(صحيح الجامع الصغير وزياداته) تعرف بـ(الفتح الكبير)، من الجهود المشكورة التي بُذلت لخدمة كتاب (الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير) ما قدمه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني؛ حيث قام بفصل صحيح الجامع عن ضعيفه، وزاد في الجانب الصحيح منه، وكذلك في جانب الضعيف زيادات جاءت في مؤلف آخر للإمام السيوطي، وإليك ما كتبه الشيخ الألباني نفسه في مقدمة الكتاب بعد الديباجة قال: وبعد، فإن كتاب (الجامع الصغير من حديث البشير النذير) للحافظ السيوطي من أجمع كتب الحديث مادة، وأغزرها فائدة، وأقربها تناولًا، وأسهلها ترتيبًا؛ فلا غرابة أن سارت بها الركبان وتداولته أيدي العلماء والطلاب في كل زمان ومكان على اختلاف درجاتهم، وتباين مشاربهم، وتباعد اختصاصاتهم، فلا يكاد يستغني عنه المحدث فضلًا عن الفقيه والخطيب بل الأديب، ولذلك تعددت طبعاته وكثر شراحه، لكنه مع ذلك فقد ظهر لكل ذي معرفة بالحديث واطلاع واسع عليه مع دراسة واعية له مقرونة بالتدقيق والتحقيق أن فيه نقصًا من عدة وجوه، أو من ثلاثة وجوه.

ولقد طبع كتاب (الفتح الكبير) مرتين في بيروت طبعه المكتب الإسلامي، وأشرف على نشره الأستاذ زهير الشاويش، وقدم الشيخ الفاضل يوسف النبهاني مقدمة عظيمة لكتابه (الفتح الكبير) طُبعت على الكتاب فليراجعها في مكانها من أراد، وهي في المجلد الأول من ص 34 إلى ص44، كما قدم صاحب الفضيلة العالم الكبير المحدث الشهير الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي مقدمة عظيمة لكتاب (الفتح الكبير)، أثبت فيها أن الزيادة على (الجامع الصغير) هي للسيوطي نفسه؛ حيث قال الشيخ الشنقيطي: إن في ملكه، وفي خزانته مخطوطة لهذه الزيادة. قال السيوطي في خطبته: هذا ذيل على كتابي المسمى بـ(الجامع الصغير من حديث البشير النذير) وسميته زيادة الجامع ورموزه كرموزه، والترتيب كالترتيب، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

وصرح المحبي في (خلاصة الأثر) أن الشيخ عبد الرءوف المناوي شرح منه قطعة، ونص المراد من كلامه بعد ذكره لشرح المناوي لـ (الجامع الصغير) في صحيحه 413 من الجزء الثاني منه أثناء ترجمة عبد الرءوف المناوي، وشرح قطعة من (زوائد الجامع الصغير)، وسماه (مفتاح السعادة بشرح الزيادة)، ومن أراد المزيد فليراجع مقدمة صحيح الجامع من ص45 إلى 48 عدد أحاديث كتاب صحيح (الجامع الصغير وزياداته).

يقول الأستاذ زهير الشاويش القائم بنشر الكتاب: وقد بلغت أحاديث صحيح (الجامع الصغير) 8231 حديثًا، منها من الزيادة 3273، وأحاديث ضعيف الجامع بصورة مبدئية 6479 حديثًا، منها من الزيادة 1075، فيكون مجموع أحاديث (الفتح الكبير) 14700 حديث، والله أعلم، هذا ما قيل عن (الفتح الكبير).

ويقول الشيخ عبد الموجود عبد اللطيف أستاذ الحديث بجامعة الأزهر تحت عنوان (الفتح الكبير) في ضم الزيادة إلى (الجامع الصغير) للشيخ النبهاني: التعريف بالكتاب: هو كتاب جمع فيه بين كتابي الإمام السيوطي (الجامع الصغير) والزوائد على (الجامع الصغير)، وذلك لاتفاقهما على رموز وشروط واحدة، إلا أنه أهمل بيان درجة الحديث في غير الصحيحين، وميز بين أحاديث الزوائد بحرف ز أمام حديث الزوائد بعد أن أدمج الكتابين في ترتيب واحد على حروف المعجم، وعدد أحاديثه واحد وسبعون وأربعمائة وأربعة عشر ألف حديث، هذا ما كتبه الشيخ عبد الموجود.