Top
Image Alt

الجزاء الذي نزل ببني قريظة، وطلب تحكيم سعد بن معاذ فيهم

  /  الجزاء الذي نزل ببني قريظة، وطلب تحكيم سعد بن معاذ فيهم

الجزاء الذي نزل ببني قريظة، وطلب تحكيم سعد بن معاذ فيهم

لما نزل بنو قريظة على حكم رسول الله صلى الله عليه  وسلم يرجون منه صلى الله عليه  وسلم أن يقبل شفاعة الأوس فيهم؛ لأنهم كانوا حلفاءهم، وطمعوا في أن يجعل لهم رسول الله صلى الله عليه  وسلم مثل ما جعل لعبد الله بن أبي بن سلول في شفاعته في بني قينقاع، وكلم الأوس رسول الله صلى الله عليه  وسلم في هذا، فقال لهم: “ألا ترضون يا معشر الأوس أن يحكم فيهم رجل منكم؟” قالوا: بلى، قال رسول الله صلى الله عليه  وسلم: “فذاك إلى سعد بن معاذ”.

فجيء بسعد لما طلبه النبي صلى الله عليه  وسلم وأقبلوا معه إلى رسول الله وهم يقولون لسعد: يا أبا عمرو، أحسن في مواليك، فإن رسول الله صلى الله عليه  وسلم إنما ولاك ذلك لتحسن فيهم، فلما أكثروا عليه قال: لقد أنى لسعد ألَّا تأخذه في الله لومة لائم، فلما وصل سعد بن معاذ إلى حيث النبي صلى الله عليه  وسلم قال النبي صلى الله عليه  وسلم: قوموا إلى سيدكم، فأما المهاجرون من قريش فيقولون: إنما أراد رسول الله الأنصار، وأما الأنصار فيقولون: قد عم النبي صلى الله عليه  وسلم بكلامه، فقاموا إليه، ثم إنهم أحاطوا به فقالوا: يا أبا عمرو إن رسول الله صلى الله عليه  وسلم قد ولاك أمر مواليك لتحكم فيهم، فقال سعد بن معاذ: عليكم بذلك عهد الله وميثاقه أن الحكم فيهم لما حكمت؟ قالوا: نعم، وعلى من هاهنا؟ مشيرًا إلى الناحية التي فيها رسول الله صلى الله عليه  وسلم وهو معرض إجلالًا له، فقال رسول الله صلى الله عليه  وسلم: نعم، فقال سعد: فإني أحكم فيهم أن تقتل الرجال وتقسم الأموال وتسبى الذراري والنساء، فقال النبي صلى الله عليه  وسلم لما سمع ذلك: “لَقَدْ حَكَمْتِ بِحُكْمِ اللَّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعَةِ أَرْقِعَةٍ”، أي سبع سماوات.

ثم خرج صلى الله عليه  وسلم إلى سوق المدينة فخندق بها خنادق، ثم جيء برجال بني قريظة أرسالًا، فكانت تضرب أعناقهم الجماعة بعد الجماعة، وجيء بعدو الله حيي بن أخطب وكذلك كعب بن سعد رأس بني قريظة فتم فيهم حكم الله عز وجل وكان بنو قريظة نحو من ستمائة أو سبعمائة كما في بعض الروايات. ولقد قُسم فيء بني قريظة أموالهم ونساءهم وأبناءهم على المسلمين.

error: النص محمي !!