اتصال الضمير
القاعدة: أنه متى تأتّى اتِّصال الضمير، لم يُعدل إلى انفصاله؛ لأن وضْع الضمير على الاختصار، والمتّصل أخصر مِن المنفصل، فنحو: (قمتُ)، و(أكرمتُك)، لا يقال فيهما: (قامَ أنا)، ولا (أكرمتُ إيّاك).
وإلى هذا أشار ابن مالك بقوله:
وفي اختيارٍ لا يجيء المنفصلْ | * | إذا تأتّى أن يجيء المتّصلْ |
وأمّا قول الشّاعر:
وما أصاحب مِن قومٍ فأذْكرَهمْ | * | إلا يزيدهم حبًًّا إليَّ هُمُ |
حيث فصْل الضّمير المرفوع، وهو: (هُمْ)، وكان القياس أن يجيء به ضميرًًا متّصلًًا بالعامل الذي هو: (يزيد)، فيقول: (إلاّ يزيدونهم)، فضرورة شعرية.
وكذلك قول الشاعر:
بالباعث الوارث الأمواتِ قد ضَمِنتْ | * | إيّاهُمُ الأرضُ في دهْر الدّهاريرِ |
حيث أوقع الضمير المنصوب المنفصل مكانَ المنصوب المتّصل، فقال: (ضمِنتْ إيّاهم)، ولو أتى به متّصلًًا كما يقتضيه القياس لقال: (ضمِنتْهُم الأرضُ)، فيُحكم على هذا بالضرورة الشِّعرية.