Top
Image Alt

أهداف منهج الموهوبين

  /  أهداف منهج الموهوبين

أهداف منهج الموهوبين

لا بد أن يكون لمنهج الموهوبين عدة أهداف ينطلق منها، ويصبو إلى تحقيقها، ومن هذه الأهداف: ضرورة التوازن بين جوانب النمو المختلفة لدى المتعلمين الموهوبين، وأيضًا حماية القدرات والاهتمامات والخصائص النمائية من التراجع لدى الموهوبين، فالطالب الموهوب إذا وجد منهجًا لا يتناسب مع قدراته واستعداداته، ولا يسير ويساير قدراته وطاقاته العقلية، ولا يمشي متوافقًا مع قدراته وذكائه، فإنه سرعان ما ينحسر ويتراجع هذا الذكاء، وتلك القدرات الفائقة لدى الموهوبين.

ينبغي على مناهج الموهوبين كذلك أن تسهم أو تساهم في تنمية القدرات أو المواهب والخصائص النمائية إلى أقصى حد ممكن، كما ينبغي أن تعمل على تنمية قدرات البحث من خلال إعداد الباحث أو المختص الصغير، وهو الطفل الموهوب أو الطالب الموهوب.

كما ينبغي أن تعمل على مواجهة حاجات التنمية، وتطور المجتمعات، وتنمي في الموهوب ضرورة ذلك، كما ينبغي في هذه المناهج أيضًا أن يكون من بين أهدافها مراعاة مبدأ الفروق الفردية بين الطلاب الموهوبين أيضًا؛ إذ أن للموهوبين مستويات، كما تم تصنيفهم من قبل.

وينبغي أن يكون من أهداف مناهج الموهوبين التدريب على الإنتاج الإبداعي، وكذلك تلبي احتياجات الطلاب الموهوبين؛ لذا فإن هناك عدة أسس ينبغي ويجب مراعاتها عند إعداد منهج الموهوبين.

ومن تلك الأسس: التكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه الموهوب، التوافق مع الحاضر الذي يعيش به، وكذلك مسايرة متطلبات الحاضر، وتوقعات المستقبل ومتطلباته.

وأيضًا مراعاة طرق التدريس التي تتناسب مع الموهوبين، ومراعاة أنماط التعلم، وأنماط التفكير التي تتناسب مع الموهوبين وتناسبهم.

ينبغي أيضًا من الأسس التي يجب مراعاتها عند إعداد منهج الموهوبين تبني فلسفة واضحة محددة المعالم تتناسب مع قدرات وسمات الموهوبين الشخصية، وكذلك مراعاة الخصائص الشخصية للموهوبين والكيفية التي من الممكن أن يتعلموا من خلالها بشكل أفضل، والأهداف التي ينبغي تحقيقها من وراء إعداد هذا المنهج للموهوبين.

كما ينبغي أن يضم محتوى المنهج للطلاب الموهوبين قضايا وموضوعات ومشكلات واسعة، وأن يكون المنهج متداخلًا ومتكامل التخصصات، وأن يتم تقديم خبرات شاملة مترابطة تعزز خبرات الطالب الموهوب في مجال دراسي معين.

ينبغي كذلك حرية اختيار الموضوع الدراسي لكل موهوب ليتعمق فيه بحرية وكفاءة وفاعلية، وأيضًا يجب أن يتيح المنهج مهارات التعلم الذاتي، وعملية التعلم الذاتي والتعلم المستقل، والتعلم للإتقان.

ينبغي أيضًا في مناهج الموهوبين أن تعمل على تطوير مهارات التفكير العليا، وتطوير مهارات أساليب البحث العلمي، واستخدام تقنيات ومواد وأشكال جديدة تشبع إنجازاتهم.

ويأتي هنا سؤال، كيف يحقق منهج الموهوبين أهدافه؟ إنه لا بد حتى يحقق منهج الموهوبين أهدافه أن يقوم على أسس علمية وتربوية سليمة، وأن يكون كلًّا من المنهج والبيئة التعليمية معنيّان تمامًا بالجوانب العقلية والعاطفية والاجتماعية والتعليمية للطالب الموهوب.

لمنهج الموهوبين، وهناك عدة مستويات مختلفة لمنهج الموهوبين، حيث إن منهج الموهوبين يتكون من مستويات يكمل بعضها بعضًا، وفيما يلي المستويات المختلفة لمناهج الموهوبين:

المستوى الأول: المنهاج العام؛ حيث يوفر المعارف العامة والمهارات والاتجاهات التي تشكل الثقافة العامة اللازمة باعتبارها أساسًا لأي ثقافة متخصصة تحتاجها الموهبة.

المستوى الثاني: المنهاج المتخصص؛ حيث يتضمن المعارف والمهارات والاتجاهات اللازمة لتنمية أية موهبة لتجعل من الموهوب إنسانًا مبدعًا منتجًا في مجال موهبته.

المستوى الثالث: المنهاج الخفي؛ حيث ينمي الجوانب العقلية والعاطفية، وذلك بصورة غير واضحة.

المستوى الرابع: المنهاج غير المدرسي؛ حيث يوفر فرصًا تعليمية من خلال التفاعل بين المؤسسات الاجتماعية خارج المدرسة.

مراحل إعداد منهج الموهوبين:

كما أن إعداد منهج العاديين يمر بمراحل، فكذلك إن منهج إعداد الموهوبين له مراحل أيضًا، وفيما يلي تلك المراحل:

المرحلة الأولى: مرحلة التخطيط: تُعد هذه المرحلة هي المرحلة الأولى من مراحل إعداد منهج الموهوبين والتخطيط له، ولهذه المرحلة عدد من المتطلبات، ومنها: إعداد برنامج خاص للموهوبين حسب مستوى المرحلة الخاصة بها، وكذلك تدريب المعلمين بشكل مستمر، وتوفير الدعم المادي للتنفيذ، وتوفير المواد التعليمية التي تحقق أهداف البرنامج، ومنح المتعلمين الموهوبين المجال لتحقيق أهدافهم الخاصة التي تتناسب مع اهتماماتهم، وتعلم مهارات التفكير الناقد، وتعلم مهارات التفكير الإبداعي، وتعلم مهارات البحث والاستقصاء، وحل المشكلات واكتساب القيم الإنسانية والاجتماعية.

المرحلة الثانية: مرحلة تحديد المنهج: وخلال مرحلة تحديد المنهج أو المنهاج يتم تكوين فرق إعداد محتوى المنهج، ويتم تحديد عدد الفرق حسب حجم العمل؛ حيث يسمح المنهاج الموضوع من قبل الفريق بإظهار نقاط القوة عند كل المتعلمين.

المرحلة الثالثة: مرحلة تطوير المنهاج، وفي هذه المرحلة يتم جمع المعلومات، وتكييف المنهج الموجود، وكتابة المنهج مع التطوير المرغوب تحقيقه، وبما يتناسب مع قدرات الموهوبين.

المرحلة الرابعة: مرحلة الاختبار الميداني، وفي هذه المرحلة يتم التجريب الميداني لقياس مدى مناسبة المنهج الذي تم إعداده لتحقيق الأهداف التي أعد من أجلها.

المرحلة الخامسة: مرحلة التنفيذ، ومرحلة التنفيذ هي المحصلة المرجوة من المراحل السابقة، لكن يجب مراعاة ما يلي أثناء التنفيذ:

ملائمة المناخ المدرسي لتنفيذ المنهج، وقدرة المعلمين على فهم التغيير وملائمته للمناخ المدرسي، وطبيعة المواد المضافة، ودرجة تسلسلها.

المرحلة الأخيرة: مرحلة عملية تقييم المنهج، وتقييم المنهج أو المنهاج بعد تنفيذه يتم بهدف التشخيص الدقيق لنقاط القوة والضعف في المنهج، فهو يجيب عن تساؤل، وهو هل المنهج يحقق الأهداف التي وُضع من أجلها للموهوبين أم لا؟

error: النص محمي !!