Top
Image Alt

السياق الصوتي وتأثيره المتبادل مع الحرف، والتمثيل لذلك بحرف النون

  /  السياق الصوتي وتأثيره المتبادل مع الحرف، والتمثيل لذلك بحرف النون

السياق الصوتي وتأثيره المتبادل مع الحرف، والتمثيل لذلك بحرف النون

السياقات تنقسم إلى: سياق صوتي، وسياق لغوي، وسياق حال.

السياق الصوتي أي: الهيئة الصوتية الذي يقع فيها الصوت، فعندنا صوت الصاد والشين يلحقهما الجهر إذا تلتهما الدال: صوت الصاد صوت مهموس، وأيضًا صوت الشين صوت مهموس؛ فإذا وقع صوت الصاد أو الشين في موقع أو في بيئة صوتية؛ تلتهما الدال، وذلك نحو: مصدر والتصدير، فينطقان هكذا “مزدر” و”التزدير” بزاي مفخمة، ونحو: “أشدق”، الشين صوت مهموس، ولكن وقعت بعد الشين الدال -يعني: جاورت الدال الشين- فتنطق هكذا: “أﭽدق”، بصوت مجهور، رغم أن الشين في الأصل صوت مهموس؛ إنما عندما تأتي الشين بجوار الدال، فيلحق الشين الجهر من الدال؛ لأن الدال صوت مجهور والشين صوت مهموس؛ فإذا جاورت الشين الدال؛ نطقت الشين بصوت مجهور تنطق جيمًا: “أﭽدق”.

ونجد مثلًا صوتًا كصوت النون في اللغة العربية قد تنطق على عدة صور؛ وذلك بحسب الصوت التالي له، فصورة النون في: {أَنْعَمْتَ} [الفاتحة: 7] غير صورتها في: {إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} [إبراهيم: 11]، وغير صورتها في: {مِنْ رَبِّهِمْ} [الأنبياء: 2] وغير صورتها في: {أَنْبِئْهُمْ} [البقرة: 33] وغير صورتها في: {أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [المائدة: 2].

إذن صوت النون تغير على حسب السياق، النون مثلًا في {أَنْعَمْتَ} مظهرة؛ لأن النون وقعت بعدها العين، وتسمى في علم التجويد بالإظهار الحلقي؛ أما في {إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} فالنون جاورت نونًا، فهنا فيه إدغام، وأيضًا عندما تقع النون قبل الراء {مِنْ رَبِّهِمْ} عندنا هنا إدغام مع اختلاف الغنة، وأيضًا {أَنْبِئْهُمْ} النون هنا ساكنة والباء تلت هذه النون؛ فتكون النون في موقع الإقلاب، فهنا ننطق النون بصورة الميم {أَنْبِئْهُمْ}، يسمى في علم التجويد الإقلاب.

وأيضًا النون صورتها في {أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [المائدة:2] هنا مخفاة.

فالنون صوت واحد إذا نظرت إليها من الناحية الوظيفية، أي: إنها ليست تاءً أو باءً أو ثاءً أو جيمًا؛ فوجودها في كلمة مكان حرف آخر يغير معنى الكلمة.

error: النص محمي !!