الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي
أولًا: من حيث اللفظ:
سبق أن ذكرنا أن العلماء متفقون على أن معنى الحديث القدسي من عند الله تعالى، وهو لا يكون إلا بوحي، وهذا الوحي أعم من أن يكون وحيًا جليًّا، أو غير جليٍّ؛ فقد يكون بالإلهام أو بالمنام، وقد يكون بوحيٍ جليٍّ أيضًا بواسطة جبريل عليه السلام، أما الحديث النبوي فقد يكون وحيًا، أوحى الله تعالى إلى رسوله بمعناه، فعبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا المعنى بألفاظ من عنده، وقد يكون باجتهاد منه صلى الله عليه وسلم ، غير أن الله تعالى لا يقر رسوله على الخطأ أبدًا، فسكوت الوحي على ما اجتهد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم إقرار من الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم على هذا الاجتهاد، وسبق الكلام عن هذه النقطة.
ثانيًا: من حيث الموضوع:
الأحاديث القدسية تتعلق بالحق سبحانه وتعالى بتبيين عظمته، وبإظهار رحمته، وبالتنبيه على سَعة ملكه، وكثرة عطائه لخلقه، وتجاوزه عنه؛ فالأحاديث القدسية تقرِّب بين العبد وربه، وتفتح له باب الرجاء، وللأحاديث القدسية دخل كبير في إصلاح النفس، وتهذيب السلوك، وتطهير القلب. وكل هذا يدفع إلى فعل الخيرات، وترك المنكرات.
مثال للأحاديث القدسية المتحدثة عن سعة ملك الله تعالى، وكثرة عطائه لخلقه، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله تبارك وتعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر»قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17].