدراسية المنفصلة وبين الدمج التام، ويؤدي هذا إلى التكامل والاعتراف بوجود المواد الدراسية المنفصلة، وبوجود حدود لكل مادة، ويرفض هذا النوع من المناهج الدمج التام بين المواد المنفصلة؛ لذلك يستخدم التكامل في فروع المادة الواحدة، أو في المواد القريبة من بعضها، ويجعل الطالب يدرك العلاقات المتبادلة بين المواد التي يدرسها. ومن أمثلة التكامل في مجال المواد الإسلامية لتنظيم المحتوى التعليمي؛ ليجمع بين القراءات والتفسير، والفقه، والحديث، على صورة موضوعات مترابطة ومتكاملة، تساعد الطلاب في عملية التعلم.
النوع السادس من أنواع المنهج: هو منهج النشاط: حيث يوجه هذا النوع من المناهج اهتماما كبيرا إلى نشاط التلاميذ الذاتي، وما يتضمنه هذا النشاط من مرور التلاميذ في خبرات تربوية متنوعة، مما يحقق تعلما مرغوبا فيه، ونموا متكاملا ومنشودا للتلاميذ؛ حيث إن النشاط في هذا المنهج يحقق التفاعل المتبادل بين التلميذ والبيئة، أو من خلال هذا التفاعل المتبادل المستمر يتعلم التلاميذ، ويصبح هذا التعلم هو المحصلة، وهو ما يمكن أن نطلق عليه مصطلح النشاط، ويصبح العمل المدرسي وفق هذا المنهج عملا يتخلله دائما نشاط داخل المدرسة وخارجها، كجزء لا يتجزأ من مادة الدراسة نفسها، ويعيش التلاميذ ويعملون وينشطون ويتدربون عمليا في جو مدرسي فيه حماسة وقوة، لم تتوافر في منهج المادة التقليدي.
ومنهج النشاط لا يفصل نشاط التلاميذ في داخل المدرسة عن نشاطهم في خارجها، بل يعمل على أن يكمل النشاطان أحدهما الآخر، ويصبح تفاعل التلميذ مع بيئته المادية والاجتماعية تفاعلا موجها، يساعد على نموه المتكامل المنشود، ويوفر أنشطة عديدة يختارها التلاميذ ولا تفرض عليهم. وأثناء ممارستهم لهذه الأنشطة في ظلال هذا المنهج، وهو منهج النشاط تحت إشراف المعلم، تتاح للتلاميذ الفرص الكاملة للملاحظة، والقراءة، والكتابة، والبحث، والتفكير، وإجراء التجارب وتسجيل النتائج وتفسيرها، والقيام بالمقارنات، ورسم الخرائط، وكتابة التقارير، وغير ذلك. ويوفر المناخ السابق لكل تلميذ اختيار نوع النشاط المناسب له، ويمارسه داخل المدرسة وخارجها، وهذا يعني: أن التلميذ ينمو كفرد وكعضو في جماعة، يوجهه المعلم ليقوم بنشاط فردي، ويشترك في نشاط جماعي. وبعض الأنشطة تكون ذهنية وبعضها يكون متنوعا، وبعضها يكون يدويا، وبعضها جسميًا، وكل نشاط يكمل الآخر، وينتج عن ذلك النمو الكامل والمتكامل للتلميذ أو المتعلم.
النوع السابع من أنواع المنهج: وهو منهج الوحدات الدراسية: وقد اختلف في تعريف الوحدة، فبعضهم ينظر إليها كطريقة لتنظيم المحتوى، والبعض ينظر إليها كطريقة للتنظيم، وطريقة للتدريس، أو كوحدة للخبرة. وتعرف بأن الوحدة لها تنظيم خاص بالمادة الدراسية، وطريقة التدريس تضع التلميذ في موقف تعليمي متكامل، يثير اهتمام هذا التلميذ، ويتطلب من كل تلميذ نشاطا متنوعا يناسبه، ويراعي ما بين التلاميذ من فروق فردية، ويتضمن مرور التلاميذ بخبرات تربوية معينة، ويؤدي بالتلاميذ إلى فهم وبصيرة في ميدان أو أكثر من ميادين المعرفة، مع إكساب التلاميذ للمهارات والعادات والاتجاهات والقيم المرغوب فيها، ويكون لكل وحدة أو مركز يشتق منه عنوان لها، ويرتبط به النشاط الذي يقوم به التلاميذ، والخبرات التربوية التي يجب أن يمروا بها.
الأسس التي تقوم عليها الوحدة:
لها عدة أسس؛ منها: إزالة الحواجز بين المواد الدراسية، حتى يتحقق مبدأ وحدة المعرفة، أو وحدة المادة الدراسية. وبناء الوحدة على أساس نشاط التلاميذ وإيجابيتهم، كما ينحصر الدور الرئيسي للمعلم، أثناء تدريس الوحدة، في إرشاد التلاميذ وتوجيههم، وربط الدراسة بحياة التلاميذ، وتحقيق أهداف تربوية بالغة الأهمية وذات تأثير، وهي تعد من الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة التعليمية. وهناك أنواع من الوحدات الدراسية، وهناك الوحدة القائمة على المادة الدراسية، وهناك الوحدة القائمة على الخبرة. وعناصر الوحدة: لها عدة عناصر، هي: عنوان الوحدة، ومقدمة عن الوحدة، وهي تتضمن: دراسة الوحدة بالنسبة للتلاميذ، ومدى ارتباط موضوعها ومحتواها بحاجات التلاميذ ومشكلاتهم وميولهم، وعلاقة محتواها بما درسه التلاميذ في موضوعات هامة أخرى، كما تبين المقدمة الزمن الذي تستغرقه دراسة الوحدة، كما أن لهذه الوحدة أهدافا، هي الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها.
كما أن هناك مجالات مرتبطة بالعنوان الرئيسي، والموضوع الرئيسي للوحدة، ومن ثم، ينقسم كل مجال إلى موضوعات فرعية. وهناك أيضًا أنشطة تعليمية لا تغفلها هذه الوحدة، وتكون هذه الأنشطة التعليمية مقترحة، حيث يمكن للتلميذ القيام بها أثناء دراسة الوحدة. كما أن هناك طرق التدريس المناسبة للوحدة والوسائل والأدوات التي ينبغي أن تستخدم لتنفيذ الوحدة، ومراجع الوحدة التي تم الرجوع إليها عند إعداد هذه الوحدة من مصادرها المختلفة، كما أن هناك وسائل لتقويم هذه الوحدة. وتجدر الإشارة في النهاية، إلى أنه ينبغي عند إعداد أي منهج دراسي، أن نعتبر فيه ضرورة التدرج من المحسوس إلى المعنوي، أي: المجرد، وضرورة التدرج من المعروف أو المألوف إلى المجهول، وضرورة التدرج من البسيط إلى المعقد، وكذلك التدرج من الجزء إلى الكل، وأيضًا التدرج من الكل إلى الجزء، أو من العام إلى الخاص، والتدرج في دراسة الموضوعات وفق تتابعها الزمني.
كما ينبغي علينا ألا نهمل بحال في إعداد أي منهج من أنواع المناهج اهتمامات المتعلمين، وكذلك مساعدتهم في حل مشكلات تعليمية أو علمية معينة، وكذلك إعطاءهم كَمًّا وجرعة كبيرة وكافية من المفاهيم والقيم التي تفيدهم في دراستهم وحياتهم الاجتماعية، كذلك ينبغي أن نعطي للمتعلمين، عددا من النظريات والمبادئ والقواعد والتعميمات. وهناك عدة معاييرينبغي اتباعها في إعداد أي نوع من أنواع المناهج الدراسية، من أهم هذه المعايير: أن يكون المنهج مفيدا بالنسبة للمتعلم وبالنسبة للمجتمع معا، ويؤدي هذا المنهج عند استخدامه وتوظيفه إلى تنمية كافة جوانب المتعلمين؛ مِن الجانب المعرفي، والجانب المهاري، والجانب الوجداني. وأن يؤدي ذلك أيضًا، إلى تحقيق الابتكار وإلى تحقيق الإبداع، وإلى إثارة الانتباه، والتفكير، والإدراك لدى المتعلمين.