العقيدة الدينية للحركة الصهيونية
يبقى أمامنا نقطتان مهمّتان:
النقطة الأولى: تتعلق بالنصوص المقدّسة التي يؤمن بها هؤلاء، والتي تجسِّد العقيدة الدينية للحركة الصهيونية في تعاملها مع العرب ومع غيرهم عمومًا.
أما النقطة الثانية: فتتعلّق بطرح سؤال: ما العمل؟ كيف يواجه العرب والمسلمون هذه الهجمة الصهيونية الشرسة على الإسلام وعلى المسلمين، وعلى أرض فلسطين عمومًا؟
أمّا بالنسبة للنقطة الأولى التي تتعلّق بالنصوص المقدّسة، فسوف أقتصر فيها على الجانب الذي يتعلّق بأخلاقيات الحركة الصهيونية، الأخلاقيات التي تمثِّل العقيدة السلوكية في تعاملهم مع الغير، وتعاملهم مع الله. أمّا العقيدة الدينية التي تمثِّل علاقتهم بالله واليوم الآخِر وما إلى ذلك، فربّما لا نحتاج إليها في مثْل هذا المقام؛ ولذلك سوف أركِّز على أخلاقيات الحرب عند اليهود والحركة الصهيونية، وأخلاقيات التعامل بين الصهيوني أو اليهودي وغيره. وهذه النصوص موجودة في الأسفار في العهد القديم، وقد مثّلتْ ما يُشبه بالمتن في التلمود، ويتعبّد بها أبناء صهيون إلى الآن.
أمّا بالنسبة لآداب أو أخلاقيات الجهاد أو الحرب، فليس عندهم مصطلح “جهاد”، وإنما عندهم “حرب”؛ فيبدءون من مسلّمات، هذه المسلّمات هي: أنّ الرب أمَرَهم بالدفاع عن الأرض المقدسة. وكان شعارهم -كما قلنا في موضع سابق: “أنّ كلّ مكان تدوسه بطون أقدامكم يكون لكم من البرية ولبنان، من النهر -نهر الفرات- إلى البحر الغربي، يكون تخمكم لا يقف إنسان في وجهكم”. معنى هذا: أنّ النص المقدّس رسَم لهم خريطة الأرض التي لا بدّ أن يستوْلوا عليها ويجعلوها أرض ميعاد لهم. هذا النص موجود في “سفر التثنية” 11/ 24.
ثم أمَرهم موسى بتحقيق ذلك؛ حيث جاء في الأسفار ما يلي: “كفاكم قعودًا في هذا الجبل! تحوّلوا وارتحِلوا وادخلوا جبل الأموريين، وكل ما يليه من الأرض العربية، والجبل والسهل، والجنوب وساحل البحر، وأرض الكنعانيين، ولبنان إلى النهر الكبير -نهر الفرات! انظروا! قد جعلتُ أمامكم الأرض! ادخلوا وتملّكوا! تملّكوا الأرض التي أقسم الرب لآبائكم إبراهيم وإسحاق ويعقوب أن يعطيها لهم ولِنَسْلهم من بَعْدِهم!”. هذا النص في “سفر التثنية” 1/ 6. معنى هذا: أن الحرب عقيدة صهيونية يهودية للاستيلاء على هذه الأرض.
أباحت لهم النصوص أيضًا: إبادة كلّ حيّ، وقطْع كلِّ أخضر، وحرْق كلِّ يابس من أجْل الاستيلاء على هذه الأرض. وكان ذلك كلّه يمثِّل عقيدة وأمرًا إلهيًّا. فقد جاء في “سِفر التثنية” في الإصحاح 12 ما يلي: “إن الرب أمَر يشوع بحرب وحرْق مدينة عاي. ورسَم له خطّة الحرب، وكيفية إعداده لكمين قويّ يقتل فيه الرجال والنساء. وقد استجاب يشوع لهذه التعاليم، ثم الاستيلاء على الأرض وتقسيمها، مع طرْد السكان أو قتْلهم وأسْرهم”.
ورد في “سِفر العدد” حيث جاء: “وكلّم الرّب موسى في عربات موآب على أردن أريحا قائلًا: كلِّمْ بني إسرائيل وقُل لهم: إنكم عابرون الأردن إلى أرض كنعان، فتطردون كلّ سكان الأرض من أمامكم، وتَمْحون جميع تصاويرهم، وتُبيدون كلّ أصنامهم المسبوكة، وتُخرجون جميع مرتفعاتهم وتملكون الأرض، وتسكنون فيها؛ لأني قد أعطيْتكم الأرض لكي تمْلكوها وتقسمون الأرض بالقرعة حسب عشائركم. وإن لم تطردوا سكان الأرض من أمامكم، يكون الذين تستبقون منهم أشواكًا في أعينكم، ومناخس في جوانبكم، ويضايقونكم على الأرض التي أنتم ساكنون فيها؛ فيكون أني أفعل بكم كما همَمْت أن أفعل بهم”.
لاحظ النص يا أخي الكريم: “وإن لم تطردوا سكان الأرض من أمامكم، يكون الذين تستبقون منهم أشواكًا في أعينكم، ومناخس في جوانبكم، ويضايقونكم على الأرض التي أنتم ساكنون فيها”. فكأنّ المطلوب بمقتضى الأمر الإلهي: إبادة جميع السكان أو طرْدهم!! إذًا هي حرب عقائدية. هذا النص جاء في “سفر العدد”، إصحاح 33، من 50 إلى 56.
“فإذا ما سلمت المدينة نفسها لكم، فإنّ الحاكم مخيّر في أمْرها بين القتل والسّلب والنّهب والاسترقاق”! يؤكِّد ذلك: ما جاء في الأسفار حيث ورد ما يلي: “الاستعباد حين تقرب من مدينة لكي تحاربها، استدْعِها للصلح؛ فإن أجابتك للصلح وفتحتْ لك فكلّ الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويُستعبد لك، ثم قتْل الرجال وحرْق المُدن والحقول، واسترقاق النساء والأطفال، وأخْذ الأموال غنائم. فتَجنّدوا على مديان كما أمر الرب، وقتّلوا كل ذكَر وملوك مديان! قتِّلوهم فوق قتلاهم، واسبُوا نساءهم وأطفالهم! وانهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكلّ أملاكهم! واحرقوا جميع مُدنهم بمساكنهم وجميع حقولهم بالنار! وخذوا كلّ الغنيمة وكلّ النهب من النساء والبهائم!”. هذا النص في “سفر العدد”، إصحاح 31، من 8 إلى 12.
ثم التمثيل والوحشية حين القتل؛ حيث ورد في “سفر صموائيل”: “وأخرج داود الشعب الذي فيها ووضعهم تحت المناشير، ونوارج من حديد وفئوس من حديد، وأمرهم في أتون. وهكذا صنع بجميع مدن عمون”. “أتون” -يعني: في أفران للحرق. ثم قتل الجميع الرجال والنساء والأطفال. ورد في “سفر العدد”. وبذلك لا يرى اليهود أيّ حرج حين القتل، لا يحول بينهم وبين تحقيق أغراضهم أيّة قيمة أخلاقية ولا إنسانية؛ لأنهم حسب هذه العقيدة ينفِّذون تعاليم الرب.
هذه هي العقيدة الأخلاقية للحرب التي تَدين بها الحركة الصهيونية في تعاملها مع أرض فلسطين، ومع أهل فلسطين الآن؛ لذلك لا عجب أن ترى الجندي الإسرائيلي يقتل الطفل والمرأة ويحرق البيت، ويهدم البيت، ويخلع الزروع ويحرقها، ويوقدون النار في منازل الفلسطينيِّين؛ لأنهم بذلك ينفِّذون تعاليم الرب.
والسؤال: هل يؤمن عقلٌ: أن هناك ربّ يأمر بهذه التعاليم، ويجعلها عبادةً وعقيدة يدين بها عباده؟!! أترك الإجابة لكم؛ لكي نعلم أنّ القرآن الكريم حين يقصّ علينا أنّ التوراة حُرِّفت وبُدِّلت يأتي الواقع ليؤكِّد صِدْق ما قصّه القرآن علينا.
أنتقل الآن إلى الجانب الأخلاقي في تعاملات اليهود: وأوّل ما نلحظه في هذا الجانب: أنها أخلاق في التعامل تَدين بالعنصرية، عنصرية العِرق والدم والجنس؛لأنهم يؤمنون بمبادئ في منتهى السوء. ويمكن إيجازها فيما يلي:
المبدأ الأوّل: أنهم يؤمنون بأفضليّتهم على سائر البشر. وهذا المبدأ الذي يَدينون به يستندون فيه إلى نصوص وردت في أسفار التوراة؛ حيث ورد ما يلي في “سفر التثنية” في الإصحاح السابع: “إياك قد اختار الرب إلهك لتكون شعبًا -وهو شعب إسرائيل- أخصّه من جميع الشعوب الذين على وجْه الأرض. ليس من كونكم أكثر من سائر الشعوب التصق الرب بكم واختاركم؛ لأنكم أقلّ من سائر الشعوب، بل من محبة الرب إياكم، وحفْظه القَسَم الذي أقسم لآبائكم. أخرجكم الرب بيد شديدة وفداكم من العبودية لمّا اصطفاهم، ليس لأكثرية العدد، ولا لأقلية العدد، بل من أجْل محبة الرب إياكم”.
ثم جاء في “سِفر الخروج” ما يلي: “فإنّ لي كلَّ الأرض، وأنتم تكونون لي مملكة كهَنة وأمّة مقدّسة”. هذه هي الكلمات التي تكلّم بها الرب مع بني إسرائيل: “تكونون لي مملكة وكهَنة وأمّة مقدّسة”. ثم: “وواعدك الرب اليوم أن تكون له شعبًا خاصًّا به كما قال لك، وتحفظ جميع وصاياه، وأن يجعلك مستعليًا على جميع القبائل التي عملها في الثناء، وأن تكون شعبًا مقدسًا للرب إلهك”. هذا في “سفر التثنية” إصحاح 26 ، 19.
“وأتخذكم لي شعبًا، وأكون لكم إلهًا؛ فتعلمون أنّي أنا الرب إلهكم الذي يُخرجكم من تحت أثقال المصريِّين”.
ويمكن الرجوع إلى الأسفار المقدسة لتقرءوا فيها هذه النصوص التي لا حصر لها، والتي تدلّ وتنطق بالعنصرية القاتلة التي تجعل الأفضلية صفةً مميّزة لهذا الشعب على سائر شعوب العالم.
ومن المهمّ أن أشير هنا إلى نقطة: أن الله سبحانه وتعالى قد ذكَر في القرآن الكريم أنه فضّل إسرائيل على جميع الشعوب حين كانوا يستحقّون هذه الأفضلية؛ ولذلك نجد في القرآن الكريم أن الله تعالى يُذكِّرهم بهذه النعمة، ويقول لهم: {يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِي الّتِيَ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنّي فَضّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: 47]. لكن هل هذه الأفضلية خصوصية للعِرق والدم والجنس؟!م أنها كانت جزاء لسلوك معيّن تضمّن تنفيذ تعاليم الإله سبحانه وتعالى أمرًا ونهيًا؟ هذا هو السؤال.
ظن بنو إسرائيل خطأ: أن هذه الأفضلية مِيزة استحقّوها وخصّهم الله بها دون سائر شعوب الأرض وصارت خاصية لهم على طول التاريخ، وأخذوا من ذلك أنه يُمكنهم أن يفعلوا ما يشاءون ممّا يغضب الرب ومع ذلك يظلّون أفضل الشعوب، وأخصّ الشعوب. لكن نجد القرآن الكريم يُبيِّن لنا: أن هذه الأفضلية لها ثمن وهو: تنفيذ أوامر الله سبحانه وتعالى: { اذْكُرُواْ نِعْمَتِي الّتِيَ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنّي فَضّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} ، نجد القرآن الكريم يبيِّن لنا: أنّ هذه الأفضلية لمّا زال سببها زالت؛ لأنها ليست خصوصيّة لا لأمة، ولا لشعب، ولا لجنس، ولا لفرد، وإنما هي نتيجة لعمل؛ فمَن سارع بالعمل حاز هذه الأفضلية؛ ولذلك نجِد في القرآن الكريم: {{فَبِظُلْمٍ مّنَ الّذِينَ هَادُواْ حَرّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيّبَاتٍ أُحِلّتْ لَهُمْ} [النساء: 160]. ظلْم. ونجد في القرآن الكريم: {لُعِنَ الّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِيَ إِسْرَائِيلَ عَلَىَ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} [المائدة: 78]، لماذا لُعنوا؟ {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} [المائدة: 78]. العصيان والظلم والاعتداء. {ثم كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مّنكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة: 79]؛ فصار المنكر معروفًا والمعروف منكرًا. بدّلوا وغيّروا، فاستحقوا الطّرد واللّعن من رحمة الله سبحانه وتعالى فكأن الأفضلية كانت ميزة لهم حين استحقّوها بعملهم، فلمّا نكصوا واعتدَوا وظلموا وشاع بينهم المنكر والفاحشة طُردوا من رحمة الله، كما قال تعالى: {لُعِنَ الّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِيَ إِسْرَائِيلَ عَلَىَ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ}. ولذلك ليست هذه الأفضلية خاصية، وإنما هي نتيجة لعمل -كما قلت- مَن بادر بالعمل حاز الأفضلية، سواء كان يهوديًّا أو غيرَ يهوديٍّ.
هذه النصوص انعكست على التلمود، فوجدنا أنّ نصوص التلمود تُصرِّح بما هو ألعن وأخزى وأسوأ ممّا في هذه النصوص؛ حيث نجد: أن التلمود يُحدِّد قرابة اليهودي لليهودي بأنها ميزة يجب أن يعامل مِن منطلقها معاملة أحسن من غير اليهودي. وترتّب على هذا: أننا وجدنا في التلمود أن النطفة المخلوق منها اليهودي نطفة خاصّة، أمّا النطفة التي خُلقت منها بقية الشعوب هي نطفة حصان. وعندهم: أنّ الكلب أفضل من الأجنبي؛ لأنه مصرَّح لليهودي في الأعياد أن يُطعم الكلب، وليس مصرَّحًا له أن يُطعم الأجنبي.
هذه نصوص موجودة في التلمود. وقريب اليهودي هو اليهودي، أمّا باقي الناس فهي حيوانات في صورة إنسان. هم حمير وكلاب وخنازير؛ فإذا ضرب أمّي إسرائيليًّا، فكأنه ضرب العزة الإلهية. إذا ضرب أمّي إسرائيليًّا، فالأمّي يستحق الموت. ولو لم يُخلق اليهودي لانعدمت البركة من الأرض، ولما خُلقت الأمطار والشمس.
هذه نصوص يتعبّد بها اليهودي في تعامله مع غير اليهودي، ومعاملة الربا، قال المرابي “مناحم”: “أيها اليهود، إنكم من بني البشر؛ لأن أرواحكم مصدرها روح الله، وأمّا باقي الأمم فليست كذلك؛ لأن أرواحهم مصدرها الروح النجس”. هذا أيها الإخوة موجود في كتاب (الكنز المرصود في الحديث عن التلمود).
ومن مبادئهم أيضًا: أن الغاية تُبرّر الوسيلة؛ ولذلك نجد على طول امتداد الحركة الصهيونية: أنهم لا يحترمون العهود ولا المواثيق. وقد صرّح القرآن الكريم بذلك، وأكّد الواقع هذه القضية. ونجد في نصوص العهد القديم ما يؤكِّد هذا؛ فلا اعتبار لخُلق ولا دين عندهم؛ لأن الغاية هي تُبرِّر الوسيلة. ولذلك ظلموا الأنبياء والمرسلين، ونسبوا إليهم أسوأ الأفعال وأقبح الأخلاق. ولا نجد في وصفهم لله ولليهود وللأنبياء ما يُنبئ عن ذرَّة من العقل أو مُسكةٌ من الخُلق. فيزعم اليهوديُّ: أنَّ إبراهيم قد تاجر بزوجته من أجْل كسب مادي؛ وقد تكرر ذلك مرّتين. وأنه طرد هاجر بولدها لينال رضا سارّة. وهذا موجود في “سِفر التكوين”. يزعم اليهود: أن ابنتَي لوط قد سقَتَا أباهما خمرًا من أجْل الحصول على ولد منه. يعني: ولد الزنى. وهذا موجود في “سِفر التكوين” آية: 19.
لا أريد أن أطيل في ذكْر هذه النصوص، ولكن سوف أجتزئ بعض النصوص التي تبيِّن: أن ّما يفعله الصهيوني المعاصر يفعله مِن واقع نصوص هو يؤمن بها ويَدين بها ويعتقد صحّتها. فعندهم: “أن يعقوب قد خدع أباه مستغلًّا عماه، لينال منه حقّ البكورية؛ وذلك بارتدائه جلد ماعز حول ذراعيه، وتقليد أخيه عيسو في صوته ليتحقّق له ما يريد”. وهذا موجود في “سِفر التكوين”، إصحاح 27، آية: 13.
يؤمن اليهودي بأنَّ الفاحشة مع غير اليهودية لا تُعدّ فاحشة؛ لأنها غير مؤمنة؛ بل عنده: أنها غير إنسانة. وهناك نصوص وردت على ألْسنة علمائهم تؤيِّد ذلك: “إنّ لليهودي الحق في اغتصاب النساء غير المؤمنات” أي: غير اليهوديات. وعندهم: أن الزنى بغير اليهوديات ذكورًا كانوا أو إناثًا لا عقاب عليه؛ لأن الأجانب من نَسْل الحيوانات.
لا ضير على اليهودي: أن يَكذب أو يحلف كذبًا إذا تعارض ذلك مع مصلحته، مِن منطلق: أنّ الغاية عندهم تُبرِّر الوسيلة. لا ضير على اليهودي: إذا قتل غير اليهودي؛ لأنه لا حرمة له. وقد حصر بعض الباحثين عددَ مَن ذبَحهم اليهود في عيد الفصح في بعض السنوات، فوجدهم عددًا هائلًا جدًّا. وذكَر البعض: أن اليهود يتقرّبون إلى الله بقتْل غير اليهودي. فجاء من نصوص التلمود: “اقتلوا الصالح من غير الإسرائيليِّين! ومُحرّم على اليهودي: أن يُنجي أحدًا من باقي الأمم من هلاك، أو يُخرجه من حُفرة يقع فيها؛ لأنه بذلك يكون حفظ حياة أحد الوثنيِّين. من العدل: أن يقتل اليهودي بيده كلّ كافر -يعني: غير اليهودي- لأنّ من يسفك دم الكافر يتقرّب إلى الله”.
هذه النصوص -أيها الإخوة- تؤكِّد لنا: أنّ أخلاقيات التعامل بين اليهودي وغير اليهودي، من الغش، والتعامل بالربا، وارتكاب الفواحش، بل العمل على إشاعة الفاحشة بين الشعوب هم يقومون بها من منطلق فكْر عقائدي، وتنفيذ لوصايا هم يؤمنون بها ويدّعون أنها نزلت على أنبياء الله في كتبهم المقدسة؛ وهذا كله دليل على التزييف والتبديل والتحريف، وسبحان الله أن يقول شيئًا من ذلك، وحاشا لله أن يُنزل من وحْيه أو بوحْيه على بعض أنبيائه شيئًا من ذلك؛ بل صدق الله حين يقول: {يُحَرّفُونَ الْكَلِمَ عَن مّوَاضِعِهِ }[النساء: 46]. {فَوَيْلٌ لّلّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ} [البقرة: 79].