Top
Image Alt

التعريف بالشاعر: عنترة بن شداد

  /  التعريف بالشاعر: عنترة بن شداد

التعريف بالشاعر: عنترة بن شداد

ومطلع معلقة عنترة:

هل غادر الشعراء من متردمِ

*أم هل عرفت الدار بعد توهمِ


وعنترة كان عبدًا أسودِ من أمَة حبشية يقال لها “زبيبة”، هذه هي الحقيقة التي لا تختلف فيها الروايات عندما تذكر نسب عنترة ونشأته. أما أبوه فالروايات مختلفة في تسميته فهو شداد بن عمرو في رواية، وعمرو بن شداد في أخرى، وعمرو بن معاوية في ثالثة، ومعاوية العبسي في رابعة، ورواية خامسة تقول: إن شدادًا هو عمه نشأ في حجره؛ فنُسب إليه.

ومرد هذا التضارب والغموض في نسب عنترة من جهة أبيه راجع إلى كونه ابن أمة، وأن العرب كانوا إذا استولدوا الإماء استعبدوا أبناءهم، وأغفلوا إلحاقهم بهم، فينشأ العبد مضيع النسب من جهة أبيه منسوبًا إلى أمه.

وكذلك نشأ عنترة تابعًا لأمه في الرقّ يستخدم في وضيع الأعمال: كرعي الإبل وحلبها، ولا يؤبه له من أحد؛ لكن الغلام العبد -بذكائه الفطري إلى مؤهلات الوجود في بيئة فرضت عليها ظروف الحياة الاقتتال الدائم- أخذ نفسه بتعلم فنون الحرب وإحراز أسلحتها، وأخذ يشارك في حروب قبيلته ويحث في نفسه مخايل الفتوة والبطولة؛ ولكنه في أوقات السلم يصبح في خدمة سيده ونسائه.

وأصبح هذا الأمر بالنسبة لعنترة مشكلةً في حياته كلها، حاول أن يتخلص منها عن طريق فروسيته، وإثبات حاجة قومه إليه في ميدان الحرب، وحدث أن أغار قومٌ على قبيلته فاستدعاه أبوه إلى القتال، وقال: كرّ يا عنترة. فقال له: العبد لا يحسن الكر؛ وإنما يحسن الحلب والصر. فقال له: كر وأنت حرٌّ؛ فكان هذا أول اعتراف له بحريته.

ومضى عنترة في طريق البطولة والفروسية يُثبت لقومه أنه فارس لا غنى لهم عنه؛ حتى يعترفوا بمكانته بينهم، وحتى يعاملوه معاملة الأحرار الأكفاء.

error: النص محمي !!