(الجامع الكبير) للإمام السيوطي
قلنا: إن الطريقة الثانية هي طريقة التخريج عن معرفة أول كلمة في الحديث، ونتتبعها في ترتيبها الأبجدي ثم نلجأ إلى الكتب التي تشير إليها المفاتيح، من مفاتيح هذه الطريقة كتاب (جمع الجوامع) أو (الجامع الكبير) للإمام السيوطي:
المؤلف هو الإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى في سنة 911 هجرية. والسبب في تأليف هذا السفر العظيم أن السيوطي أراد أن يجمع أكثر ما يمكن جمعه من الأحاديث النبوية في كتاب واحد واستطاع -رحمه الله- أن يجمع فيه ما يقرب من مائة ألف حديث، ولكن عاجلته المنية قبل إتمام ذلك العمل.
وقد أشار -رحمه الله- إلى مراجعه التي أخذ منها الأحاديث ونبَّه على أنه قد تعاجله المنية، أو يتعذر عليه إتمام ذلك العمل بسبب مرض أو غيره، فليكمله من بعده من العلماء من الكتب والمصادر التي أشار إلى أخذه منها -رحمه الله تعالى.
قال الشيخ يوسف النبهاني في مقدمة ((الفتح الكبير)): رأيت على ظهر كتاب (الجامع الكبير) المسمى بـ(جمع الجوامع) للحافظ السيوطي ما نصه: وقال المؤلف -رحمه الله تعالى رحمة واسعة- هذه تذكرة مباركة بأسماء الكتب التي أنهيت مطالعتها على هذا التأليف؛ خشية أن تهجم المنية قبل تمامه على الوجه الذي قصدته، فيقيض الله تعالى من يذيّل عليه، وإذا عرف ما أنهيت مطالعته استغنى عن مراجعته ونظر ما سواه من كتب السنة.
هذا حرص السيوطي -رحمه الله تعالى- على سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، أراد أن يجمع أكثر ما يمكن جمعه في كتاب واحد للحديث، وخاف أن تُعاجله المنية فنبَّه على أن الكتب التي أخذت منها كذا وكذا فإذا مت أو مرضت ولم أستطع الكتابة فها هي الكتب، فليقم العلماء بتمام ذلك العمل، رحمه الله رحمة واسعة وجزاه أحسن الجزاء على حرصه على سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
هذه الكتب التي استاق منها السيوطي كتابه هذا الفخم الضخم (جمع الجوامع)، أخذ هذا الكتاب (جمع الجوامع) من:
1. (الموطأ) للإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى.
2. مسند الشافعي.
3. مسند الطيالسي.
4. مسند الإمام أحمد بن حنبل.
5. مسند عبد بن حميد.
6. مسند الحميدي.
7. مسند ابن أبي عمرو العدني.
8. مجمع ابن قانع.
9. فوائد سمويه.
10. (المختارة) للضياء المقدسي.
11. (طبقات) ابن سعد.
12. (تاريخ دمشق) لابن عساكر.
13. (معرفة الصحابة) للياوري.
14. (المصاحف) لابن الأنباري.
15. (الوقف والابتداء) لابن الأنباري.
16. (فضائل القرآن) لابن الضريس.
17. (الزهد) لابن المبارك.
18. (الزهد) لهناد السري.
19. (المعجم الكبير) للطبراني.
20. (المعجم الأوسط) له.
21. (المعجم الصغير) للطبراني.
22. معجم أبي يعلى.
23. (تاريخ بغداد) للخطيب البغدادي.
24. (الحلية) لأبي نعيم الأصبهاني.
25. (الطب النبوي) للأصبهاني.
26. (فضائل الصحابة) للأصبهاني.
27. (كتاب المهدي) للأصبهاني.
28. (تاريخ بغداد) لابن النجار.
29. (الألقاب) للشيرازي.
30. (الكنى) لأبي أحمد الحاكم.
31. (اعتلال القلوب) للخرائطي.
32. (الإبانة) لأبي نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم السجزي.
33. (الأفراد) للدارقطني.
34. (عمل اليوم والليلة) لابن السني.
35. (الطب النبوي) لابن السني.
36. (العظمة) لأبي الشيخ.
37. (الصلاة) لمحمد بن نصر المروزي.
38. (نوادر الأصول) للحكيم الترمذي.
39. (الأمالي) لأبي القاسم الحسين بن هبة الله.
40. (ذم الغيبة) لابن أبي الدنيا.
41. (ذم الغضب) لابن أبي الدنيا.
42. (مكائد الشيطان) لابن أبي الدنيا.
43. (كتابة الإخوان) لابن أبي الدنيا.
44. (قضاء الحوائج) لابن أبي الدنيا.
45. (المستدرك) لأبي عبد الله الحاكم.
46. (السنن الكبرى) للبيهقي.
47. (شعب الإيمان) للبيهقي.
48. (المعرفة) للبيهقي.
49. (البعث) للبيهقي.
50. (دلائل النبوة) للبيهقي.
51. (الأسماء والصفات) للبيهقي.
52. (مكارم الأخلاق) للخرائطي.
53. (مساوئ الأخلاق) للخرائطي.
54. مسند الحارث بن أبي أسامة.
55. مسند أبي بكر بن أبي أسامة.
56. مسند مسدد.
57. مسند أحمد بن منيع.
58. مسند إسحاق بن راهويه.
59. صحيح ابن حبان.
60. فوائد تمام.
61. (الخلعيات).
62. (الغيلانيات).
63. (المخلصات).
64. (البخلاء) للخطيب.
65. (الجامع) للخطيب.
66. (مسند الشهاب) للقضاعي.
67. تفسير ابن جرير.
68. (مسند الفردوس) للديلمي.
69. مصنف عبد الرزاق.
70. مصنف ابن أبي شيبة.
71. (الترغيب في الذكر) لابن شاهين.
وهذه مصادر الكتاب كما ذكرها السيوطي نفسه، ودعا من جاء بعده إلى الاطلاع عليها وإضافة ما يمكن منها إلى كتابه -جزاه الله خيرًا ورحمه الله تعالى.
منهج السيوطي في كتابه (جمع الجوامع) في بيان درجات الحديث:
قال الإمام الحافظ السيوطي في خطبة كتابه (جمع الجوامع) مبينًا الطريقة التي سلكها في معرفة الصحيح والحسن والضعيف من الأحاديث في كتابه قال: إنه سلك طريقة يُعرف منها صحة الحديث وحسنه وضعفه، وذلك أنه إذا عزى للبخاري أو لمسلم أو ابن حبان أو الحاكم في (المستدرك) أو الضياء المقدسي في (المختارة) فجميع ما في هذه الكتب الخمسة صحيح، فالعزو إليها بالصحة سوى ما في (المستدرك) من المتعقب أي: ما تعقبه الذهبي، فإنه ينبه عليه، وكذا ما في (موطأ الإمام مالك)، و(صحيح ابن خزيمة)، وأبي عوانة، وابن السكن، و(المنتقى) لابن الجارود، والمستخرجات، فالعزو إليها معلن بالصحة، وما عُزي لأبي داود فسكت عليه فهو صالح، وما عزاه للترمذي وابن ماجه وأبو داود الطيالسي والإمام أحمد، وابن عبد الله، وعبد الرزاق، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وأبي يعلى، والطبراني في الكبير والأوسط، والدارقطني وأبي نعيم والبيهقي، فهذه فيها الصحيح والحسن والضعيف، وهو يبينه غالبًا، قال: وكل ما في مسند أحمد فهو مقبول، فإن الضعيف الذي فيه يقرب من الحسن، وما عزاه للعقيلي وابن عدي والخطيب وابن عساكر والحكيم الترمذي في (نوادر الأصول) والحاكم في تاريخه، وابن النجار والديلمي؛ فهو ضعيف، ويستغنى بالعزو إليه أو إلى بعضها عن بيان ضعفها.
ترتيب الكتاب:
فالحافظ السيوطي قسم الكتاب إلى قسمين كبيرين كل قسم مستقلّ عن الآخر؛ قسم للأحاديث القولية رتَّبه على حسب حروف الهجاء في الحرف الأول فما بعده لأول كلمة في الحديث، وقسم خاص بالأفعال الفعلية رتَّب أحاديثه على حسب أسماء الصحابة، ويذكر تحت ترجمة الصحابي مروياته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأفعال، ورتب الصحابة حسب أفضليتهم وسبقهم في الإسلام، وفي أول كتابه ترجم وروى أحاديث العشرة المبشرين بالجنة مرويات كل صحابي على حدة، وهؤلاء العشرة هم سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وسيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، وسيدنا علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه ورضي عنه- وسيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وسيدنا سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه زوج السيدة فاطمة بنت الخطاب أخت سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عن الجميع، وسيدنا طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، والزبير بن العوام رضي الله عنه، وأبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.
ثم رتَّب بقية الصحابة الذين لهم مرويات في كتابه هذا على حسب حروف الهجاء بالنسبة للحرف الأول من الاسم فما بعده، ثم ذكر كُناهم ثم المبهمين، ثم ذكر أسماء النساء مرتبًا لهنَّ على حروف الهجاء، ثم ذكر من اشتهر منهنَّ بكناهن، ثم ذكر الأحاديث المرسلة مرتبًا أسماء رواتها الذين أرسلوها على حسب حروف الهجاء، ثم كناهم.
وكما فعل في (الجامع الصغير) حيث رمز لكل كتاب برمز نظرًا للتكرار في هذا الجامع الذي سماه (الجامع الكبير)، أو (جمع الجوامع) عمل رموزًا لكل كتاب، حتى لا يطول الكتاب أكثر مما هو عليه.
أقول: نظرًا لكثرة مصادر السيوطي وتردد هذه المصادر مع كل حديث غالبًا استخدم السيوطي رموزًا لهذه الكتب التي كانت مصدره للاختصار، وهذه الرموز وهي: خ البخاري في صحيحه، م مسلم في صحيحه، د أبو داود في سننه، ت الترمذي في سننه، ن النسائي في سننه، ه ابن ماجه في سننه، حب ابن حبان في صحيحه، ك الحاكم في مستدركه، ض الضياء للمقدسي في (المختارة)، ط أبو داود الطيالسي في مسنده، حم الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، عم لعبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على المسند، ص سعيد بن منصور في سننه، ش ابن أبي شيبة في مصنفه، ع أبو يعلى في مسنده، طب الطبراني في معجمه الكبير، طص أي: أخرجه الطبراني في معجمه الصغير، طس أي: أخرجه الطبراني في معجمه الأوسط، قط يعني قط أخرجه الدارقطني في السنن وإلا بين، حل أبو نعيم في الحلية أي: (حلية الأولياء)، ق البيهقي في السنن وإلا بين، هـب البيهقي في (شعب الإيمان)، عق العقيلي في (الضعفاء)، عد ابن عدي في (الكامل)، خط الخطيب البغدادي في التاريخ، أي: (تاريخ بغداد) وإلا بين، ك ر أي: ابن عساكر في (تاريخ دمشق)، وإذا ذكر حديثًا لابن جرير وأطلق ولم يذكر اسم المرجع الذي ألفه ابن جرير؛ فيكون المراد (تهذيب الآثار) لابن جرير، فإن كان الحديث في تفسير ابن جرير أو في تاريخه بين ذلك، وذكر اسم الكتاب أي: التفسير أو التاريخ.
كما أن السيوطي بعد رواية الحديث يذكر اسم راويه الأعلى، ويحكم على الحديث بالصحة أو بالحسن أو بالضعف، كما أنه غالبًا ما يبيّن سبب ضعف الحديث، جزاه الله تعالى عن السنة النبوية خير الجزاء.
كيفية تخريج الحديث باستخدام (الجامع الكبير) أو (جمع الجوامع) للسيوطي:
عند تخريج الحديث من هذا الكتاب فعلى الباحث أن ينظر في حديثه الذي يريد تخريجه، فإن كان الحديث من الأحاديث القولية فليعرف أول حرف في حديثه، ثم يتوجه إلى قسم الأحاديث القولية في الكتاب ويبحث عن حديثه حسب ترتيب حروفه الأبجدية، فإن وجد حديثه يذكر له الإمام السيوطي عقبه أي: بعده مباشرة رموزًا تدل على مصادر حديثه، فيرجع إليها في مصادرها فيجد الحديث، وإن كان الحديث الذي يريد تخريجه من الأحاديث الفعلية؛ فعليه أن يعرف راويه الأعلى فيذهب إليه في قسم الأحاديث الفعلية، وهي مرتبة كما ذكرنا سابقًا على أسماء الصحابة، والصحابة مرتبون على حسب حروف المعجم ما عدا العشرة المبشرين بالجنة، فهم مروياتهم في أول قسم الأفعال.
وبعد الأسماء للصحابة تكون الكُنى، ثم أسماء النساء، ثم كنى النساء، فإذا وجد حديثه فيرجع للكتب التي أشار إليها السيوطي عقب الحديث، فسيجد حديثه كما ذكر السيوطي إن شاء الله. وإذا كان الحديث مرسلًَا أي: لم يذكر في إسناده الصحابي الذي رواه عن الرسول صلى الله عليه وسلم وإنما رواه التابعي فمن دونه، فيبحث عن حديثه في الجزء الأخير الخاص بالمراسيل، فإن وجد حديثه فيذكر له السيوطي رموزًا كلية، عليه فكّ هذه الرموز وبيان موطن الحديث بالتفصيل، وبذكر اسم الكتاب ومؤلفه، وبيان اسم الكتاب, والباب الذي يضمه المؤلف، ثم يذكر رقم الجزء ورقم الصفحة، وإن اختلف الراوي ذكره، والطبعة التي أخذ منها ورجع إليها، وسنة الطبعة، وبذلك يكون تخريجه للحديث تخريجًا علميًّا معتمدًا عند علماء الحديث، والله أعلم.
نماذج من كتاب (جمع الجوامع) المعروف بـ(الجامع الكبير) للإمام جلال الدين السيوطي المولود 849 هجرية والمتوفى 911 هجرية:
هذا الكتاب عني الأزهر الشريف بطبعه، وجاء بمخطوطاته من بلاد المغرب في عهد فضيلة الإمام شيخ الأزهر الشيخ عبد الحليم محمود رحمه الله تعالى، وتبنَّى الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف تحقيق وطباعة هذا الكتاب هذا السفر العظيم، وإلى الآن منذ أكثر من ثلاثين عامًا ينشرون منه أجزاء، ولم ينتهِ الكتاب بعد حتى الآن. وسأذكر بعض النماذج لهذه الطبعة التي يقوم الأزهر من خلال مجمع البحوث الإسلامية بطبعها، ونشرها ليعم النفع بها لكل المسلمين.
أقول: في حديث 9493 جاء في العدد التاسع والعشرين من الجزء الأول في السنن القولية هذا الحديث، وهو تحت حرف الألف: ((أيُّما رجل تدين دين وهو مجمع ألا يوفّيه إيّاه؛ لقي الله سارقًا، ومن أصدق امرأة صداقًا وهو مجمع ألا يوفيها إيَّاه لقي الله وهو زانٍ))، قال عقبه مباشرة: بعد ح م ه عن صهيب.
قال المحققون للكتاب: الحديث في (الجامع الصغير) برقم 2951 برواية ه فقط، ورمز له بالضعف، وفيه يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي، أورده الذهبي في (الضعفاء)، وقد قال: قال البخاري: فيه نظر، وعبد الحميد بن زياد قال البخاري: شيخ وما بين القوسين من هامش مرتضي، وح م يعني: أحمد بن حنبل، وه أي: ابن ماجه.
الحديث الذي بعده: ((أيُّما رجل تزوج امرأة فنوى ألا يعطيها من صداقها شيئًا؛ مات يوم يموت وهو زانٍ، وأيّما رجل اشترى من رجل بيعًا فنوى ألا يعطيه من ثمنه شيئًا؛ مات يوم يموت وهو خائن، والخائن في النار))، ثم رمز فقال: ك ع طب عن صهيب. ما معنى ذلك؟
أي: رواه الحاكم في (المستدرك)، ع أي: أبو يعلى، وطب أي: الطبراني. والحديث الذي بعده: ((أيُّما ناشئ نشأ على عبادة الله حتى يموت؛ أعطاه الله ثواب تسعة وتسعين صدّيقًا))، طب عن أبي أمامة رضي الله عنه، والمراد بـ: طب أي: رواه الطبراني في (المعجم الكبير).
الحديث الذي بعده: ((أيّما ناشئ نشأ في طلب العلم والعبادة حتى يكبر؛ أعطاه الله يوم القيامة ثواب اثنين وسبعين صدّيقًا)) طب عن أبي أمامة أي: رواه الطبراني في (المعجم الكبير).
الحديث الذي بعده: ((أيّما مال أُدّيت زكاته فليس بكنز))، عد أي: ابن عدي في (الكامل)، والخطيب في كتاب (تاريخ بغداد).
والحديث الذي بعد ذلك: ((أيّما صبي حج، ثم بلغ الحنث -صار رجلًا- فعليه أن يحج حجة أخرى، وأيما أعرابي حجّ ثم هاجر فعليه أن يحج حجة أخرى، وأيما عبد حج ثم أعتق فعليه أن يحج حجة أخرى))، ثم قال: ك ق طب والخطيب وقال: ض عن بن عباس. ك أي: رواه الحاكم في (المستدرك)، وق أي: رواه ابن ماجه، وطب أي: رواه الطبراني في (المعجم الكبير)، والخطيب أي: الخطيب البغدادي في التاريخ، وض أي: أن الحديث ضعيف، عن ابن عباس أي: الراوي الأعلى له ابن عباس، وهكذا يستمر في حرف الألف بعدما ينتهي حرف الألف يبدأ بالأحاديث التي بدأت بحرف الباء، فإذا ما انتهت الأحاديث التي بدأت بحرف الباء حسب جمعه وحسب ما توصل إليه يبدأ بالأحاديث التي بدأت بحرف الثاء، وهكذا.
وإليك حديثًا آخر في حرف الألف، بعدما روى الأحاديث أيها والهاء بعد الميم، أيما الميم قبل أيها، فلما انتهت أيما بدأ بأيها فجاء منها، ((أيها الناس، إياكم وشرك السرائر، قالوا يا رسول الله: وما شرك السرائر؟ قال: يقوم الرجل فيصلي فيُزيّن صلاته جاهدًا لما يرى من نظر الناس إليه، فذاك شرك السرائر))، قال ابن خزيمة في صحيحه عن محمود بن لبيب، وله رواية.
والحديث الذي بعده: ((أيها الناس، إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموه: كتاب الله وأهل بيتي، عترتي تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ومن كنت مولاه فعليّ مولاه))، ك عن زيد بن أرقم أي: رواه الحاكم عن زيد بن أرقم.
الحديث الذي بعده: ((أيها الناس، إنه لا علم لي بهذا حتى سمعتموه، وإنه يُجير على المسلمين أدناهم)) ثم قال السيوطي: طب أي: طب ك ق عن أم سلمة، طب أي: الطبراني في (المعجم الكبير)، ك أي: الحاكم في (المستدرك)، ق أي: ابن ماجه في سننه، والراوي الأعلى أم سلمة.
ثم بعد ذلك أتى بالأحاديث التي تبدأ بلفظ الجلالة الله، فجاء هذا الحديث ((الله أكبر، هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة، لتركبنَّ سنن من كان قبلكم))، ثم قال: الشافعي حم ق في المعرفة، عن أبي واقد الليثي قال: ((قلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط، كما للكفار ذات أنواط)) قال فذكره.
الحديث الذي بعده: ((الله الطبيب، بل أنت رجل رفيق، طبيبها الذي خلقها))، د عن أبي رمثة أي: رواه أبو داود في سننه عن أبي رمثة.
((الله أكبر الله أكبر، الحمد لله الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة)) حم د عن ابن عباس أي: رواه أحمد بن حنبل في مسنده وأبو داود في سننه عن ابن عباس.
((الله ربي لا أشرك به شيئًا)) عن أسماء بنت عميس.