الإخبار بظرف الزمان عن المعاني والذوات
يُخبر بظرف الزمان عن أسماء المعاني، نحو: “الصومُ اليومَ”، “السفرُ غدًًا”. وليُخبَر بظرف الزمان عن أسماء الذوات، فلا يقال: “زيد اليومَ”، ولا “خالدٌ غدًًا”.
وذلك لعدم الفائدة؛ فإنْ حصلَت فائدة جاز الإخبار بالزمان عن أسماء الذوات.
وتحصل الفائدة، كأن يكون المبتدأ عامًًّا، والزمان خاصًًّا:
إمّا بالإضافة نحو: “نحن في شهر كذا”. “في شهر كذا”: خبر المبتدأ “نحن”، وهو خاصّ بالمضاف إليه.
وإمّا بالوصف، نحو: “نحن في زمانٍ طيِّب”. “في زمان طيِّب”: خبر للمبتدأ “نحن”، والزمان خاصّ بالوصف “طيِّب”.
وأمّا نحو: “الورد في أيَّار” -شهر روميّ-، و”اليومَ خمْرٌ”، و”الليلةَ الهلالُ”؛ فالتأويل فيها واجب بتقدير مضاف.
والأصل: خروجُ الورد في أيّار، واليوم شُربُ خمر، والليلة رؤيةُ الهلال. فالإخبار في الحقيقة إنما هو عن اسم المعنى، لا عن اسم الذات.
قال ابن مالك:
ولا يكونُ اسمُ زَمَانٍ خَبَرَا | * | عن جُثَّةٍ وإنْ يُفِدْ فَأَخْبِرَا |
أمّا ظرف المكان، فيخبَر به عن أسماء الذوات والمعاني بلا خلاف، نحو: “زيدٌ خلْفَك”، و”الخيرُ أمامَك”.