التعريف بطريقة التبويب الفقهي
بدأنا بطريقة المسانيد والمعاجم، وهو ما يعرف بالأطراف، ثم تحدثنا بعد ذلك عن الطريقة الثانية، والتي كانت باعتبار الترتيب الأبجدي للكلمة الأولى نسبة الحرف الأول والثاني والثالث من الحديث -أي: من متن الحديث- ثم تحدثنا عن طريقة المعجم المفهرس، وإن كانوا لم يعدّوها طريقة مستقلة، لكنها طريقة واحدة منفردة في ذاتها، تعتمد على المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي، وقد تناولناها في الدرسين السابقين.
فالطريقة الثالثة في الحقيقة تعتمد على التبويب الفقهي، وعلى الإشارة الفقهية، وعلى الحاسة الفقهية لدى الباحث، عندما يقع في يده حديث يريد أن يخرجه، يرجع إلى فقهه، فيتوقّع أن يكون ذلك الحديث هل هو في كتاب الحج أم في كتاب الصوم، وفي أي باب من أبواب الحج، أو في أي باب من أبواب الصوم؛ ليضيق الدائرة في البحث.
هذه الطريقة لها كتاب عظيم تعتمد عليه هو كتاب (مفتاح كنوز السنة) -وسنتناوله إن شاء الله بالشرح والتحليل- هذا النوع -كما قلت- يعتمد على الكتب التي ألّفت على طريقة الإشارة إلى الباب الفقهي الموجود به الحديث، وأهم هذه المؤلفات هو كتاب (مفتاح كنوز السنة).
وهناك كتب حديثية تدل على مواضع الحديث في كتب الحديث الأخرى، فتعتبر مفاتيح للتخريج عن طريق معرفة موضوع الحديث الفقهي من هذه الكتب.