استعمالُها تامة
قد تُستعمل هذه الأفعالُ تامةً، أي: مستغنيةً بمرفوعها عن منصوبها، وأمثلة ذلك: قوله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} [الروم: 17] أي: حصل ذو عسرة، وقوله تعالى: {ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ} [هود: 107] أي: حين تدخلون في المساء، وحين تدخلون في الصباح، وقولُه تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السّمَاوَاتُ وَالأرْضُ} [الشورى: 53] أي: ما بَقيَتْ، وقول امرئ القيس:
وبَاتَ وباتتْ له ليلة | * | كلَيلةِ ذي العَائِر الأرْمَدِ |
أي: وعَرَّسَ.
وقالوا: “بات بالقوم”، أي: نزل بهم ليلًًا، و”ظلَّ اليوم”، أي: دام ظلُّه، و”أَضْحَيْنَا” أي: دَخَلْنَا في الضّحى.
ونحو: “صار الأمرُ إليك”، أي: انتقَل، ونحو قوله تعالى: {أَلاَ إِلَى اللّهِ تَصِيرُ الاُمُورُ} أي: تَرجع.
وجميع أفعال هذا الباب استُعملت تامّة وناقصة، إلاّ ثلاثةَ أفعال، فإنها أُلْزِمَتْ النقص، ولم تُستعمل تامة أصلًًا، وهي: “فتِئ”، و”زال”، و”ليس”. وما أوهمَ خلافَ ذلك يُؤوّل.
وإلى هذه الجزئية أشار ابن مالك بقوله: “والنقص في فتئ، ليس، زالَ، دائمًًا قُفِي”.