Top
Image Alt

الحديث المشهور: تعريفه، وأنواعه، وحكمه

  /  الحديث المشهور: تعريفه، وأنواعه، وحكمه

الحديث المشهور: تعريفه، وأنواعه، وحكمه

المشهور اصطلاحًا:

هو الحديث الذي تفرد بروايته ثلاثة رواة ولو في طبقة واحدة من طبقات إسناده، بشرط ألا يقل عدد الرواة في كل طبقة من طبقات إسناده عن ثلاثة رواة، أو: هو الحديث الذي له طرق محصورة بأكثر من اثنين ولم يبلغ حد التواتر، وسُمي الحديث الذي رواه في كل طبقة من طبقات إسناده ثلاثة رواة بالمشهور لوضوحه وظهوره.

وقد أطلق جماعة من الفقهاء على الحديث المشهور اسمَ المستفيض، وسُمي مستفيضًا لانتشاره، من: فاض الماء يفيض فيضًا، ومن العلماء من فرق بين المستفيض والمشهور، ومنهم من قال: بأن المشهور والمستفيض مترادفان.

ملحوظة هامة: قد يطلق المشهور على ما اشتهر على الألسنة، وهذا يُطلق على ما له إسنادٌ واحد فصاعدًا، بل يطلق على ما ليس له إسناد أصلًا، كما أنه يشمل المتواتر إذا كان مشهورًا على الألسنة، وعلى ذلك يكون المراد بالشهرة الشهرة اللغوية، وليست الشهرة الاصطلاحية.

أنواع الحديث المشهور:

الحديث المشهور أنواع كثيرة، وإنما تضبط بنسبة الشهرة فيه إلى أمر معين:

النوع الثالث: مشهور عند المحدثين وغيرهم من العلماء والعوام: كحديث: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو ومن حديث أبي موسى، وأخرجه مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي موسى ومن حديث عبد الله بن عمرو  رضي الله عنهم  جميعًا.

النوع الثاني: مشهور عند المحدثين فقط: كحديث أنس بن مالك: “أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم قنت شهرًا بعد الركوع يدعو على رعل وذكوان” وهذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم.

النوع الثالث: مشهور عند الفقهاء: كحديث عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أبغض الحلال إلى الله تعالى الطلاق» هذا الحديث أخرجه أبو داود في سننه وابن ماجه في سننه.

النوع الرابع: مشهور عند الأصوليين: كحديث: «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه» هذا الحديث أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب: الطلاق، باب: طلاق المكره والناسي، إلا أنه قال: «إن الله وضع» من حديث ابن عباس قال في (الزوائد): صحيح إن سلم من الانقطاع، والظاهر أنه منقطع بدليل زيادة عبيد الله بن نمير في الطريق الثاني، وليس ببعيد أن يكون السقط من جهة الوليد بن مسلم؛ فإنه كان يدلس.

النوع الخامس: مشهور عند النحاة: كحديث: “نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه”، قال السيوطي: قال العراقي: لا أصل له ولا يوجد بهذا اللفظ في شيء من كتب الحديث، قال السخاوي: اشتهر في كلام الأصوليين وأصحاب المعاني وأهل العربية من حديث عمر، وذكر البهاء السبكي: أنه لم يظفر به في شيء من الكتب، وكذا قال جمع جمّ من أهل اللغة، ثم رأيت بخط شيخنا -أي: الحافظ ابن حجر- أنه ظفر به في (مشكل الحديث) لأبي محمد بن قتيبة، لكن لم يذكر له ابن قتيبة إسنادًا، فقال: أراد أن صهيبًا إنما يطيع الله حبًّا لا مخافة من عقابه.

النوع السادس: مشهور بين العامة: كحديث: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» أو قال: «عامله»هذا الحديث أخرجه الإمام الترمذي في كتاب: العلم، باب: ما جاء الدال على الخير كفاعله، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح من حديث أبي مسعود عقبة بن عمرو، كما أخرجه الترمذي عن أنس، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث أنس عن النبي  صلى الله عليه وسلم .

حكم الحديث المشهور:

الحديث المشهور منه الصحيح ومنه الحسن ومنه الضعيف، وذلك إنما يرجع إلى مدى تمكّن الحديث من شروط القبول، فإن تحقق في الحديث أعلى شروط القبول فهو الصحيح، وإن تحقق في الحديث أدنى شروط القبول فهو الحسن، وإن فقد الحديث شرطًا أو أكثر من شروط القبول فهو الضعيف، وقد سبق قول الإمام الحافظ العراقي في ذلك.

error: النص محمي !!