استراتيجية إسرائيل للتعامل مع العالم العربي بعد عام 1973م
توقّفنا بالحديث عن الحركة الصهيونية، وأنها حاولت أن تسيطر على الإعلام العالمي، وقلبت حق العرب في نظر العالم باطلًا، وجعلَتْ باطلها في نظر العالم حقًّا. والواقع الذي نعيشه الآن يُملي علينا: أن نطرح على حضراتكم الاستراتيجية الإسرائيلية التي وضعتْها كخطة طويلة الأجَل للتعامل مع العرب ومع القضية الفلسطينية؛ لأن الواقع: أنّ مصر قد عقدت معاهدة صلح مع إسرائيل، وبدأ العالم العربي بفعل الضغط الأمريكي يتسابق في عقد معاهدات صُلح مع إسرائيل، وكم نتمنّى أن يسود السلام في العالم، وأن يسود السلام بين العرب وإسرائيل؛ لكن أن يكون سلامًا عادلًا، وليس على حساب الشعوب، وليس على حساب الحق والتاريخ.
توقّفت المدافع والصواريخ، لكن الخطط والاستراتيجيات التي وضعتْها إسرائيل للتعامل مع المنطقة تؤكّد لنا أن إسرائيل ليست على العهد الذي أبرمَتْه مع العالم العربي أو مع مصر بالذات، وإنما وضعت هناك خططًا للتعامل مع مصر ومع الدول المجاورة تحت شعار أنّ كل موضع تدوسه بطون أقدامكم هو لكم أعطاه الرب.
هذا الشعار يَدين به كلّ جندي صهيوني يحمل السلاح في أرض إسرائيل. أكرر لكم هذه العبارة مرة ثانية: هذا نص موجود في الكتاب المقدس: “كلّ موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطاه الرب، أو لكم أعطيت”.
ولذلك نجد أنّ بعض القادة الإسرائيليِّين بعد نهاية كلّ معركة تاريخية مع العرب يقولون في مؤتمراتهم: “إنّ هدف هذه الحرب هو الإعداد للحرب القادمة”. وقد أعلن ذلك صراحة البروفيسور “ليبيوتيز” في مؤتمره الصحفي في 14 يونيه عام 1982م. يعني: بعد معاهدة الصلح مع مصر، أعلن في القدس: أن هدف هذه الحرب هو الإعداد للحرب القادمة. وأعلنوا هذا شعارًا للتعامل التاريخي: “كل موضع تدوسه بطون أقدامكم هو لكم أعطاه الرب”.
هذا هو مفهوم إسرائيل الكبرى. هذا هو الهدف الثابت والدائم للحركة الصهيونية السياسية التي بشّر بها “هرتزل” في عام 1897م. وهذا الهدف قد أعلنه الرئيس أو الجنرال الاحتياطي “جازيت” رئيس جامعة “بن جوريون” في بئر سبع، وهو يذكِّر طلابه والحاضرين معه بالأهداف الجوهرية للحركة الصهيونية فيما يتعلّق بالصراع الإسرائيلي العربي؛ حيث قال: “يجب أن تكون أرض إسرائيل يومًا ما بكاملها تحت السيطرة الإسرائيلية؛ بل وأكثر من ذلك: يجب أن تكون مندمجة في دولة يهودية. وعلى إسرائيل أن تعترف بالضرورة الملحّة لإيجاد حلّ راديكالي لمشكلة الوجود العربي على الأرض التاريخية لإسرائيل”.
هذا ما أعلنه “جازيت” رئيس جامعة “بن جوريون” في صحيفة “بديعوت أحرُنوت” في عددها الخامس عشر في يناير عام 1982م. وأكّد في هذا التصريح: أنّ طرْد العرب من فلسطين داخليًّا، والعمل على تمزيق البلاد العربية خارجيًّا، ينبغي أن يكون هذا وذاك جناحَي المشروع الصهيوني للمرحلة القادمة.
انتبهوا لهذه العبارة لأنها تمثّل جوهر الاستراتيجية الصهيونية أو الهدف الأساسي للمشروع الصهيوني في المرحلة التي أسموها بالحرب الباردة. نحن نسميها في عالمنا العربي: مرحلة سلام. وبدأ البعض يتكلم عن ثقافة السلام، ومشروع السلام العربي الإسرائيلي؛ لكن هُم يسمّونها عندهم: مرحلة الحرب الباردة. جناحا هذا المشروع الصهيوني هو: طرد الفلسطينيِّين الذين هم داخل إسرائيل، وهم ما يُسمَّوْن بعرب 48 من أرض إسرائيل. والجناح الثاني هو: تفكيك المنطقة العربية إلى ما يشبه بالفسيفساء، قطَع صغيرة على الخريطة الجغرافية للعالم.
وقد نشر “جازيت” مقاله في مجلة “كيفونيم” الذي نشَره التنظيم الصهيوني العالمي بالقدس في عدد 14 فبراير عام 1982م. لمَّح هذا الجنرال -وهو “جازيت” رئيس جامعة “بن جوريون”- في هذا المشروع إلى نقاط على جانب كبير من الأهمية، سوف أطرحها على حضراتكم؛ لأنها تنفّذ الآن يومًا بعد يوم على أرض الواقع. يَعرض استراتيجية إسرائيل في المرحلة القادمة. وهذه الاستراتيجية -أيها الإخوة- أتمنّى أن يقرأها العالَم، وأن يقرأها كلّ شباب يريد أن يعرف حقيقة المنطقة وما يجري فيها بين إسرائيل والعرب؛ لأنها تُعرّي الكيان الصهيوني وتُعرّي السياسة الإسرائيلية، وتُعرِّي وتكشف عن زيف وتضليل الإعلانات التي يُعلنها ساسة إسرائيل عن أنهم يريدون السلام مع العرب ومع فلسطين.
وفي هذه المقالة عرضت الخطوط العريضة للاستراتيجية الصهيونية للتعامل مع العرب، وجاء فيها:
إنّ أحد الأهداف الرئيسة للاتحاد السوفييتي هو: أن يلحق الهزيمة بالغرب. كانت هذه الوثيقة سنة 1982م. وذلك بأن يملك التحكم في الموارد الهائلة للبترول في الخليج الفارسي -العربي- وفي جنوب أفريقيا؛ حيث تركّزت أغلبية الموارد العالمية. ونحن نستطيع تصوُّر أبعاد هذه المواجهة على مستوى البسيطة، وهي المواجهة التي سوف نعيشها في المستقبل. روسيا كانت -حسب ما يتصوّرون- تريد السيطرة على موارد النفط في الخليج العربي، فلا بدّ من العمل على حرمانها من الحصول على هذا الهدف. وقد وقع فعلًا؛ فعملوا على تفكيك الاتحاد السوفيتي، ووقعت حرب الخليج الأولى والثانية، ثم تم لهم السيطرة الكاملة على مواقع النفط وآبار النفط في الخليج العربي.
وقد يصل المشروع الصهيوني إلى نتائجه بعد أن تمّ لأمريكا تمامًا وضْع يدها على العراق، وبالتالي على مواضع أو آبار النفط في منطقة الخليج. وهذا كان يمثِّل الهدف الأول في استراتيجية الحركة الصهيونية في المنطقة في مرحلة ما بعد حرب 1973م أو ما يسمّى بالحرب الباردة. هذا بالنسبة إلى موقفهم من الاتحاد السوفيتي.
نأتي إلى موقفهم من العالم العربي. من المعلوم: أن مصر قد استعادت سيناء، لكن هذا الموقف لم يرضِ الحركة الصهيونية؛ فكان لا بد من العمل على استعادتها مرة ثانية. ولذلك جاء في هذه الوثيقة ما يلي: “إن استعادة أرض سيناء بمواردها الراهنة هدف ذو أولوية، تحول دون الوصول إليه حتى الآن اتفاقية “كامب ديفيد” واتفاقيات السلام؛ وبذلك حُرمنا من البترول ومن الموارد التي تصدر عنه، وتحمّلنا نفقات باهظة في هذا المجال. ويجب علينا أن نعمل حتى نستعيد الوضع الذي كان في سيناء قبل زيارة أنور السادات للقدس والاتفاق التعيس الموقّع عليه عام 1979م”.
هذا هو البند الثاني في هذه الاستراتيجية الإسرائيلية، هو: موقفها من مصر. يضاف إلى ذلك بالنسبة إلى مصر بالذات: نصّت الوثيقة على ما يلي: إنّ الحالة الاقتصادية في مصر وطبيعة نظامها وسياستها القومية العربية سوف تُسفر عن موقف يفرض على إسرائيل أن تتدخّل، ومصر بفعل صراعاتها الداخلية لم تَعُد تمثل بالنسبة إلينا أيّة مشكلة استراتيجية. ولسوف يكون من اليسير: أن نردّها إلى الوضع الذي عاشتْه والذي كانت عليه عقب حرب يونية 1967م في أقلّ من 24 ساعة”.
يعني: يريدون أو يشيرون إلى ضرورة الاستيلاء على سيناء والوصول إلى قناة السويس مرة ثانية إذا لزم الأمر في أقلّ من 24 ساعة. ثم يبرّرون ذلك بأن الأسطورة القائلة بأنّ مصر هي زعيمة العالم العربي قد فقدت هذه الأسطورة قيمتها في مواجهة إسرائيل خاصة بعد هزيمة 67، وربما استطاعت أن تفيد على المدى القصير من استعادة سيناء، ولكن ذلك لن يغيِّر تغييرًا عميقًا علاقة القوة بمصر. فمصر من حيث هي جسد مركزي قد صارت جثّة هامدة، ولا سيما إذا ما أخذنا في الاعتبار المواجهة التي تتزايد قسوتها بين المسلمين والأقباط. إن انقسامها إلى أقاليم جغرافية منفصلة يجب أن يكون هدفنا السياسي خلال التسعينات، وخلال الألفيّة الثالثة.
انقسام مصر إلى إقليميْن: جنوب وشمال، أو ديانتين: مسلمين وأقباط. ولا يخفى على حضراتكم: أنّ كلّ حركة تتّصل بالفتنة الطائفية تقع في المنطقة العربية -عمومًا ولا أقول في مصر فقط- عليك أن تبحث عن أصابع الصهيونية وراءها.
ثم تكمل الوثيقة بما يلي: “فإذا ما تصدّعت مصر على هذا النحو، وحُرمت من أية سلطة مركزية في العالم العربي، فإن بلادًا أخرى مثل: ليبيا والسودان، وما هو أبعد منهما كالجزائر وتونس والمغرب سوف تواجه نفس الانفصال. فإنشاء دولة قبطية في صعيد مصر، وإنشاء دويلات أخرى إقليمية ذات أهمية ضعيفة هو مفتاح التطور التاريخي الذي أرجأه حاليًا اتفاقية السلام في “كامب ديفيد”؛ لكن ينبغي أن نعلم أن هذا أمر محتوم لا بدّ منه على المدى الطويل”.
ثم ماذا؟ إذا انتقلنا إلى موقف الوثيقة من لبنان، ماذا تقول هذه الوثيقة؟
تقول: “إن تقسيم لبنان إلى خمسة أقاليم تعطينا مقدّمًا صورة واقعية عمّا سوف يحدث في مجموع العالم العربي. فتفجير سوريا والعراق إلى أقاليم محدودة على أساس مقياس عِرقي أو ديني يجب أن يكون هدفًا أساسيًّا على المدى الطويل، وأن يكون هدفًا ذا أولوية بالنسبة لنا. والمرحلة الأولى التي لا بدّ أن نبدأ بها هي: تدمير القوة العسكرية لدى هذه الدول”.
ثم ماذا بالنسبة لسوريا؟
تقول الوثيقة: “إن البنية العرقية لسوريا تُعرِّضها لتفكّك قد ينتهي بها إلى إنشاء دولة شيعية على طول الشاطئ، ودولة سُنِّية في منطقة حلب، ودولة أخرى في دِمشق، ثم وحدة درزية يمكن أن تطمح إلى إنشاء دولة لها ربما على أرض الجولان وهي تتكامل في كل حال مع شمال الأردن. إن دولة كهذه سوف تكون على المدى الطويل ضمانًا لسلام إسرائيل، وضمانًا للأمن في المنطقة، وهي هدف مقرّر في موضع اهتمامنا. هذا بالنسبة لسوريا.
ماذا بالنسبة للعراق؟
تقول الوثيقة: “أمّا العراق الغني بالبترول، وبالصراعات الداخلية العرقية والطائفية والدينية، فهو على خط التسديد الإسرائيلي -كلمة “التسديد” أكثر من كلمة “المواجهة”، يعني: هو أمام أعيننا لا يغيب عنا- فتفكيكه بالنسبة إلينا أعظم أهمّية من تفكيك سوريا. لماذا؟ لأنه يمثِّل على المدى القصير أعظم تهديد بالنسبة إلى إسرائيل؛ ولذلك إن حربًا سوريّة عراقية سوف تفيد في تذويبه من الداخل قبل أن يكون؛ بحيث يندفع في صراع واسع ضدنا.
إنّ كل شكل من أشكال المواجهة بين العرب بعضهم وبعض هو يفيدنا كثيرًا، وهو يعجل بساعة التفجير، وبساعة الانتصار الأخير. ولقد تؤدي هذه الحروب الداخلية بين البلدان العربية بعضها وبعض، أو بينها وضدّ إيران، إلى التعجيل بهذه الظاهرة المعبّرة عن الاستقطاب وعن الانتصار الأخير لحركتنا الصهيونية، والاستيلاء على أرض الميعاد”.
لاحظوا معي: أن الوثيقة تناولت البلاد العربية بلدًا بلدًا. أريد -أيها الإخوة: أن تطّلعوا على هذه الوثيقة، وأن تجعلوها أمام أعينكم؛ لأنها تفسِّر لنا الآن ما يجري في الواقع العربي بالنسبة لإسرائيل، وما تفعله أمريكا أو ما تفعله إسرائيل بالسلاح الأمريكي وبالجند الأمريكي على الأرض العربية.
ماذا تقول الوثيقة بالنسبة للجزيرة العربية؟ تقول الوثيقة: “أما شبه الجزيرة العربية، فهي مهيأة بأكملها لتحلُّل من هذا النوع، بفعل الضغوط الداخلية. وتلك هي بخاصة حال المملكة العربية السعودية؛ فإن تعاظم الصراعات الداخلية، وسقوط النظام هما جزء من منطق البنيات السياسية الراهنة. وقد تتيح لنا الحركة الداخلية في شبه الجزيرة العربية بيْن سكان الولايات أو الإمارات بعضهم ببعض قد يؤجل لنا التدخل المباشر؛ لأنها قد يقضي بعضها على بعض. هذا بالنسبة للجزيرة العربية”.
أمّا الأردن، فهو هدف استراتيجي عاجل، وهو على المدى الطويل لن يكون بوسْعه أن يشكل تهديدًا لنا، ولا بأس أن نُرجئ موقفنا منه إلى نهاية الطريق، لأنّ في النهاية قد نجِده قد تحلّل عرقيًّا؛ فنهاية الملك حسين ونهاية الذرية الحسينية ونقْل السلطة إلى أيدي الأغلبية الفلسطينية الموجودة في الأردن قضية تاريخية، إذا لم تتحقق الآن فإنّ التاريخ سوف يعجل بها في المستقبل. وينبغي أن تتوجّه إلى ذلك سياستنا الإسرائيلية، تتوجّه إلى محاولة نقل السلطة من الأسرة الحسينية إلى الأغلبية الفلسطينية الموجودة في الأردن. وهذا التغيير يعني: حلّ مشكلة الضفة الغربية ذات الكثافة السكانية العربية، وبالتالي سوف يحلّ لنا مشكلة عرب 48 القابعين في أرض إسرائيل.
إن تهجير هؤلاء العرب إلى الشرق في ظروف سلام أو على أثر حروب، وتجميد نموّهم الاقتصادي والسكاني فيه ضمان لنا. ويجب أن نعمل كلّ ما في وسعنا لتعجيل هذه العملية. يجب أن نرفض خطة الاستقلال الذاتي وأية خطة قد تستتبع تسوية سلمية في المنطقة، أو اشتراكًا في الأراضي مع فلسطين، أو تضع عقبة في طريق انفصال الأمّتين، وهي شروط لازمة لتعايش سلمي حقيقي”.
هذه -أيها الإخوة- بعض الفقرات المتعلّقة بالبلاد العربية التي يمكن أن نسمّيها: بلاد الطوق المحيطة بإسرائيل -كما ترَوْن- تناولتها الوثيقة بلدًا بلدًا، وفصّلت القول فيما ينبغي على إسرائيل أن تفعله مع هذه البلاد أو تلك. وقد بدأت فعلًا بالعراق، والموقف العراقي يمهّد له منذ أوائل التسعينات. ولعلّ حرب إيران والعراق كان مقدّمة طبيعية لإنهاك القوّتين لصالح إسرائيل، ولصالح الأهداف الصهيونية في المنطقة.
ثم كان التدخل والاحتلال الأخير للعراق بداية لمرحلة استعمارية جديدة بدأت بها الألفية الثالثة في المنطقة، ربما من وجهة نظرهم تحقيقًا للنبوءات التي يدّعونها، وربما لأهداف اقتصادية وراء البترول الموجود في المنطقة، وربما لصالح الحركة الصهيونية العالمية. على أية حال، نحن نقرأ في الواقع أمامنا الآن تطبيقًا عمليًّا لهذه الوثيقة التي وضعها “جازيت” رئيس جامعة “بن جوريون” والتي تعتبر بمثابة ورقة عمل للسياسة الإسرائيلية في المنطقة الآن، أو إن شئتم الدقة: للسياسة الأمريكية التي تنفّذ لصالح الحركة الصهيونية في إسرائيل وفي العالم.
ثم تختتم الوثيقة بقولها: “إن على العرب الإسرائيليِّين الذين هم أصلًا فلسطينيون: أن يفهموا أنهم لن يكون لهم وطن إلا في الأردن، وأنهم لن يعرفوا الأمن إلا إذا اعترفوا بالسيادة اليهودية بين البحر ونهر الأردن. فلم يعد ممكنًا إذًا ونحن ندخل العصر النووي ونتأهل لاستعماله: أن نقبل أن يتجسّد ويتكدّس ثلاثة أرباع الشعب اليهودي على ساحل مكتظّ ومعرّض للخطر. ولا بد من توزيع هؤلاء السكان، وأن يكون توزيعهم هدفًا في سياستنا الداخلية؛ يوزّعوا على يهوذا والسامرة والجليل والجولان وبقية أراضينا التي وعدَنا بها الرب، والتي تمتدّ من النيل إلى الفرات، حتى يُعاد توازن المنطقة على المستوى السكاني والاستراتيجي والاقتصادي. هذا هو مطمحنا الذي نسعى إليه، والذي لا بدّ من تحقيقه إن لم يكن في جيلنا ففي الأجيال القادمة.
هذه -أيها الإخوة- الوثيقة التي تلوْت على حضراتكم بعضَ ما جاء فيها، والتي تنفّذ الآن على أرض الواقع بندًا بندًا. وما يجري في العراق يُعدّ لنظيره في بقية البلاد العربية.
ولعلكم تلاحظون معي: أن أصابع الحركة الصهيونية تلعب الآن في دارفور، وفي جنوب السودان، وتلعب الآن في لبنان. وما يجري في لبنان ليس ببعيد عن أعيننا. وتؤهل سوريا لدخولها على خريطة الاهتمام الصهيوني. ولعلّكم تلاحظون: أن الحركة قد بدأت تمدّ يدها إلى بعض البلدان الهادئة نسبيًّا لتحرّك ما فيها من مياهٍ راكدة.