Top
Image Alt

الإيثار في كتب اللغة

  /  الإيثار في كتب اللغة

الإيثار في كتب اللغة

ذكر ابن فارس صاحب معجم (مقاييس اللغة) أن الهمزة والثاء والراء لها ثلاثة أصول: تقديم الشيء، وذكر الشيء، ورسم الشيء، قال الخليل: “فالآثر: الذي يُؤثر خُفَّ البعير، والأثير من الدوابّ: العظيم الأثر في الأرض بخُفّه أو حافره، والأثير: الكريم عليك الذي تُؤثره بفضلك وصلتك”. ومعنى هذا عند ابن فارس: أن الكريم الذي تؤثره بفضلك وصلتك، هو كريم عليك تصنع به معروفًا له أثره، يبقى هذا الأثر في حياته معلمًا بارزًا, كما ترى في البعير الذي يسير على الأرض فيترك فيها أثرًا بخفّه، كما قال: بخفه أو حافره.

أما صاحب (اللسان) الإمام ابن منظور فيقول: “آثره: أكرمه، ورجل أثير: مكين مكرم، وآثره عليه: فضله، وفي التنزيل: {لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا} [يوسف: 91], وآثرت فلانًا على نفسي من الإيثار، الأصمعي: آثرتك إيثارًا, أي: فضلتك”, فصاحب (لسان العرب) يُبيّن أن الإيثار معناه: أن تفضل واحدًا على نفسك.

أما صاحب (مفردات القرآن الكريم) فيقول: “آثار الشيء: حصول ما يدل على وجوده، والمآثر: ما يُروى من مكارم الإنسان، ويستعار الأثر للفضل والإيثار للتفضّل، ومنه: آثرته, والاستئثار: التفرد بالشيء من دون غيره”.

وفي (المعجم الوسيط): “آثره إيثارًا: اختاره وفضله، ويقال: آثره على نفسه، والشيء بالشيء: خصَّه به وجعله يتبع أثره، والإيثار: تفضيل المرء غيره على نفسه”. والإيثارية عند علماء الأخلاق: مذهب يُعارض الأَثَرة، ويرمي إلى تفضيل خير الآخرين على الخير الشخصي، وعند علماء النفس: اهتمام الإنسان وميول الحب فيه نحو غيره، وقبل ذاته؛ سواء أكان هذا عن فطرة أم عن اكتساب. على أية حال ما جاء في كتب اللغة يعني: أن الإيثار هو أن تُفضّل غيرك على نفسك, بأن تكون محتاجًا لشيء فتُؤْثر الآخرين بهذا الشيء.

error: النص محمي !!