Top
Image Alt

الاجتهاد في الطاعات والتقرب بها إلى الله

  /  الاجتهاد في الطاعات والتقرب بها إلى الله

الاجتهاد في الطاعات والتقرب بها إلى الله

ومن أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الداعية بعد الإيمان بالله -عز وجل-: الاجتهاد في الطاعات والتقرُّب بها إلى الله -عز وجل-:

فإن الاجتهاد في الطاعة والتقرب بها إلى الله سبحانه من أقوى أسلحة الدُّعاة؛ ذلك لأن للطاعات نورًا ينعكس على وجوههم، وثناء يشيع في حديثهم، ووقارًا وهيبة يدعوان الناس إلى احترامهم وتقديرهم، وأقرب القربات وأعظم الطاعات ما فرضه الله سبحانه على عباده من أنواع العبادات كالصلاة والصيام والزكاة والحج، ثم يتبع ذلك ما يتطوّع به الناس الدعاة من النوافل، إن الاجتهاد في عبادة الله ابتغاء مرضاة الله يجعل الإنسان ربانيّا يتحرك في طاعة الله ويسكن في مرضات الله ويأكل ليقوى على عبادة الله، فيكون نومه شكرًا وصمته فكرًا وكلامه ذكرًا.

وفي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((قال الله تعالى: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه، وما تردّدت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته)) فالمحافظة على الفرائض وأداؤها كما أمر الله من أعظم القربات إلى الله سبحانه.

ثم تكون النوافل ليجبر بها الكسر ويكمّل بها النقص ويتقرب بها إلى رب السموات والأرض، فيصفو قلب الداعية وتزكو نفسه وتنفعل جوارحه، فلا ينظر إلا إلى ما يحل له ولا يسمع إلا لما يستفيد منه، ولا يمد يده إلا إلى الحلال ولا يمشي إلا في الطاعة والرضوان، وحينئذ ينعكس أثر الطاعات على من يدعوهم، فيتأثرون بحديثه ويتأسَّون بعمله، ويكون لهم منهجًا رشيدًا يتحرك بينهم بالخير ويدلهم على الرشد، وتكون سيرته أعظم دعاية من خطبه ومواعظه.

ولقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم أتقى المسلمين وأخشاهم لله رب العالمين، فكان إذا صلى يُسمع لجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء، وكان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فلما قيل له في ذلك قال: ((أفلا أحب أن أكون عبدًا شكورًا)) وكان -صلى الله عليه وسلم يصوم حتى يقال لا يفطر وكان لا يترك الليل في حضر ولا في سفر، وكان يتصدق بكل ما عنده ولا يبقي لنفسه شيئًا؛ لهذا كان الاجتهاد في الطاعات والتنافس في الخيرات من أبرز سمات الدعاة إلى الله -عز وجل-؛ حيث تكون الصلة وثيقة بينهم وبين باريهم، فالصلاة معراجهم إلى الله والصوم جُنة لهم من النار والصدقة تطفئ غضب الرب.

error: النص محمي !!