Top
Image Alt

التوجه إلى أهل فدك وتيماء، وفتح وادي القرى بعد امتناع يهودها ومغانم المسلمين فيها

  /  التوجه إلى أهل فدك وتيماء، وفتح وادي القرى بعد امتناع يهودها ومغانم المسلمين فيها

التوجه إلى أهل فدك وتيماء، وفتح وادي القرى بعد امتناع يهودها ومغانم المسلمين فيها

أ. أهل فدك وتيماء:

مثَّلَ فتح خيبر نصرًا عظيمًا على أكبر قوى اليهود في الجزيرة؛ وقد استتبع ذلك أعمال كان لا بد منها تمامها حتى يأمن المسلمون غدر اليهود كلهم، فقد كانت هناك جماعات من اليهود في “فَدَك” “وتيماء” و”وادي القرى”، وكأن النبي صلى الله عليه  وسلم جعل هذه الخَرْجة لقتال يهود خيبر كأنها كانت خروجًا لليهود كلهم بالجزيرة، فلما دنا صلى الله عليه  وسلم من خيبر، بعث مُحَيّصَة بن مسعود الحارثي إلى “فدك” يدعوهم إلى الإسلام دعوة سلمية؛ ذلك لإزالة أي حجة لهم، ولكنهم ما أعطوه إجابة على هذا العرض من النبي صلى الله عليه  وسلم، وجعلوا يتربصون وينتظرون ما سوف يتم الأمر عليه في خيبر، وكانوا يظنون انتصار يهود خيبر على المسلمين، فلما رأى مُحَيّصَة خبثهم عزم على الرجوع، ولكنهم خافوا، ثم قالوا: نرسل معك رجالًا منا يأخذون لنا الصلح كنوع من التسويف حتى تتبين لهم حقيقة الأمر.

 وظلوا على هذه الحال حتى جاءهم أمر النصر الذي حققه المسلمون، ففت ذلك في أعضادهم، وبعثوا رجلًا من رؤسائهم في نفر من اليهود يطلبون الصلح من النبي صلى الله عليه  وسلم على أن يحقن دماءهم ويجليهم، ويخلوا بينه وبين الأموال، ففعل رسول الله صلى الله عليه  وسلم. وقع الصلح على أن لهم نصف الأراضين بتربتها ولرسول الله صلى الله عليه  وسلم نصفها.

ب. فتح وادي القرى بعد امتناع يهودها، ومغانم المسلمين فيها:

أما يهود وادي القرى فإنه كان لهم أمرًا آخر؛ فلقد أتاهم رسول الله صلى الله عليه  وسلم وهو منصرف من خيبر بعد أن نصره الله على أهلها، فلما دنا المسلمون من منازل وادي القرى فاجأهم يهودها بالرمي بالنَبْل فدل هذا على أن أمرهم من بدايته الرفض للتسليم كما فعل يهود فدك وأنهم أرادوا القتال، ولذلك فإنه عبأ أصحابه للقتال وصفهم، ودفع لواءه إلى سعد بن عبادة ودفع راية إلى الحباب بن المنذر وراية إلى سهل بن حنيث، وراية إلى عباد بن بشر، ثم دعاهم أولًا إلى الإسلام وأخبرهم أنهم إن أسلموا أحرزوا أموالهم وحقنوا دماءهم، ولكنهم ما ردوا على ذلك ردًا يدل على قبولهم له، وبدءوا بأمر القتال بعد أن تعبأ المسلمون عدا ما كان من رميهم حينما وصلوا إليهم، وبرز رجل منهم للقتال للمبارزة فخرج له الزبير بن العوام فقتله، ثم برز رجل آخر فقتله ثم برز منهم آخر فبرز إليه علي بن أبي طالب  رضي الله  عنه فقتله، حتى قتل منهم أحد عشر رجلًا.

كلما قتل منهم رجل دعا النبي صلى الله عليه  وسلم من بقي منهم إلى الإسلام وفي هذا مبالغة من حرصه صلى الله عليه  وسلم على أن يجنبهم القتال، وكانت الصلاة تحضر في ذلك اليوم فيصلي النبي صلى الله عليه  وسلم بأصحابه ثم يعود فيدعوهم إلى الإسلام ولما لم يستجيبوا لهذا كله قاتلهم النبي صلى الله عليه  وسلم عامة هذا اليوم، ثم أمسى المسلمون وباتوا ليلتهم لحيطة من أمرهم، ولما غدا عليهم في اليوم التالي وبدأ النبي صلى الله عليه  وسلم يأخذ عدته لقتالهم، فلم تكد ترتفع الشمس قيد رمح حتى أعطوا ما بأيديهم وفتحها الله عليه صلى الله عليه  وسلم عنوة وغنمه أموالهم، وقد أصاب المسلمون أثاثًا ومتاعًا كثيرًا وغنموا من وادي القرى غنائم كثيرة.

ثم إنه صلى الله عليه  وسلم أقام بوادي القرى أربعة أيام، وقسم ما أصابه على أصحابه بوادي القرى وترك الأرض والنخل بأيدي اليهود وعاملهم عليها كما عامل يهود خيبر.

error: النص محمي !!