إسنادِ الفعل الأجوف إلى ضّمائر الرفع
حُكم ماضي الأجْوف قبَل إسنادِهِ إلى الضّمائر:
تُعَلُّ عيْنُ الماضي الأجْوف بقَلْبِها ألفًا لِتَحرُكِها وفَتْحِ ما قَبْلَها، نحو: (قَالَ)، و(بَاعَ)، و(خَاف)، و(طَالَ)، والأصل: (قَوَلَ)، و(بَيَعَ)، و(خَوَف)، و(طَوَلَ).
وقد صحّت العيْن ولم تُعلّ في المواضع التالية:
- ما كان على مثال (فَعِلَ) -بِكَسْر العيْن-، والوَصْف منه على: (أَفْعَل)، نحو: (عَوِرَ)، و(حَوِلَ)، و(غَيِدَ).
- وصَحّت العيْن هنا، لأنّ الأصل في الألوان والعُيوب صيغة: (افْعَلَّ)، نحو: (اعْوَرَّ)، و(احْوَلَّ)، و(اسْوَدَّ)، فلمّا سَلِمت العيْن في الأصل صُحِّحَت في الفَرْع.
- أنْ يكون على صيغة: (فَاعَلَ)، سواء كانت العيْن واوًا، نحو: (قَاوَلَ)، و(حَاوَلَ)، أم كانت ياءً، نحو: (بَابَعَ)، و(دَايَنَ)، وصُحِّحَت العيْن لأنها لو قُلِبت ألِفًا لالتقى ساكِنان، فيُحذف أحدُهُما، فيصِير الفعل على لفظ ما لا زيادة فيه: (قَاوَلَ) يصير: (قَالَ).
- أن يكون على مثال: (تَفَاعَلَ)، نحو: (البَكْران تَجَادَلاَ)، و(تَصَاوَلاَ)، و(تَبَايَعَا)، و(تَزَايَدَا)؛ وعلّة التصحيح هنا كما سبق في (فَاعَلَ).
- أنْ يكون على مثال: (فَعَّلَ)، نحو: (عَوَّلَ)، و(هَوَّنَ)، و(زَيَّنَ), و(بَيَّنَ).
- أنْ يكون على مثال: (تَفَعّلَ)، نحو: (تَلَوَّنَ)، و(تَطَيَّبَ).
- أنْ يكون على مثال (افْعَلّ)، نحو: (اسْوَدَّ)، و(اعْوَرَّ)، و(احْوَلَّ)، و(ابْيَضَّ).
- أنْ يكون على صيغة: (افعالَّ)، نحو: (احْوَالَّ)، و(اعْوَارَّ)، و(ابْيَاضَّ)، و(اغْيَادَّ).
- أنْ تكون على مثال: (افتَعَلَ) بشَرطيْن:
الأول: أنْ تكُون العيْنُ واوًا.
الثاني: أنْ تدلّ الصيغة على المُشَاركة.
وذلك نحو: (اجْتَوَرُوا)، بمعنى: تَجَاوروا، و(اشْتَوَرُوا)، بمعنى: تشاوَرُوا، و(ازْدَوَجُوا) بمعنى: تزاوجوا، و(اعْتَوَنُوا)، بمعنى: تعاونوا، و(اعْتَوَرُوا)، بمعنى: تعاوَرُوا. وصُُحِّحَت الواو هنا لأنّ هذه الصِّيغ بمعنى: (تَفَاعَل) الذي صَحَّت فيه الواو، فحُمِلت عليها في الصِّحّة.
فإن كانت العين واوًا في (افتَعَل)، ولم يدُلّ الفعل على المُشَاركة، أُعِلَّت العيْن بِقَلْبِها ألِفًا، نحو: (اشْتَار العسل)، و(اقْتَاد)، و(اسْتَاك).
وإن كانت العين ياءً، أُعِلّت مطلقًا، دلّ الفعْلُ على المُشَاركة، نحو: (ابْتَاعُوا)، بمعنى: تبايعوا، و(اسْتَافُوا)، بمعنى: تسايفوا، أوْ لمْ يدُلّ على المشاركة، نحو: (اكْتَالُوا)، و(ارْتَابُوا)، و(امْتَارُوا).
كما يجب إعْلال الماضي في غيْر الصِّيَغ المتقدِّمة، نحو: (قَامَ) و(أقَام)، و(أهَاب)، و(انْقَاد)، و(اخْتَار) و(استَخَار).
وشذَّ في القياس، نحو: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشّيْطَانُ} [المجادلة: 19]، و(أَغْيَمَت السماء)، و(استَنْوَق الجمل).
حُكم ماضي الأجْوف عند إسناده إلى الضّمائر:
الصِّيغ التي جاءت صحيحةً غيرَ مُعلّة، حُكْمُها حُكم السالمِ عِنْد الاتّصال بالضمائر والصِّيغ المُعلّة: إذا أسْنِدت إلى ضمير رفعٍ ساكن، بَقِيت على حالها دون حَذْفِ شيء منها، نحو: (بَاعُوا) و(ابْتَاعُوا)، و(أقَامُوا)، و(أقَامَا)، و(اسْتَقَامَا).
وإذا أسْنِدت إلى ضمير رفعٍ مُتَحرِّك، وجب حذْفُ عيْنها للتَخلص مِن التقاء الساكنيْن، نحو: (أَقَمْتُ)، (أَقَمْتُمْ)، (أقَمْنَ)، و(اسْتَقَمْتُ)، و(اسْتَقَمْنا)، و(اسْتَقَمْنَ).
حَركة فاء الثُلاثي عِنْد إسناده إلى ضمير رفْع مُتحرِّك:
إذا كان الفعل الثُلاثيّ من باب: (عَلِمَ)، كُسِرت فَاؤه عِنْد إسناده إلى ضمير الرفْع المُتَحرك، دِلالة على حركة العيْن؛ فإنّ حركة العيْن يَتَبيّن بها وَزْنُ الماضي، ولا فرْق في ذلك بين الواويّ واليائيّ، تقول: (خِفْتُ)، و(خِفْنَا)، و(خِفْنَ)، و(هِبْتُ)، و(هِبْنَا)، و(هِبْنَ) -بكسر الفاء.
وإذا كان الفعل الأجْوفُ من باب: (نَصَرَ) -ولا يكون إلاّ واويًا- ضُمّت الفاء عند إسنادهِ إلى ضمير الرّفْع المُتَحرِّك، دِلالة على أنّ العيْن واويّة، نحو: (قُلتُ)، و(قُلْنَا)، و(قُلْنَ).
وإذا كان الفعل من باب: (ضَرَب) -ولا تكون عيْنه إلا يائية-، كُسِرت فاؤه عند إسنادهِ لضمير رفْع مُتحرِّك، دِلالة على أنّ العيْن يائيّة، نحو: (بِعْتُ)، و(بِعْنَا)، و(بِعْنَ).
وإذا كان الفعل من باب: (كَرُمَ)، ضُمّت الفاء، دِلالة على حركة العيْن، نحو: (طُلْتُ).
حُكم المضارع قبل الإسناد:
المضارع مِن الأفعال الصّحيحة كمضارع السّالِم، نحو: (يَغِيدُ)، و(يُقَاوِم)، و(يُبَايع).
أمّا المضارع مِن الأفعال المُعلّة، فهو على ثلاثة أنواع:
الأول: نوع يُعَلُّ بالقلّب وحْدَه، وذلك مضارِع (انْفَعَلَ)، و(افْتَعَلَ) نحو: (انقَاَدَ، يَنْقَادُ)، و(اخْتَارَ، يَخْتَارُ).
الثاني: نوع يُعلُّ بالنقل وحْدَه، وهو مضارع الثلاثيّ مِن غيرِ باب: (عَلِمَ)، نحو: (قَالَ، يَقُولُ) و(بَاَعَ، يَبِعُ)، نُقِلت حركة المُعْتل إلى الساكن الصحيح واليائيّ مِن صِيغَتَي (أفْعَلَ) و(استَفْعَلَ)، نحو: (أبَاَنَ، يُبِينُ)، و(استَبَانَ، يَسْتَبينُ).
الثالث: نوع يُعلّ بالنَّقل والقلْب معًا، وهو مُضارع باب: (عَلِمَ) من الثلاثي، نحو: (خَاَفَ، يَخَافُ)، والأصل: (يَخْوَفُ)، نُقِلت حركة العيْن إلى الساكن الصحيح قَبْلَها، ثم قُلِبت ألفًا، و(هَابَ، يَهِابُ)، والأصل: (يَهْيَبُ).
والواويّ من صِيغَتَيْ: (أفْعَلَ) و(اسْتَفْعَلَ)، نحو: (أقَامَ، يُقِيمُ)، و(اسْتَقَامَ، يَسْتَقِيمُ)، والأصل: (يُقْوِمُ)، و(يَسْتَقْوِمُ)، نُقِلتْ حركة العيْن إلى الساكن الصحيح قَبْلَها، ثم قُلِبتْ ياءً لِسُكُونها بعد كسرة.
حُكم المضارع المُعلّ بعد الإسناد:
إذا أسنِد المضارع المُعلّ إلى ضمير رفعٍ مُتَحرِّك، حُذِفت عَينُه لالتقاء الساكنيْن، نحو: (يَقُلْنَ)، و(يَبِعْنَ)، و(يَقُمْن)، و(يَسْتقِمْنَ)، وهكذا ما كانت عيْنه مُعلّة.
كذلك إذا جُزم المضارع حُذِفَت عينُهُ، نحو: (لمْ يَقُمْ) و(لمْ يَسْتَقِمْ).
فالقاعدة العامة في الأجْوف: إذا سَكَنَ آخرُهُ حُذِفت عينُه، وإذا تَحرَّك آخِره بَقِيت عينُه.
والأمر كالمضارع المجْزوم، نحو: (قُلْ)، و(بِعْ)، و(قُلْنَ)، و(بِعْنَ)، و(قُولاَ) و(قُولُوا)، وتصحّ عَينُه في نحو: (قَاوِمْ)، و(بَايِنْ)، وغير ذلك ممّا لمْ تُعلّ عيْنُه، نحو: (قُلْنَ)، و(بِعْنَ)، و(خَافَا)، و(خَافُوا)، تَتّحِد فيه صورة فعْل الأمر، والفعْل الماضي.
ويَتّحِد الأمْر والماضي أيضًا في نحو: (اصطَافَ)، و(انْقادَ)، عند الإسناد إلى (ألِف الاثنيْن)، و(واو الجماعة)، و(نون النسوة)؛ والمدارُ على القَرائِن.
حُكمُ الماضي قبلَ الإسناد:
في غَيرِ الثُلاثي تُقلبُ لامُه ألِفًا، لتَحرّكِها وانْفِتاحِ ما قَبْلها، سواء كان أصلُها الواو، نحو: (أرْضَى)، و(استرضَى)، و(ارتضَى)، أم كان أصلها الياء، نحو: (ألْقَى)، و(اهْتَدَى)، و(اسْتَهْدَى).
أمّا في الثُلاثي ،فَتُقلبُ لامُه ألِفًا إن فُتِحت عَيْنه، نحو: (دَعَا) و(هَدَى).
وإن انضمّت العينُ، فإن كانت اللام واوًا بَقيَت، نحو: (سَرُوَ) و(رَخُوَ)، وإن كانت ياءً قُلبت واوًا، نحو: (نَهُوَ) -مِن: النُّهْيَة، وهي: العقل-، و(قَضُوَ)، بمعنى: ما أقضاه.
وإن انْكَسرت العيْنُ، فإن كانت اللام ياءً بَقِيت، نحو: (رَقِيَ)، وإن كانت واوًا انْقَلبتْ ياءً، نحو: (رَضِيَ)، و(شَقِيَ)، و(حَظِيَ).