إسناد الفعل المضاعف إلى ضمائر الرّفع
المضاعف يكون صحيحًا نحو: (مَدَّ)، ومُعتلًا نحو: (وَدّ)، و(حيَِيَ). ويكون مهموزًا، نحو: (أنَّ)، و(أَمَّ). والمضاعف قِسْمان:
الأول: ثلاثيّ، وهو: ما كانت عيْنه ولامه متماثِليْن، نحو: (شَدَّ) و(فَرَّ)؛ وهو الكثير.
الثاني: رباعيّ، وهو: ما كُرِّر فيه حرفان أصليّان بعد حرفيْن أصليَّيْن، نحو: (زَلْزَلَ)، و(دَمْدَمَ)؛ وهذا يُعامل معاملة السالم في الإسناد إلى الضمائر.
المضاعف بيْن الفكّ والإدغام:
- يجب فكّ المِثليْن إذا أُسند المضاعف إلى ضمير رفْع متحرِّك، نحو: (حَجَجْتُ)، (يَحْجُجْنَ)، (احْجُجْنَ).
- يجوز الفكّ والإدغام في المضارع المجزوم بالسّكون، نحو: (لم يَحُجَّ زيد)، وفي فعل الأمْر للواحد، نحو: (حُجَّ يا زيد).
- يجب إدغام المثليْن في غير الحالتيْن السابقتيْن، نحو: (حَجَّ زيد)، (هما حَجَّا)، (هم حَجُّوا)، (يَحُجُّ زيد)، (لن يحُجَّ بكر)، (هما يَحُجّان)، (هم يَحُجُّون)، (أنتِ تَحجِينَ)، (حُجَّا)، (حُجُّوا)، (حُجِّي).
ويُعامَل معاملة المضاعف في الفكّ والإدغام، نحو: (احْمَرَّ)، و(احْمَارَّ)، و(اقْشَعَرَّ) في الماضي والمضارع والأمر، وإن كان ليس من المضاعف الاصطلاحي.
حركة آخِر فعْل الأمر والمضارع المجزوم:
يجوز تحريكهما بما يلي:
- بالفتح، لأنّه أخفّ الحركات، مثل: (حُجَّ)، و(لم يَحُجَّ).
- بالكسْر، لأنه الأصل في التّخلّص مِن الساكنَيْن، مثل: (حُجِّ)، (لم يَحُجِّ)، (فِرِّ)، (لم يَفِرِّ ) -بالكسر.
- تُحرَّك اللام بحركة العيْن، ويُعبَّر عنه بالإتباع، فتقول: (حُجُّ) و(لم يَحُجُّ)، (وفِرِّ) و(لم يَفِرِّ)، و(وَدَّ) و(لم يَوَدَّ) -بالفتح.
وإذا وقع بعد المضارع المجزوم، أو فِعْل الأمْر ساكن، نحو: (رُدِّ ابنك)، و(لم تَرُدِّ القوم)؛ اتفق الأكثرون على أنه يُكسَر قياسًا، ومِن العرب مَن يُحرِّك آخِره بالفتح، ونقل ابن جنّيّ ضمّ آخِره. وقد رُوِيَ هذا البيت بالحركات الثلاث:
فلا كعبًا بلغتَ ولا كِلاَباَ | * | فغُضََُِّ الطرفَ إنَّك من نُمَيْرٍ |
واتفق العرَب كلّهم على وجوب الفتح إذا اتصلت بالفعل هاء بعدها ألِف، نحو: (رُدَّها)، و(اسْتَرَدَّها)، وذلك لأنّ الهاء خفيّة، فكأنّ الألف وَلِيَ المدغمَ فيه.
وإذا كانت الهاء مضمومةً للواحد المذكّر، ضَمُّوا كلُّهم، نحو: (رُدُّه)، و(عَضُّهُ)، و(اسْتَرَدُّهُ). ووَرَدَ في بعض اللغات كسْر المُدغم فيه. وجَوَّز ثعلب الفتح مِن غير سماع، والقياس لا يمنعه.
الفعل المضاعف: الذي ماضيه على وزن: (فَعِلَ)، أو (فَعُلَ) -بِكسْر العين أو ضمها- تجوز فيه عند إسناده إلى ضمير الرّفع المتحرِّك ثلاثة أوجه:
- الإتمام، نحو (ظَلِلْتُ)، و(ظَلِلْنا)، و(ظَلِلْنَ)، و(لَبُبْتُ)، و(لَبُبْنَا)، و(لَبُبْنَ).
- حذْف العيْن، ونقْل حركتها إلى ما قبْلها، نحو: (ظِلْتُ)، و(ظِلْناَ)، و(ظِلْنَ)، و(لُبْتُ)، و(لُبْنَا)، و(لُبْنَ).
- حذف العين من غيْر نقْلٍ لحركتها، فتبقى الفاء مفتوحة، نحو: (ظَلْتُ)، و(ظَلْنَ)، و(لَبْتُ)، و(لَبْنَ).
المضارع المُضعّف: عند إسناد الفعل المضارع المُضعّف إلى ضمائر الرّفع المتحرِّكة، جاز فيه الوجهان الأوَّلان في الماضي، ومثْله فعل الأمر.
وإن كان الفعل الماضي على: (فَعَلَ) -بفتح العيْن-، فليس فيه إلا الإتمام، نحو: (شَدَدْتُ) و(شَدَّ)، (هَمْتُ)، والأصل: (هَمَمْتُ). وإن كانت عين المضارع أو فعل الأمر مفتوحةً، فالحذْف قليل فيها.