Top
Image Alt

الحديث المرفوع: تعريفه، وحكمه

  /  الحديث المرفوع: تعريفه، وحكمه

الحديث المرفوع: تعريفه، وحكمه

تعريف المرفوع لغة: المرفوع اسم مفعولٍ، والرفع ضد الوضع، تقول: رفعته فارتفع، وهو نقيض الخفض في كل شيء.

تعريف الحديث المرفوع اصطلاحًا:

أولا: مذهب المحدِّثين: ذهب المحدِّثون إلى أن الحديث المرفوع هو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم قولًا، أو فعلًا، أو تقريرًا، أو صفة خلقية أو خلقية، حقيقة أو حكمًا، حتى الحركات والسكنات في اليقظة والمنام.

قال الإمام النووي: المرفوع ما أضيف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم خاصة، ولا يقع مطلقه على غيره؛ سواء كان متصلًا أو منقطعًا.

قال شيخ الإسلام ابن حجر: المراد بالحديث في عرف الشرع: ما يضاف إلى النبيصلى الله عليه وسلم وكأنه أريد به مقابلة القرآن الكريم؛ لأنه قديم.

قال الحافظ السخاوي: الحديث في الاصطلاح: ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم قولًا، أو فعلًا، أو تقريرًا، أو صفة، حتى الحركات والسكنات في اليقظة والمنام. فهو أعم من السنة، أو هما مترادفان.

ثانيًا: قال الخطيب البغدادي: المرفوع هو ما أخبر به الصحابي عن قول الرسولصلى الله عليه وسلم أو فعله؛ فعلى هذا التعريف لا يدخل في المرفوع ما يضيفه التابعي فمن بعده إلى الرسول  صلى الله عليه وسلم .

قال الحافظ ابن حجر: الظاهر أن الخطيب لم يشترط ذلك، أي: لم يشترط في المرفوع أن يضيفه الصحابي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأن كلامه خرج مخرج الغالب؛ لأن غالب ما يضاف إلى النبي صلى الله عليه وسلم إنما يضيفه الصحابي، لا أنه ذكره على سبيل التقييد؛ فلا يخرج حينئذٍ عن الأول، ويتأيد بكون الرفع إنما ينظر فيه إلى المتن دون الإسناد.

قال ابن الصلاح: ومن جعل من أهل الحديث المرفوع في مقابلة المرسل فقد عني بالمرفوع المتصل. وسمي الحديث المضاف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالمرفوع؛ لارتفاع منزلته بإضافته إليه  صلى الله عليه وسلم ، وقدم على الموقوف والمقطوع لشرف إضافته إليه  صلى الله عليه وسلم .

شرح التعريف:

ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم سواء أضافه إليه صحابي، أو تابعي، أو من بعدهم، حتى يدخل فيه قول المصنفين، ولو تأخروا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى هذا يدخل في المرفوع المتصل، والمرسل، والمنقطع، والمعضل، والمعلق؛ لأنه لا يشترط في الحديث المرفوع أن يكون متصلًا، وخرج بهذا التعريفِ الموقوفُ؛ لأنه أضيف إلى الصحابي، والمقطوع؛ لأنه أضيف إلى التابعي.

1. الحديث القولي:

ينقسم الحديث القولي إلى قسمين:

أ. القول الحقيقي: وهو أن يقول الصحابي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا، أو حدثنا بكذا، أو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كذا، مثال ذلك: عن عبد الله بن مسعود   رضي الله عنه   أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر»الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحهما.

ب. القول الحكمي: يأتي تفصيله في مبحث الحديث الموقوف لفظًا، المرفوع حكمًا إن شاء الله تعالى.

2. الحديث الفعلي:

ينقسم الحديث الفعلي إلى قسمين:

أ. الفعل الحقيقي: وهو أن يقول الصحابي: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل كذا، أو فعل كذا، مثال ذلك: حديث وائل بن حجر قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد يضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه» الحديث أخرجه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب. ويدخل في الفعل همه  صلى الله عليه وسلم ؛ لأن الهمَّ من فعل القلب، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يهم إلا بخير، مثال ذلك: عن أبي هريرة   رضي الله عنه   أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطبٍ فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلًا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقًا سمينًا، أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء» الحديث أخرجه الإمام البخاري.

ب- الفعل الحكمي: إذا فعل الصحابي فعلًا لا مجال للرأي، أو للاجتهاد فيه- فينظر إلى هذا الفعل على أنه علمه من الرسول صلى الله عليه وسلم فيأخذ حكم المرفوع إلى النبي  صلى الله عليه وسلم .

ثالثا: الحديث التقريري:

ينقسم إلى قسمين:

أ. الإقرار الحقيقي: إذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم صحابيًّا يعمل عملًا، أو سمعه يقول قولًا، وسكت النبي صلى الله عليه وسلم على ما رأى، أو ما سمع، ولم ينكر على الفاعل، أو القائل- فإن هذا إقرار حقيقي من النبي  صلى الله عليه وسلم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يسكت على منكرٍ، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز. وتقريره صلى الله عليه وسلم أحد أنواع السنن المرفوعة. مثال ذلك: حديث رفاعة بن رافع الزرقي، وأنس، وابن عمر.

عن رفاعة بن رافع الزرقي قال: «كنا يومًا نصلي وراء النبي  صلى الله عليه وسلم ، فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده. قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه. فلما انصرف قال: من المتكلم؟ قال: أنا. قال: رأيت بضعة وثلاثين ملكًا يبتدرونها أيهم يكتبها أول» الحديث أخرجه الإمام البخاري.

عن خالد بن الوليد قال: «أتي النبي صلى الله عليه وسلم بضبٍّ مشويٍّ فأهوى إليه ليأكله، فقيل له: إنه ضبّ. فأمسك يده، فقال خالد: أحرام هو؟ قال: لا، ولكنه لا يكون بأرض قومي فأجدني أعافه، فأكل خالد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر».

عن ابن عمر   رضي الله عنه   قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لنا لما رجع من الأحزاب: «لا يصلين أحدٌ العصر إلا في بني قريظة، فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيها. وقال بعضهم: بل نصلي؛ لم يُرِد منا ذلك، فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحدًا منهم» الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم.

ب. الإقرار الحكمي:

إذا أخبر أحدُ الصحابة أنهم كانوا يعملون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم عملًا من الأعمال، فإن هذا العمل يأخذ حكم ما أقره الرسول  صلى الله عليه وسلم ؛ لأن ظاهر ذلك مشعر بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم اطَّلع على ذلك، وأقرهم عليه؛ لتوفر دواعيهم على سؤالهم عن أمور دينهم ودنياهم. وتقريره صلى الله عليه وسلم أحد وجوه السنة المرفوعة، ولأن الزمان زمان تشريعٍ، والوحي يتنزل على رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، فلو كان ما فعله الصحابة في زمنه صلى الله عليه وسلم غير صواب لنزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم ليصوب هذا العمل.

مثال ذلك: حديث جابر في العزل، عن جابر قال: «كنا نعزل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن يتنزل» الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم، عن جابر قال: «كنا نعزل والقرآن ينزل»زاد إسحاق شيخ مسلم قال سفيان: «لو كان شيئًا ينهى عنه لنهانا عنه القرآن»الحديث أخرجه مسلم.

الصفة الخِلْقية (بكسر الخاء):

وهي ما ورد وصفًا لخلقته الشريفة  صلى الله عليه وسلم ، وهي الحالة التي خلقه الله عليها، وتنقسم إلى قسمين:

القسم الأول: الصفة الخلقية الحقيقية:

وهي ما ورد وصفًا صريحًا لخلقته الشريفة التي خلقه الله عليها  صلى الله عليه وسلم ، مثال ذلك: قال كعب بن مالك: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه، حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه» الحديث أخرجه الإمام البخاري.

وعن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهًا، وأحسنهم خُلقًًا، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير» الحديث أخرجه الإمام البخاري.

وعن البراء بن عازب   رضي الله عنه   قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعًا، بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنيه، رأيته في حلة حمراء لم أرَ شيئًا قطّ أحسن منه».

عن أنس بن مالك قال: «ما مسستُ حريرًا، ولا ديباجًا ألين من كفّ النبي صلى الله عليه وسلم ولا شممتُ ريحًا قط، أو عرفًا قطّ أطيب من ريح، أو عرف النبي صلى الله عليه وسلم»الحديث أخرجه الإمام البخاري.

القسم الثاني: الصفة الخلقية الحكمية:

وهي ما ورد وصفًا لخلقته الشريفة صلى الله عليه وسلم بطريق اللزوم، وليس وصفًا صريحًا له  صلى الله عليه وسلم ، مثال ذلك: عن عقبة بن الحارث قال: “صلى أبو بكر   رضي الله عنه   العصر، ثم خرج يمشي، فرأى الحسن يلعب مع الصبيان، فحمله على عاتقه، وقال: بأبي شبيه بالنبي لا شبيه بعلي، وعليٌّ يضحك”.

عن أنس قال: “لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي” الحديث أخرجه الإمام البخاري.

الصفة الخُلقية (بضم الخاء):

وهي ما ورد وصفًا لخُلقه صلى الله عليه وسلم وانفعالاته النفسية أمام الأحداث، وتنقسم إلى قسمين:

القسم الأول: الصفة الخُلقية الحقيقية: وهي ما ورد وصفًا صريحًا لخلقه صلى الله عليه وسلم وانفعالاته النفسية، مثال ذلك: عن أبي سعيد الخدري   رضي الله عنه   قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم أشدّ حياءً من العذراء في خدرها» الحديث أخرجه الإمام البخاري.

وعن عائشة رضي الله عنهما قالت: «ما خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم لله بها» الحديث أخرجه الإمام البخاري.

القسم الثاني: الصفة الخُلقية الحكمية: وهي ما ورد وصفًا لخُلقه صلى الله عليه وسلم بطريق اللزوم، مثال ذلك: عن عبد الرحمن بن يزيد قال: “سألنا حذيفة عن رجل قريب السمت والهدي من النبي صلى الله عليه وسلم حتى نأخذ عنه، فقال: ما أعرف أحدًا أقرب سمتًا وهديًا ودلًّا بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد”.

كما يدخل في تعريف الحديث أخبار سيرته صلى الله عليه وسلم ومغازيه وتاريخه قبل البعثة؛ لأنه جزء من سيرته العطرة، فمن ذلك تحنثه في غار حراء، وحسن سيرته، وكريم أفعاله قبل البعثة؛ لأن تاريخه صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، كان له دخل في الإيمان به، وتصديقه صلى الله عليه وسلم في دعوى الرسالة. فلقد استدلت السيدة خديجة رضي الله عنهما بحسن سيرته، وكريم أفعاله قبل البعثة على أن الله تعالى لن يخزيه يوم أن عاد إليها من غار حراء يرجف فؤاده، بعد أن فاجأه الملك، وقال لها: «لقد خشيت على نفسي. فقالت: السيدة خديجة رضي الله عنهما: كلا، أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدًا. فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق»الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وأخرجه الإمام مسلم أيضًا.

ثم إنه تاريخ رجل صنعه الله على عينه، وأعده لحمل هذه الرسالة الخاتمة. فلا بد من أن يصون الله هذا النبي قبل الرسالة، وينأى به عن الرذائل حتى لا يكون تاريخه قبل الرسالة سببًا لانصراف الناس عنه، والإعراض عن دعوته. فالله يصطفي للرسالة من يصلح لها ومن يستطيع القيام بواجباتها، كما قال سبحانه: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ} [الحج: 75]، وكما قال سبحانه: {اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام: 124].

ولا يختار الله عز وجل للرسالة من يكون سببًا في إعراض الناس عنها، لذلك نراه صلى الله عليه وسلم استدل بتاريخه السابق على دعوى الرسالة بأنه صادق لا يكذب أبدًا يوم أن صعد الجبل، ودعا قومه، ثم قال لهم: «أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلًا خلف هذا الوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي». قالوا: نعم، ما جربنا عليك كذبًا قط.

وبذلك يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد أقام الحجة عليهم، وأشهدهم جميعًا على أنفسهم أنه الصادق الأمين، وكان هذا هو سرّ انشغال كفار مكة به  صلى الله عليه وسلم ، فلو لم يكن كما كان ما شغلوا أنفسهم به، وتشككوا فيه وفي دعوته من واقع تاريخه السابق.

عن ابن عباس   رضي الله عنه   قال: «لما نزلت: “وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين” خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف: يا صباحاه فقالوا: من هذا؟ فاجتمعوا إليه، فقال: أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلًا تخرج من سفح هذا الجبل، أكنتم مصدقي؟ قالوا: ما جربنا عليك كذبا. قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. قال أبو لهب: تبا لك، ما جمعتنا إلا لهذا، ثم قام فنزلت: {ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ رضي الله عنهم » الحديث أخرجه البخاري ومسلم.

كما استدل هرقل -ملك الروم- على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم وصحة ما جاء به بظاهر صفاته، وحسن سيرته قبل البعثة، وقد علمها من أبي سفيان بن حرب، زعيم المشركين آنذاك. وما كان يستطيع أبو سفيان أن يكذب في حديثه، حتى لا يؤثر عنه ذلك؛ ففي حديث هرقل عن عبد الله بن عباس: “أن هرقل سأل أبا سفيان بن حرب عن النبي صلى الله عليه وسلم فكان مما سأله عنه أن قال هرقل لأبي سفيان: كنتم تتهمونه على الكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا. قال: فهل يغدر؟ قلت: لا. ثم قال له: سألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال، فزعمت أن لا؛ فعرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس، ويكذب على الله تعالى، ثم قال: وسألتك: هل يغدر، فزعمت أن لا، وكذلك الرسل لا يغدرون” الحديث أخرجه الإمام البخاري.

هذا مع أنه يجب أن نعلم أن الله أخبر في كتابه الكريم بأنه صلى الله عليه وسلم قد تربع فوق قمة الخلق العظيم في سورة مكية من أوائل ما نزل من القرآن الكريم، وهي سورة القلم؛ حيث قال الله مخاطبا نبيه {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم} [القلم: 4]، فقد جبله الله وفطره على كل خلق جميل؛ من الحياء، والكرم، والحلم، والصفح، والشجاعة، وغير ذلك من مكارم الأخلاق.

وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم ما يصدر عنه حديثًا، فعن أبي هريرة   رضي الله عنه   أنه قال: «قيل: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة. قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : لقد ظننت يا أبا هريرة ألا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أول منك؛ لما رأيت من حرصك على الحديث: أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصًا من نفسه، أو قلبه» الحديث أخرجه الإمام البخاري.

حكم الحديث المرفوع من حيث الصحة وغيرها:

إن الوصف بالرفع خاص بالمتن دون الإسناد، وعلى ذلك فالحديث المرفوع منه الصحيح، ومنه الحسن، ومنه الضعيف، وذلك إنما يرجع إلى مدى توفر شروط القبول في الحديث، أو عدم توفرها. فإذا توفرت في الحديث أعلى شروط القبول فهو الصحيح، وإن توفرت في الحديث أدنى شروط القبول فهو الحسن، وإن فقد الحديث شرطًا أو أكثر من شروط القبول فهو الضعيف.

حكم العمل بالحديث المرفوع:

سبق أن قلنا: إن الحديث المرفوع منه الصحيح، والحسن، والضعيف. وعلى الصحيح والحسن يطلق العلماء كلمة الحديث المقبول؛ فالحديث المقبول بقسميه يجب العمل به، ما لم يكن في بابه معارض أقوى منه.

error: النص محمي !!