السلامة من الشذوذ، والعِلة القادحة
الشرط الرابع: السلامة من الشذوذ:
من شروط الحديث المقبول أن يكون سالمًا من الشذوذ.
الشاذ لغةً: هو منفرد عن الجمهور بقول أو عمل.
الشذوذ اصطلاحًا: هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه سواء كان ذلك بالعدد أو بالحفظ، بحيث لا يمكن الجمع بينهما بوجه من وجوه الجمع المعروفة، وكما يكون الشذوذ في المتن يكون في الإسناد، فإذا روى الراوي الثقة حديثًَا، ووجدنا هذا الحديث يخالف حديث من هو أوثق منه، ولم يمكن الجمع بين الحديثين بوجه من وجوه الجمع، ولم يمكن معرفة تاريخ كل نص لِنَصِيرَ إلى الناسخ والمنسوخ، فحديث الثقة يقال له: الشاذ، وحديث الأوثق يقال له: المحفوظ، وسوف نبين ذلك في بابه -إن شاء الله تعالى.
الشرط الخامس: السلامة من العلة القادحة:
من شروط الحديث المقبول أن يكون سالمًا من العلة القادحة.
العلة لغةً: هي المرض.
العلة القادحة اصطلاحًا: هي عَيْب في الحديث يمنع من الاحتجاج به، مثال ذلك: أن يُروَى الحديث بإسناد مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم و يُروَى نفس الحديث بإسناد موقوف على الصحابي، والموقوف أصح من المرفوع، ففي هذه الحالة الوقف يُعَلُّ به الرفع، ويمنع الحديث أن يعامل أنه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .
وكما تتطرق العلة إلى الإسناد تتطرق إلى المتن، وقد تكون علة الإسناد قادحة في المتن أيضًا، وسوف نتحدث عن الحديث المعل بالتفصيل في باب الحديث الضعيف -إن شاء الله.