المنهج: هو الطريق الواضح الموصّل إلى المقصود في استقامة من غير التواء، ويُراد به في مجال العلوم والبحوث: الخطوات التي يتخذها الباحث للوصول إلى نتيجة معينة لا يصل إليها إلا بهذه الخطوات، ويتنوع إلى: استدلالي واستقرائي وتاريخي ووصفي، وقد يشمل مزيجًا من هذه الأنواع.

والمنهج عند المحدثين: يراد به الوصول إلى الحديث كما صدر عن الرسول e قولًا أو فعلًا أو تقريرًا أو صفة، ويضاف إلى ذلك بيان العوائق التي تحُول دون الوصول إلى هذا الحديث وكيفية القضاء عليها، كما يراد به الربط بين أجزاء الحديث بما يُحقق التساجم والترابط، ويوصّل إلى الحقيقة التي تشتمل عليها الأحاديث المتفرقة. ويتناول أيضًا جهود العلماء في وضع القواعد العلمية للحكم على الحديث من ناحية السند والمتن، وما يُعتمد من ذلك وما لا يعتمد، على أساس من القواعد المعتمدة في قبول الأخبار، وتقويم الرواة، وطرق الرواية، والمقارنة بين الروايات المختلفة للحديث الواحد، ويضاف إلى ذلك تصنيف الحديث، وتأليفه، والتعليق عليه، وتطبيقه في الفتوى والقضاء، وما يتفرع عن ذلك في التصنيف في شرح الحديث. ونتيجة للهجوم على السنة, والطعن في الأحاديث ظهرت الحاجة الملحة للدفاع عن الحديث وردّ الشبهات والأباطيل عنه، ومناهج المحدثين بعد ذلك كله طرق العلمية التي انتهجها المحدثون في جميع علوم الحديث التي وضعت كقواعد علمية في مصطلح الحديث، وظهرت كعلوم تطبيقية ومجالات بحثية في كل علمٍ من علوم الحديث؛ كعلوم الرجال والجرح والتعديل, وعلل الحديث وصحيحه والمراسيل وتاريخ الحديث، ومن ذلك علم مناهج المحدثين.