الاختلاف الفردي في الكلام، والقياس الخاطئ
فإذا عاش الطفل أو عاش هؤلاء الأطفال بعيدًا عما يقوِّم ألسنتهم، ويصلح خطأهم كأن يكون آباؤهم مشغولين في طلب الرزق في بلاد أخرى، فإن هذه الانحرافات والأخطاء تصبح بمرور الزمن لهجة اعتادوها وتمسكوا بها، ويُحْتمل أن تكون لهجة تميم -قبيلة تميم في شبه الجزيرة العربية- في بناء اسم المفعول من الأجوف اليائي بالإتمام؛ قياسًا على الفعل الصحيح- من هذا القبيل، ثم أصبحت بمرور الزمن لهجة خاصة بلهجة تميم؛ لأن لهجة تميم يصححون اسم المفعول من الأجوف اليائي فيقولون في مدين: مديون بالإتمام، هذه اللهجة طبعًا يحتمل أن تكون من الخطأ في الأقيسة؛ لأنهم قاسوا الأجوف على الصحيح، فالصحيح يقولون مثلًا: مفعول نبني الكلمة على اسم المفعول قياسًا على الفعل الصحيح، مثلًا: غمر اسم المفعول منها مغمور.
لأنه فعل صحيح، إنما دان نقول فيه: مدين وليس مديون؛ فإذن هذا قياس خاطئ، بمرور الزمن أصبح لهجة من اللهجات العربية وهي لهجة تميم..
فإذن الأخطاء التي يخطئ فيها الأطفال، والذين يعتادون أن يتكلموا بها من وجهة نظرهم أنها صحيحة، ولكنها في الواقع تجانب الصواب، وهذا القياس الخاطئ قد يصبح بمرور الوقت لهجة خاصة.