Top
Image Alt

الأسس التي يجب مراعاتها أثناء التدريس

  /  الأسس التي يجب مراعاتها أثناء التدريس

الأسس التي يجب مراعاتها أثناء التدريس

هناك عدة أسس واعتبارات ينبغي مراعاتها أثناء التدريس؛ وهي: اكتساب المتعلم المعرفة والمهارات والاتجاهات الضرورية، وكذلك الاستخدام الأمثل للتقنيات المتاحة أثناء التدريس، والموازنة بين التكاليف المادية والزمن المحدد، والتعلم المرغوب والعمل على تحقيق التعلم ذو المعنى، وكذلك تحقيق الدافعية المستمرة للمتعلمين، ومتابعة أداء المتعلمين بشكل مستمر ودائم، وأيضًا مشاركة المتعلمين في التدريس والأخذ بخبراتهم وتقديم الدعم اللازم لهم، ولا بد أن طريقة التدريس كغيرها من الطرق تتأثر بعدد من العوامل والمحددات والضوابط، ومن ذلك فإنه يتضح أن طريقة التدريس قد تتأثر بغيرها من المؤثرات الموجودة في بيئة التدريس الواقعية، داخل المدارس والمؤسسات التعليمية.

ومن أهم العوامل التي تؤثر على طريقة التدريس الجيدة: الأهداف التعليمية؛ حيث ترتبط طريقة التدريس بالأهداف التي يرجى تحقيقها في مادة ما، وكذلك تتفاوت هذه الأهداف في ارتباطها بطريقة التدريس من مادة لأخرى، بل من فرع لفرع آخر من فروع المادة الواحدة، حيث تختلف طرق تدريس اللغة العربية عن طرق تدريس الحديث الشريف مثلا، كما تختلف طريقة تدريس التعبير عن طريقة تدريس الخط العربي، وهما فرعان من نفس المادة، لكن الهدف المرجو تحقيقه من تدريس الخط، يختلف عن الهدف المرجو تحقيقه من تدريس التعبير الإنشائي.

من العوامل الأخرى المؤثرة في طريقة التدريس الجيدة: طبيعة المادة الدراسية وطبيعة موضوعاتها، حيث إن اختلاف طبيعة المادة العلمية من حيث النظرية والعلمية، فالمواد النظرية لها طرق تتناسب مع طبيعتها مثل: المناقشة والحوار ولعب الدور، بينما المواد العملية تتطلب التجارب المعملية الواقعية.

أيضًا من العوامل التي تؤثر في طريقة التدريس الجيدة: طبيعة وخصائص المتعلمين، فتحديد متطلبات النمو لكل مرحلة من العوامل المؤثرة في عملية التدريس، حيث إن لكل مرحلة خصائصها المؤثرة في عملية التعلم، لذلك فمن الضروري مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين.

أيضًا تعد ثقافة المعلم وفلسفته من العوامل المؤثرة على طريقة التدريس الجيدة، فدرجة اطلاع المعلم في ميدان العلوم التربوية تؤثر في تلاميذه، حيث يقضي معه المتعلم ثلث يومه تقريبا، حيث إليه تتجه أبصارهم وعقولهم وبه يتأثر سلوكهم وأفعالهم، ومنه يتعلمون كيف يتعاملون مع الآخرين.

العامل الخامس من العوامل المؤثرة على طريقة التدريس الجيدة: أنه من الطبيعي أن يكون لإمكانات المدرسة أثر واضح في عملية التدريس، من حيث توافر المعامل والملاعب وأجهزة الكمبيوتر، وغيرها من الإمكانات التي تساعد في تحقيق الأنشطة التعليمية من عدم تحقيق ذلك، ولا شك أن طريقة التدريس الجيدة لها مميزات ولها دلائل وإشارات تدل عليها وتشير لها، فعلى الرغم من تنوع طرق التدريس وتباينها إلا أن هناك سمات خاصة يجب توافرها لتحقيق طريقة جيدة، ومنها ما يلي:

التحديد الجيد للأهداف التعليمية، وأن تتبنى الطريقة إحدى نظريات علم النفس المعرفي أو التعليمي، وأن تعتمد الطريقة على قوانين التعلم ونظرياته مثل: الملاحظة والتجريب وما إلى ذلك، وأن تراعي الطريقة الصحة النفسية للطفل أو المتعلم، وأن تراعي الطريقة أيضًا الفروق الفردية بين المتعلمين، وأن تراعي إمكانات المدرسة، وأن تتناسب مع حجم مجموع المتعلمين، كما أنها تتناسب مع الوقت المخصص لها، فلا يعقل أن نخصص لطريقة ما وقتا ثم تستغرق هذه الطريقة لتنفيذها وقتا أطول من ذلك.

وهناك طرق عديدة للتدريس منها ما يلي: طريقة المحاضرة، وطريقة المناقشة، طريقة الندوة، طريقة المناظرة، طريقة العصف الذهني، طريقة البيان العملي، طريقة المعمل أو التدريس المعملي، طريقة تمثيل الأدوار، طريقة الإثارة الحسية، طريقة الأحلام أو التخيلات، طريقة الألعاب والألغاز، طريقة الذكاءات المتعددة، طريقة الخرائط المعرفية، طريقة الاستقراء، وطريقة القياس، وطريقة حل المشكلات، وطريقة الاكتشاف، وطريقة التعيينات، وطريقة التعلم التعاوني، وطريقة التعليم المبرمج، وطريقة التدريس المصغر.

الطريقة الأولى: وهي طريقة المحاضرة lecture method وغالبا ما يطلق على هذه الطرق بالطرق الإلقائية أو الطرق التقليدية، حيث إن طريقة المحاضرة -وما يشبهها من الطرق- يعد من الطرق التقليدية في التعلم، وهي من أكثر الطرق شيوعا في مدارسنا وجامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية، وتتناسب مع المقررات الدراسية المزدحمة بالمعلومات والمعارف، ومع الأعداد الكبيرة من المتعلمين في الفصول الدراسية.

 وتقوم طريقة المحاضرة على مبدأ الإلقاء المباشر والشرح، أو العرض النظري للمادة العلمية من جانب المعلم، فهو -أي المعلم- يقوم بنقل أو تلقين المعلومات والمعارف العلمية بأشكالها المختلفة، من الكتاب المدرسي إلى المتعلمين، ويشرح المفاهيم والمبادئ والقوانين العلمية، مستعينًا من حين لآخر بالسبورة لشرح ما يعتقد أنه غامض على المتعلمين، بينما يسمع المتعلم بهدوء أو يسجل الملاحظات أو بعض ما يقوله ويشرحه المعلم، ولأن هذه الطريقة شائعة وستظل إلى فترة طويلة موجودة بمدارسنا ومؤسساتنا التعليمية، فسوف نلقي عليها مزيدًا من الضوء والتفصيل، وليس بالضرورة أن يكون المحاضر هو المعلم نفسه، بل قد يكون ضيفًا متخصصًا في موضوع معين، يدعوه المعلم ليلقي محاضرته في هذا الموضوع، وأحيانا تكون مسجلة صوتيا ويستمع لها المتعلمون، عن طريق الراديو أو جهاز التسجيل، أو تكون مسجلة بالصوت والصورة معا فيشاهدها ويستمع إليها المتعلمون من خلال التلفزيون أو السينما.

مزايا طريقة المحاضرة: لطريقة المحاضرة عدة مزايا جعلتها إلى الآن ما زالت موجودة بقوة على ساحة التدريس والتعليم، ولا يمكن بحال الاستغناء عنها، من هذه المزايا: أنها طريقة تدريس اقتصادية، وأنها تسمح بعرض المادة العلمية عرضًا متصلًا ومنظمًا، وأنها طريقة مناسبة لتقديم موضوعات علمية جديدة، وأنه يمكن اعتبارها طريقة مشوقة أو فاعلة نسبيًّا نظرًا للتفاعل بين المعلم والمتعلمين، كما أنها تعمل على نقل خبرات المعلم الشخصية للمتعلمين، وتعمل على توجيه وإرشاد المتعلمين إلى مصادر المعرفة المتنوعة، كما أنه يمكن من خلالها عرض نتائج البحوث في المؤتمرات والندوات المتخصصة، وتستخدم طريقة المحاضرة أيضًا في عرض المادة العلمية التي لها طابع القصة أو الخيالية أو التاريخية، ولكن لطريقة المحاضرة أيضًا عيوب كما أن لها مميزات.

ومن عيوب هذه الطريقة: أن المتعلم يكون سلبيًّا بوجه عام في ظل استخدام طريقة المحاضرة في التعلم، كما أنها تهمل حاجات المتعلمين واهتماماتهم وفروقهم الفردية، ولا توفر الجانب العلمي التطبيقي للقيام بأي نشاط أو أنشطة تعليمية، كما أن هذه الطريقة مجهدة للمعلم وتثير الملل لدى المتعلمين، ولا تأخذ هذه الطريقة التفاوت في الخصائص والاستعدادات المعرفية بين المتعلمين، كما أنها لا تساعد -أي طريقة المحاضرة- على تذكر المادة العلمية والاحتفاظ بها لفترة طويلة؛ نظرًا لأن الطابع اللفظي يغلب على هذا النوع من طرق التدريس، وإذا كانت المحاضرة هي الطريقة السائدة عند المعلم، فإنه يتوقع عندئذ أن تركز أساليب التقويم على قياس كمية المعلومات التي يحفظها المتعلم، ويعتبر الحفظ من المستويات المعرفية اللازمة، لكنه ليس هو كل شيء في العملية التعليمية، فينبغي التركيز على الفهم والإبداع والابتكار أيضا.

وهناك أمور يجب أن نفعلها وأمور أخرى لا يجب أن نفعلها في المحاضرة، لذلك فلتحسين فعالية المحاضرة في عملية التدريس، فهناك قائمة بالأفعال التي ينبغي أن يمارسها المحاضر تحت مسمى: احذر أو لا تفعل، والأعمال التي ينبغي عليه القيام بها تحت مسمى: نفذ وافعل. أول الأشياء المنهي عنها في المحاضرة أو ما لا يجب فعله: أن تكون مادة المحاضرة أكبر من الوقت المخصص لها فهذا لا يجب فعله بحال من الأحوال، وينبغي أن نحذر منه لأن الوقت لن يتناسب مع مادة المحاضرة، كذلك ينبغي ألا نفعل بالتسرع في الإلقاء لإنهاء المادة أو نتكلم على وتيرة واحدة، وكأن المعلم آلة مسجلة، كذلك ينبغي ألا يكون المعلم متحمسا أكثر من اللازم، أو يخاطب نفسه أو يتكلم مع نفسه دون أن يتخاطب مع الجمهور أو التلاميذ.

كذلك ينبغي أن يحذر المعلم من أن يظن أن فهمه للغته وتعبيراته تعني دائمًا أن التلاميذ يفهمون هذه اللغة وهذه التعبيرات، وكذلك يحذر أن تؤكد على المعلومات الشائعة التي يعرفها جمهوره جيدًا؛ لأنها أشياء مألوفة، أو يأتي بمعلومات اختصاصية معقدة فوق مستوى التلاميذ وفوق تفكيرهم. ينبغي كذلك ألا يكثر من المفاهيم ويقلل من الشرح وضرب الأمثلة. ينبغي أيضًا ألا يدغدغ عواطف الجمهور وغرائزه ليقبلك كمحاضر، أو أن تلصق وجهك بالورقة وتقرأ لنفسك إذا كنت معلما، أو أن تتناول موضوعا غير متمكن من الاطلاع عليه، أو تتحرك كثيرا أمام الجمهور، أو تجلس كشيء ثابت طوال الوقت، أو تعتذر لعدم قدرتك على تخصيص الوقت الكافي لتلاميذك ولمحاضراتك، أي لتغطية ضعفك.

لكنه أيضًا ينبغي أن ننفذ وأن نفعل ما يلي في المحاضرة: أن نستعمل السبورة وأي وسائل إيضاح ممكنة قدر الإمكان، وأن نكون مرحين كمعلمين من وقت لآخر وليس طول الوقت. ينبغي عليك أيضًا إذا كنت معلمًا أن تناقش وتفسر كل فقرة لدرجة صعوبتها وأن تقارن بينها. أن تكون نوع ونغمة صوتك ونبرته متنوعة، أن تمهل وتأخذ نفسا لتستريح وكذلك ليستريح التلاميذ، وأن تعرض رأيك بوضوح، وأن تنقد بموضوعية، وأن تضبط محاضراتك من الناحية اللغوية والصرفية ولا تتحدث إلا اللغة العربية، وأن تحدد كم المعلومات التي سوف تقوم بعرضها، وأن تلاحظ تلاميذك ومدى تجاوبهم معك، وأن تدفع عنهم الملل وما يثير لديهم عدم الانتباه، وأن تكون دائما معبرا بموضوعية ولا تستخدم كلمة أنا إلا إذا اضطررت لذلك، ولا تعبر عن فكرة بعشر كلمات أي اتبع مبدأ ما قل ودل، وأن تؤكد دائما على الأفكار الرئيسية للمحاضرة.

الطريقة الثانية: فهي طريقة المناقشة أو الحوار dissection method تعتبر طريقة المناقشة والحوار من الطرائق التدريسية التقليدية، والتي تعتمد على الإلقاء والمناقشة، وأن يقوم المعلم بشرح المادة في الحصة الدراسية، وخلال عملية الشرح والتقديم يقوم بإثارة مجموعة من الأسئلة، والتي تفسح المجال للمناقشة ما بين المعلم والمتعلمين من أجل التوصل إلى الحقائق، ويقوم المعلم بالإجابة على الأسئلة المثارة من قبل المتعلمين.

ولطريقة المناقشة مميزات: أنها تدفع المتعلمين إلى المشاركة والاستمتاع وتشجيعهم على ذلك. أن يستطيع المعلم التعرف على مستوى متعلميه بشكل جيد، وأن هذه الطريقة تعمل على تنمية القدرات الفكرية والمعرفية للمتعلمين، وتدريبهم على التحليل والاستنتاج.

كما أن من مميزات هذه الطريقة: يكون المتعلم فيها مركز النشاط والفعالية، وتنمي لدى المتعلمين حب التعاون والعمل الجماعي، وتنمي لدى المتعلمين العمل على الأسلوب القيادي، وعلى القيادة وتحمل المسئولية، وتزرع الشجاعة في نفوس المتعلمين، وتخلصهم من الخجل، وتنمي روح المشاركة، وتنمي القدرة على الحوار والمناقشة والجرأة.

لكن لهذه الطريقة عيوب أيضًا: أنه قد يتم التركيز على طريقة المناقشة وليس على الأهداف المحددة، وقد تقود المناقشة إلى مواضيع بعيدة عن الهدف، وقد لا يستطيع المتعلمون الذين لديهم الخجل من الاشتراك في المناقشة، وقد يسيطر على المناقشة عدد محدد من المتعلمين إلى غير ذلك من سلبيات وعيوب طريقة المناقشة.

الطريقة الثالثة: طريقة الندوات تعتبر الندوة نوعًا من أنواع المناقشة، وتشترك فيها مجموعة من الأفراد يتراوح عددهم ما بين خمسة إلى سبعة أفراد، يعرض كل منهم جانبا من جوانب موضوع معين، وفق تخطيط سابق واستعداد من كل أعضاء الندوة، وقد يكون أعضاء اللجنة من بين المتعلمين من الفصل نفسه أو من أشخاص آخرين. وللندوة قائد يدير الحوار بحيث يتيح الفرصة المتكاملة لكل عضو من الأعضاء من حيث الزمن، ويمنع المقاطعات أو المشاحنات التي تحدث بين بعض الأفراد في الندوة، ويلخص قائد الندوة الآراء المطروحة من آن لآخر ثم يجملها في نهاية الندوة، وحينئذ قد يفتح المجال لتوجيه الأسئلة من المستمعين، ويستمع المتعلمون الحوار الدائر بين أعضاء الندوة ويسجلون ملاحظاتهم، ويستعدون بأسئلتهم التي قد يودون توجيهها لهؤلاء الأعضاء في نهاية الندوة.

الطريقة الرابعة: طريقة المناظرة Debate method؛ تشبه المناظرة الندوة من حيث عدد أعضاء وطريقة تنظيمها، إلا أن أعضاء المناظرة ينقسمون عادة إلى قسمين، يتبنى كل قسم منهما وجهة نظر مخالفة أو معارضة لوجهة نظر القسم الثاني حول موضوع معين، وهي كالندوة قد يقوم بالمناقشة فيها أشخاص متخصصون يدعوهم المعلم إلى فصله، وتدور المناظرة أمام المتعلمين أو تتكون المناظرة من بعض متعلمين الفصل أنفسهم، وللمناظرة قائد يدير المناقشة ويلخص الآراء ويعطي الفرصة المتكافئة للأعضاء لإبداء الرأي، وفي نهاية المناظرة تتاح الفرصة للمتعلمين لتوجيه الأسئلة، ولمناقشة الأعضاء حول آرائهم، وتفيد المناظرة في تعليم المتعلمين احترام وجهات النظر المغايرة لآرائهم الشخصية، وأن يفرق الفرد بين اتجاهه نحو الرأي وصاحب هذا الرأي، كما تفيد المناظرة في حالة اشتراك المتعلمين أنفسهم فيها في تعليمهم كيفية التعبير الدقيق عن الفكرة التي يريد طرحها، والقدرة على اختيار الألفاظ بدقة والتفكير المنطقي والحجة في الإقناع.

الطريقة الخامسة: طريقة العصف الذهني؛ وفيها يتم تقسيم المتعلمين إلى مجموعات كل مجموعة تضم ما بين خمسة إلى عشرة من المتعلمين، ثم يطرح السؤال عليهم، ويقوم المتعلمون بتقويم الأفكار والإجابات دون تقييم أو نقد من أي شخص، وذلك لأن انتقاد الأفكار عند طرحها قد يحبط الفرد ويمنعه من توليد أفكار أخرى. وجلسات إمطار الدماغ أو العصف الذهني تعتمد على مبدأين هما: تأخير النقد إلى ما بعد استكمال توليد الأفكار، والاستفادة من العدد الكبير من الأفكار يؤدي بالنهاية إلى توليد أفكار تتصف بالأصالة والجدة، ولهذه الطريقة خطوات ولها مزايا. من أهم مزاياها: سهولة التطبيق، فلا تحتاج إلى تدريب طويل، وأنها اقتصادية، وأنها مشوقة ومثيرة، وأنها تنمي التفكير الإبداعي والثقة بالنفس.

error: النص محمي !!