أهداف التربية الإسلامية
إن التربية الإسلامية هي التربية وفق تعاليم الإسلام، ووفق مبادئه السمحة، وتستمد التربية الإسلامية مادتها من خلال القرآن الكريم، والسنة النبوية، والعلوم الشرعية المختلفة. وهي تهدف إلى: تربية الفرد، وتنشئته التنشئة الدينية الصحيحة، وإكسابه القيم والأخلاقيات، وتعويده على الأمور الصالحة، وتعويده على ما يفيده في دنياه وآخرته، كما أنها تهدف إلى تحقيق النفع والفائدة لكل من الفرد والمجتمع، في إطار العلاقة التي حددها الله عز وجل. وللتربية الإسلامية أهداف، وتعد هذه الأهداف هي الغايات للتربية الدينية التي يكون الهدف من ورائها: هو إحداث التغيير المطلوب في سلوك الفرد، وضبط سلوكه في ضوء مبادئ القرآن الكريم وأحكامه وتعاليمه، وكذلك السنة المطهرة. ونهدف من وراء تدريس التربية الإسلامية إلى تحقيق الأهداف السامية، والمبادئ السمحة.
وتختلف هذه الأهداف للتربية الإسلامية من مرحلة دراسية إلى أخرى، وذلك حتى يضعها الدارس نصب عينيه في كافة مناشط حياته، ويعمد إليها دائما، وتكون هي عماد حياته. ومن أهداف التربية الإسلامية: نشر الفكر الإسلامي في ذهن الدارسين، في ضوء فلسفة الإسلام. وتنشئة الدارسين على عقيدة التوحيد، وكذلك تعويدهم على التأمل، والتدبر، والتفكير، والاقتناع. كما دعا القرآن الكريم إلى ذلك كثيرا: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [آل عمران: 191]. ومن الأهداف المهمة للتربية الإسلامية أيضا: جعل المتعلم يتعلم، ويعمل على إرضاء الله عز وجل، وعلى حبه عز وجل قبل الخوف منه، والالتزام بالقيم، والمبادئ الإسلامية.
وكذلك من أهدافها: حماية الشباب من الاتجاهات المادية التي تبتعد بهم عن العقيدة الصحيحة السمحة، هذه الاتجاهات الهدامة التي تغزو بلاد المسلمين من كافة الوسائل، من خلال المد المعرفي الغربي، ووسائل الإعلام المختلفة في محاولة منهم لاختراق صفوف المسلمين، وكذلك: زعزعة بعض القيم والمبادئ الإسلامية الصحيحة لدى المسلمين.
أيضًا من أهداف التربية الإسلامية: تصفية الأفكار من البدع والخرافات التي تسيطر على كثير من التصرفات؛ نتيجة للتخلف الثقافي الديني، ونتيجة لأفكار الذين دخلوا الإسلام بهدف هدمه، بنشر السحر، والتواكل، ومعرفة الغيب، والتشاؤم، وغير ذلك. كذلك، من أهداف التربية الإسلامية: محاربة بعث الافتراق والاختلاف بين المسلمين، وتقسيم المسلمين إلى فرق متنازعة، وإعداد الفرد إعدادا دينيًّا صحيحًا، وعلى الصورة المرغوب فيها، في ضوء المعايير الأخلاقية التي بينها الله عز وجل في كتابه، وبينها النبي الأعظم صلى الله عليه وسلمفي ما روي عنه من أحاديث وآثار صحيحة. وفي هذا يكون هناك مد للمعلم بالقيم التي توجه السلوك السليم للمعلم.
كما أن من أهداف التربية الإسلامية: تنشئة الشباب على ترسيخ الضمير الديني؛ لأنه أسمى ما تنشده التربية الإسلامية؛ حتى يكون رقيبا على أعمال الإنسان، والضمير، والارتفاع، والتعالي فوق النزوات، والأهواء، والشهوات، فيغلق الإنسان أمام نفسه نوافذ الخطأ والإثم، ويعلو فوق العرف والعادات.
كما أن من أهداف التربية الإسلامية: وصل المتعلمين بالقرآن؛ حتى يكون دستورهم ومصدرهم الأول؛ من خلال فهمه، وحفظه، وتدبر معانيه؛ وكذلك وصلهم بالحديث الشريف؛ باعتباره المصدر التشريعي الثاني.
ومن أهداف التربية الإسلامية أيضًا: مد المتعلمين بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، وقادة الإسلام الأولين، وتزكية نفوسهم عن طريق الاعتزاز بتاريخ الإسلام، وبطولات المسلمين الأوائل. أيضًا من أهداف التربية الإسلامية: بث ونشر الثقافة، والفكر الإسلامي الصحيح.
ولذلك؛ فإن التربية الإسلامية لها مؤسسات يمكن أن تؤخذ من خلالها، وتحكم هذه المؤسسات التربوية -التي يتردد الفرد عليها وبينها- كثيرا من النمو الخلقي والمعرفي والفكري في شخصية الفرد، وتسهم هذه المؤسسات بلا شك في تربية الفرد تربية إسلامية صحيحة.
ومن هذه المؤسسات: الأسرة، والمدرسة، والمسجد، ووسائل الإعلام، وجماعة الرفاق، كل تلك المؤسسات يمكن أن تسهم في تربية الفرد تربية إسلامية صحيحة.