Top
Image Alt

التواصل الكتابي بالعربية عبر الحاسوب نموذجا

  /  التواصل الكتابي بالعربية عبر الحاسوب نموذجا

التواصل الكتابي بالعربية عبر الحاسوب نموذجا

إن الاتصال عبر الحاسوب يمكن أن نقسمه إلى قسمين: مباشر، أو متزامن، وغير مباشر، أو غير متزامن، فمن طرق الاتصال المباشر: التخاطب الكتابي، بجانب التخاطب الصوتي، وبجانب الصوت والصورة معًا.

التخاطب الكتابي: فإن الحوار فيه يجري باستخدام الكتابة عن طريق لوحة المفاتيح في أثناء الحوار، والشخص المقابل -أعني: المرسل إليه، أو المستقبل- يرى ما يكتب في الوقت نفسه، والتخاطب الصوتي قد يحدث مع التخاطب الكتابي في الوقت نفسه أيضا.

الاتصال غير المباشر، أو غير المتزامن: وهو الذي يحدث في أوقات مختلفة بخلاف الاتصال المباشر الذي يحدث في وقت واحد، هذا الاتصال غير المباشر يتصل الشخص من خلاله مع أصدقائه، وأسرته، أو مع أي شخص آخر بطريقة غير مباشرة، وله طرق متعددة، منها: البريد الإلكتروني، ومنها: القوائم البريدية، ومنها: مجموعة الأخبار والمدونات، وغير ذلك.

فوائده:

من فوائده: سهولة الاتصال بين المعلم وطلابه، وسهولة الاتصال أيضا بين المتخصصين في أي مجال من المجالات في أي مكان من العالم.

طرق الاتصال الكتابي:

من طرق الاتصال الكتابي: كتابة التقارير، فهو عرض للبيانات، والحقائق المتعلقة بموضوع معين، وعرض التوصيات المناسبة في ضوء النتائج التي يتم التوصل إليها، والتقارير قد تكون من ناحية الزمن دورية، أو غير دورية، وقد تكون داخلية، أو خارجية، وقد تكون من ناحية الهدف أداء، أو متابعة، أو دراسات، أو معلومات،

وقد تكون من ناحية المحتوى تقارير مالية، أو محاسبية، أو تقارير أفراد، أو تقارير نشاطات، ومن مواصفاتها الكتابية: الوضوح، والإيجاز، والتكامل، والدقة، والموضوعية، والإقناع، والبراعة في أسلوب العرض.

والتقرير يكتب على مراحل:

أولها: مرحة الإعداد: وهو بمثابة الإطار العام الذي يوضح الهدف من التقرير، كما يحدد قارئه، ويحدد المعلومات التي سيتضمنها.

ثانيًا: مرحلة التنظيم والبناء.

ثالثًا: مرحلة الكتابة، التي تتسم بالوضوح، والتلخيص الدقيق.

رابعًا: مرحلة المراجعة، وهي: كتابة المسودة، وطباعتها، وتوزيعها، والبريد الإلكتروني من طرق هذا التواصل الكتابي؛ فهو واحد من خدمات الشبكة العنكبوتية، وله استخدامات كثيرة في مجال التعليم، منها:

أ. أنه وسيط بين المعلم والطالب؛ لإرسال الرسائل لجميع الطلاب، وإرسال الواجبات المنزلية,

ب. أنه وسيط بين الأستاذ والطالب؛ حيث يقوم الأستاذ بتصحيح الإجابات، ثم يرسلها مرة أخرى للطلاب، وهكذا.

فوائده:

من فوائده: أنه يتميز بسرعة وصول الرسالة خلال لحظات في أي مكان في العالم. ويتصل البريد الإلكتروني أيضا بما يسمى: بالقوائم البريدية.

وهي تتكون من عناوين بريدية تحتوي في العادة على عنوان بريدي، يقوم بتحويل جميع الرسائل المرسلة إليه إلى كل عنوان في القائمة؛ فهي تسهل الاتصال مع جميع الأشخاص في العالم في أوقات مختلفة.

إن الاتصال عبر شبكة الإنترنت، أو ما يسمى: بالشبكة العنكبوتية، أو الدولية، من أسهل الوسائل للحصول على المعلومات، والاتصال مع الأشخاص في العالم، كما أنها تعد وسيلة مهمة في العملية التعليمية والدراسية.

التواصل الكتابي بالعربية: إن هذا موضوع يحتاج إلى جهد كبير من علماء اللغة والحاسوب، وهناك محاولات لدخول العربية في المجال الإلكتروني بدرجة كبيرة؛ حيث تجتهد بعض الجامعات في إنتاج برنامج يستعمل الحرف القرآني في كتابة اللغات المختلفة، وتحاول أن تصنع لوحة مفاتيح من خط واحد، يتميز بتعدد العلامات، وعلامات الشكل، والعلامات الإضافية.

وعندما نتحدث عن اللغة العربية في لغة الحاسوب، أو في لغة الهاتف المحمول، فإننا نقف أمام مسارين، هما:

أ. المسار التقني.

ب. المسار الوظيفي.

المسار التقني: نجد أجهزة الهاتف المحمول، وكذا بعض أجهزة الحاسوب قد زودت بنظام تشغيل يتيح الكتاب بالعربية؛ فالحرف العربي بأشكاله متاح على هذه الأجهزة، شأنها شأن الحواسيب، وسائر الأجهزة المعربة.

وتتيح هذه التقنية لمستخدمي الأجهزة المحمولة، والحاسوبية اختيار اللغة التي يريدون التواصل، أو التعرف على خصائص الجهاز من خلالها.

المسار الوظيفي: ونعني به: توظيف ما هو متاح بصورة تحفظ للغة نظامها، وللحروف أشكالها العربية، وللمفردات معانيها الدالة وفق ما هو متعارف عليه.

والملاحظ على اللغة المستعملة في الهاتف المحمول مثلًا: أنها لغة ذات رموز، وحروف خاصة ظهرت في الأجهزة المحمولة من خلال تقنية الرسائل القصيرة، وتتميز هذه اللغة بسمات خاصة؛ إذ أنها أصبحت بديلًا للغة الشارع، والمقاهي، والجلسات، فبرزت بوصف كونها لغة التواصل بين مستعمليها، والذين تغلب عليهم فئة الشباب.

وهذه اللغة هي لغة هجينة بين لغات مختلفة، منها: العربية، والإنجليزية، فمثلًا: تكتب بعض الكلمات بالحروف الإنجليزية، وتستبدل الأرقام بحروف لا يوجد لها نظير في اللغة الإنجليزية.

فحرف الخاء قد يقابله في كتابة هؤلاء الشباب رقم 7 باللغة الإنجليزية، وحرف الهمزة قد يكتب برقم 2 في اللغة الإنجليزية، وحرف الصاد قد يكتب بحرف السين الإنجليزية، وحرف العين قد يكتب برقم 3 في الإنجليزية، وهكذا.

استبدلت الأرقام بالحروف التي لا توجد لها نظائر صوتية في اللغة الإنجليزية، كما كتبت الكلمات ذات اللفظ العربي بحروف إنجليزية، فقد طوعت بعض المفردات الإنجليزية إلى قواعد الصرف العربي.

ونظام اللغة العربية الصوتي، وتجري معاملتها معاملة الكلمات العربية في الاشتقاق، والتصريف، ونحت الأفعال، والصفات، والمصادر.

فيقول: “سأتلفن”، كما يقول أحدهم: “فينش”، كما يقول: “سيفت كذا”، أي: خزنت.

كما يستخدم الفعل، من مشتقات من لفظ “كنسل”، وتشير الدراسات، والإحصاءات أن جل مستخدمي هذه اللغة -وهم من الشباب- يستخدمون هذه اللغة التي امتدت أيضًا إلى الحاسب الآلي عبر الشات، أو ما يسمى: بالدردشة، ويرجعون هذه اللغة لأسباب عدة، منها:

أولًا: أن الشباب هم الأكثر استخدامًا لأسباب التقنية الحديثة، وهم الأقدر على توظيفها، ، واستثمار كل ما تتيحه هذه التقنيات، وذلك أكثر من غيرهم.

ثانيًا: أن هؤلاء الشباب يرمون إلى توفير مساحة من الحرية، والخصوصية، والسرية التي لا تتيح لغيرهم معرفة ما يدور بينهم من حوارات.

ثالثًا: إن اختيار الشباب ثقافة ولغة خاصة بهم عبر المحمول، أو عبر الحاسوب هو تمرد على النظام الاجتماعي؛ لذا ابتدعوا لونًا جديدًا من الثقافة، لا يستطيع أحد فك رموزها غيرهم، ونحن نحذر من ظهور هذه اللغة الموازية التي يستخدمها الشباب العربي في محادثاتهم عبر الإنترنت، فهي تهدد مصير اللغة العربية في الحياة اليومية لهؤلاء، وتلقي ظلالًا سلبية على ثقافة الشباب العربي وسلوكه.

وقد فسر لجوؤهم إلى هذه اللغة بشعورهم بالاغتراب الذي يدفعهم إلى التمرد على النظام الاجتماعي، وتكوين عالمهم الخاص بعيدًا عن قيود الآباء، وكقناع في مواجهة الآخرين.

رابعًا: إن خطورة استعمال هذه اللغة في التواصل والتحدث التي لا يعيها كثير من الشباب اليوم تندرج في إطار خطط الغزو الثقافي، والدعوة إلى الكتابة باللهجة العامية، وتغيير شكل حروف اللغة العربية، واستبدال اللغة اللاتينية بها، ما سيؤدي لاحقًا إلى انحصار الثقافة المجتمعية.

ومن الأخطار التي تنشأ نتيجة لذلك أن الأجيال القادمة ستنقطع عن تراثها، ولغاتها، وسيصبح التواصل الثقافي بين أبناء الأمة الواحدة لا يتم إلا بلغة وسيطة، وعلى الأعم الأغلب ستكون اللغة الإنجليزية -وهي لغة دون شك- متأثرة بما يسمى: بلغة الشات، وبلغة المحمول لفظا، وكتابة.

إن أخطار الضعف اللغوي بين الأجيال ستؤدي إلى ضعف الرابطة اللغوية التلقائية بين أفراد البلاد العربية، وهي نتيجة لانقسام اللغة إلى مستوى المكتوب، وآخر منطوق بالممارسة.

كما أنها ستؤدي إلى ضعف الأداء اللغوي، وهي ظاهرة تعزى إلى وسيلة الإبلاغ، وتشغل الفكر أكثر مما تشغله مادة التفكير، فيقصر عن الخلق والإنتاج.

وأخطر مما سبق أن اللغة العربية لم تعد الوعاء المعرفي التي كانت تحتله في الحضارة الإنسانية، كما كان حالها في العصور الوسطى، فما ينتجه العرب من بحوث علمية في مختلف مجالات المعرفة، والعلوم باللغة العربية أقل مما تنتجه أية دولة متقدمة؛ بل إن ما ينتجه الكيان الإسرائيلي من بحوث يحرص أصحابها على نشرها باللغة العبرية أكثر بكثير مما تنتجه الدول العربية مجتمعة.

ومعنى هذا: أن الطفل العربي الطامح إلى تنمية معارفه، وتعميقها لن يستطيع أن يلجأ إلى ما ينتج بالعربية من معارف؛ لأنها لن تطفئ ظمأه المعرفي بأي حال من الأحوال، وعليه أن يتقن لغة أجنبية يستطيع من خلالها أن يرضي طموحه العلمي في الارتقاء بمعارفه، وحقل تخصصه، مهما كان هذا التخصص لصيقًا بهويته.

وتظل المشكلات الناتجة عن انتشار لغة الحاسوب، والهاتف المحمول كثيرة، وستنعكس من دون شك على المستوى العلمي، والمعرفي، والتربوي للأجيال القادمة، فضلا عن تأثيراتها السلبية على التعليم، والثقافة، وهو ما يدعو المخلصين من أبناء هذه الأمة إلى الالتفات إلى ذلك، ودراسة الحلول الممكنة، والبدائل المناسبة التي لا تدعو إلى حرمان المجتمع من الإفادة من منجزات العصر، ولكنها تضع بين يدي الأجيال حلولًا ممكنة، وبدائل مناسبة.

إن نشر اللغة العربية في الداخل، والخارج مهمة حيوية للأمة؛ لإحداث التجانس الداخلي؛ ولإقامة حوار ثقافي معرفي، وعلمي، ومنهجي عالمي، يستند إلى التكافؤ، والمساواة.

ونحن ندعو أيضًا إلى العناية بالتراث العربي، والإسلامي، وإبرازه بأسلوب ناجح، وجذاب؛ باعتباره دافعًا لنهوض الأمة، وليس باعتباره مادة للاختلاف، والفرقة؛ لذلك فإنه يمكن استغلال النشر الإلكتروني؛ لتحقيق هذا الهدف.

والنشر الإلكتروني يستوعب كل الكتب التي يمكن أن تحول من صورتها الورقية إلى صورتها الإلكترونية؛ بل يمكن أيضا أن تنشر الكتب في طبعتها الورقية بواسطة البرامج الخاصة بذلك، كما أن النشر الإلكتروني أيضًا يتجاوز الكتابة إلى الدوريات، ويتجاوز الكتابة، والدوريات إلى المكتبات الرقمية، فيمكن أن نستغل النشر الإلكتروني للحفاظ على التراث العربي العلمي، والثقافي، وتربية الشباب تربية لغوية علمية عربية.

وبهذا نكون قد أنهينا الحديث عن علم اللغة التطبيقي، مع الدعاء بالتوفيق والسداد.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

error: النص محمي !!