(أهل الصفة) عدد أهل الصفة وذكر أسمائهم
أ. سكان الصُّفة:
أول من نزل الصُّفَّة هم المهاجرون؛ لذلك نُسبوا إليها ونسبت إليهم، فقيل: صُّفَّة المهاجرين، وبالإضافة إلى المهاجرين كان يسكنها أو ينزل بها بعض الغرباء من الوفود التي كانت تقدم على النبي صلى الله عليه وسلم معلنةً إسلامها وطاعتها، وكان الرجل إذا قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وكان له عريف نزل عليه، وإذا لم يكن له عريف نزل مع أصحاب الصُّفَّة، والعريف: هو النقيب أو القائم بأمور القبيلة أو الجماعة.
كان أبو هريرة رضي الله عنه عريف من سكن الصُّفَّة من القاطنين، ومن نزلها من الطارقين، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد دعوتهم عهد إلى أبي هريرة فدعاهم، لمعرفته بهم، وبمنازلهم ومراتبهم في العبادة والمجاهدة.
وإلى جانب المهاجرين والغرباء نزل بعض الأنصار في الصُّفَّة؛ حُبًّا لحياة الزهد والفقر، رغم استغنائهم عن ذلك، ووجود دور لهم في المدينة، ومنهم كعب بن مالك الأنصاري، وحنظلة بن أبي عامر الأنصاري -غسيل الملائكة- وحارثة بن النعمان الأنصاري وغير هؤلاء؛ ولأن أهل الصُّفَّة كانوا أخلاطًا من قبائل شتى؛ فسماهم النبي صلى الله عليه وسلم الأوفاض، وقيل في سبب هذه التسمية أيضًا: أن كل واحد منهم كان معه وفضه، وهو شيء مثل الكنانة الصغيرة يضع فيها طعامه، لكن القول الأول هو الأجود كما يقول بعض العلماء، وكما ورد عند الإمام أحمد بن حنبل مسنده.
ب. ماذا عن عددهم؟ وماذا عن أسمائهم؟
كان عددهم يختلف باختلاف الطبقات، فهم يزيدون إذا قدمتْ الوفودُ إلى المدينةِ، ويَقِلُّوْنَ إذا قَلَّ الطارقون من الغرباء، على أن عدد المقيمين منهم في الظروف العادية كان في حدود السبعين رجلًا، كما حدد ذلك أبو نعيم في (الحلية)، وقد يزيد عددهم كثيرًا، حتى إن سعد بن عبادة كان يستضيف وحده ثمانين منهم، فضلًا عن الآخرين الذين يتوزعهم بقية الصحابة، ويذكر السمهودي: أن أبا نعيمٍ سرد أسماءهم في (الحلية) فزادوا على المائة، لكن عدد من سمَّاهم أبو نعيم اثنان وخمسون فقط، منهم خمسة نفى أبو نعيم نفسه أن يكونوا من أهل الصُّفَّة، وأبو نعيم وحده هو الذي يقدم إلينا قائمة طويلة بأسماء المشهورين من أهل الصُّفَّة، مضافًا إليهم من ذكرتهم بقية المصادر ممن لم يذكرهم أبو نعيم:
- أبو هريرة رضي الله عنه؛ حيث نسب نفسه إليهم.
- أبو ذرٍّ الغفاري رضي الله عنه؛ حيث نسب نفسه إليهم كذلك.
- واثلة بن الأسقع.
قيس بن طهفة الغفاري؛ حيث نسب نفسه إليهم أيضًا، ثم كعب بن مالك الأنصاري، ثم يأتي سعيد بن عامر بن حذيم الجمحي، ثم سلمان الفارسي رضي الله عنه، ثم أسماء بن حارثة بن سعيد الأسلمي، ثم حنظلة بن أبي عامر الأنصاري -غسيل الملائكة-، ثم حازم بن حرملة، فحارثة بن النعمان الأنصاري النجاري، فحذيفة بن أسيد أبو سريحة الأنصاري، ثم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه -وهو من المهاجرين، حالف الأنصار فعُدَّ في جملتهم-، ثم جارية بن جميل بن شبة بن قرط، ثم جعيل بن سراقة الضمري، ثم جرهد بن خويلد الأسلمي، ثم رفاعة أبو لبابة الأنصاري، ثم عبد الله ذو البجادين، ثم دكين بن سعيد المزني، وقيل: الخثعمي، ثم خبيب بن يساف بن عنبة، ثم خريم بن أوس الطائي، ثم خريم بن فاتك الأسدي، ثم خنيس بن حذافة السهمي، ثم خباب بن الأرت، ثم الحكم بن عمير الثملي، ثم حرملة بن إياس، وقيل: هو حرملة بن عبد الله العنبري، ثم زيد بن الخطاب، ثم عبد الله بن مسعود، ثم الطفوي الدوسي، ثم طلحة بن عمرو النضري، ثم صفوان بن بيضاء الفهري، ثم صهيب بن سنان الرومي، ثم شداد بن أسيد، ثم شقران مولى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم السائب بن خلاد، ثم سالم بن عمير من الأوس من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف، ثم سالم بن عبيد الأشجعي، ثم سفينة مولى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم سالم مولى أبي حذيفة، ثم أبي رزين، ثم الأغر المزني، ثم بلال بن رباح، ثم البراء بن مالك الأنصاري، ثم ثوبان مولى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ثابت بن وادعة الأنصاري، ثم ثقيف بن عمرو بن الشميط الأسدي، ثم سعد بن مالك أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، ثم العرباض بن سارية، ثم غرفة الأزدي، يأتي بعده عبد الرحمن بن قرط، ثم عباد بن خالد