Top
Image Alt

الفونيم والتفريق بين المعاني

  /  الفونيم والتفريق بين المعاني

الفونيم والتفريق بين المعاني

تعريف الفونيم: هو أصغر وحدة صوتية عن طريقها يمكن التفريق بين المعاني.

عندما نقول مثلًا: “باد”، وعندما نقول: “ساد”. “باد”: الباء غير السين، وعندما نقول مثلًا: “نام”؛ فالنون غير الباء؛ يعني: “باد”، “نام”، و”ساد”؛ الحروف اختلفت ولذلك اختلف المعنى.

فمعنى “ناس” غير معنى “داس” غير معنى “ساس”، ومعنى “نار” غير معنى “بار” وغير معنى “دار”؛ تغيرت النون إلى باء ثم إلى دال؛ فهذا يغير المعنى؛ لأن معنى “بار” غير معنى “نار” غير معنى “دار”.

تعريف “دانيال جونز” للفونيم:

هو عائلة من الأصوات المترابطة فيما بينها من الصفات في لغة معينة، والتي تستعمل بطريقة تمنع وقوع أحد الأعضاء في كلمة من الكلمات في نفس السياق الذي يقع فيه أي عضو آخر من العائلة نفسها.

وهذا التعريف لا بأس به؛ فعندنا مثلًا الفتحات في العربية أعضاء لفونيم واحد، هو: فونيم الفتحة؛ ولكن أية فتحة منها لا تقع في موقع الأخرى.

فونيم الفتحة:

فونيم الفتحة ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: فتحة مرققة.

القسم الثاني: فتحة مفخمة.

القسم الثالث: فتحة بين بين.

وأصوات التفخيم هي: الصاد والضاد، والطاء، والظاء، هذه الأصوات المفخمة؛ إذا صاحبت هذه الأصوات حركة من الحركات الثلاثة: كالفتحة، أو الضمة، أو الكسرة، تكون هذه الحركات مفخمة؛ لأن الصاد والضاد والطاء أصوات إطباق، يعني: أصوات مفخمة تفخيمًا كليًّا، فإذا صاحبت الحركة أو الضمة أو الفتحة أو الكسرة؛ تكون هذه الحركة مفخمة.

فالفتحة المفخمة في نحو: “صبر”: صاد باء راء، “صبر”: الصاد محركة بالفتح، فالفتحة هنا أتت بعد الصاد، صوت الفتحة هنا مفخم؛ لأنه جاور الصاد: أتى بعد الصاد.

وأيضًا “طبع” أتت بعد الطاء الفتحة، والفتحة حركة، والحركة إذا جاورت الصوت المفخم أو صوت الإطباق تصبح أيضًا مفخمة؛ عندما نقول: “طبع” الفتحة مفخمة، عندما نقول مثلًا: “بات” أو “ساس” فتحة مرققة، عندما نقول: “قال” أو عندما نقول: “خرج” بعد الخاء فتحة بين بين -بين التفخيم وبين الترقيق.

أيضًا الصوت الممال: “رحمة” الفتحة هنا بين الفتح وبين الإمالة، عندنا أصوات الاستعلاء مجموعة في: “خص ضغط قظ” -فهذه تسمى أصوات الاستعلاء- وهي: الصاد، الضاد، الطاء، الظاء، والقاف، والغين، والخاء، وهذه الأصوات تنقسم إلى قسمين: أصوات في أعلى درجات الاستعلاء، هي أصوات الإطباق، هي: الصاد، الضاد، الطاء، الظاء، هذه الأربعة أصوات مطبقة، الأصوات التالية للأصوات المطبقة هي ثلاثة أصوات: القاف، والغين، والخاء، هذه الثلاثة أصوات بين التفخيم وبين الترقيق.

إذن أصوات الإطباق في أعلى درجات التفخيم يلي أصوات الإطباق الثلاثة التي هي: القاف، والغين، والخاء، بعد هذا تأتي بأصوات الترقيق -الأصوات المرققة- عندنا: فتحة مفخمة، فتحة مرققة، فتحة بين بين، أو فتحة ممالة أي: بين الفتح وبين الكسر.

فونيم الكسرة:

الكسرة في العربية فونيم، أعضاؤها:

1. الكسرة المفخمة في نحو: صيام، بصير، طباع، ضباع. وهذه الأصوات عندما تأتي بعدها الكسرة؛ تأتي كسرة مفخمة؛ الصاد والضاد والطاء والظاء أيضًا، عندما تأتي الكسرة بعد هذه الأصوات؛ تُعد كسرة مفخمة.

2. الكسرة المرققة مثلًا في: سهام، بعد السين. مثلًا عبير، بعد الباء. بعد الراء: رِهام أو رِهان، كسرة مرققة.

3. هو كسرة بين بين، عندما نقول: خيام، غلاظ، قباب، الكسرة بعد الخاء، والكسرة بعد الغين، والكسرة بعد القاف، تعد كسرة بين بين.

التوضيح:

إن الكسرة بعد الصاد في “صيام”، وبعد الصاد في بصير، وبعد الطاء في “طباع”، وبعد الضاد في “ضباع”، كسرة مفخمة؛ لأنها اكتسبت التفخيم من الصوت السابق لها صوت الصاد والضاد والطاء والظاء.

الكسرة المرققة في نحو: “سهام”، كسرة هنا بعد السين، وأيضًا الكسرة في “عبير” بعد الباء، والكسرة في “رهام” بعد الراء، والكسرة بعد الراء في “رِهان” كسرات مرققة.

كسرة بين بين: أي بين التفخيم وبين الترقيق، إذا أتت بعد الأحرف الثلاثة التي هي القاف والغين والخاء؛ فعندنا مثلًا في “خيام” الكسرة أتت بعد الخاء، والكسرة في “غلاظ”، الكسرة أتت بعد الغين.

أيضًا الكسرة في “قباب” أتت بعد القاف، كما قلت بأن الحركة تأتي بعد الحرف، ليست معه ولا قبله، هذه الكسرات المفخمة أو المرققة أو التي بين بين لا تقع واحدة منها موقع الأخرى؛ هذه كسرة مفخمة وتلك كسرة بين بين وأخرى كسرة مرققة.

يرى “دانيال جونز”: أن أحد هذه الأعضاء عضو رئيس والأعضاء الأخرى أعضاء إضافية أو ثانوية.

كيف نتعرف على العضو الرئيس؟

قال “دانيال جونز”: “العضو الرئيس يُعرف بكثرة وروده في الاستعمال اللغوي عن بقية الأعضاء” يعني هو أكثر الأعضاء ورودًا، أو لأنه العضو الذي يستعمل وحده منعزلًا عن السياق الفعلي، أو لأنه الموقع الوسط بين بقية الأعضاء.

ومما هو جدير بالذكر: أن هذه الأعضاء لا تتبادل المواقع الصوتية فيما بينها؛ فكل عضو خاص ببيئة معينة: القبائل البدوية تفخم، القبائل الحضرية ترقق.

أما الفونيم -هو الصوت- فيتبادل المواقع مع الفونيمات الأخرى، قد نقلب الفتحة كسرة.

قد نقلب الكسرة ضمة، الضمة فونيم، والكسرة فونيم، والفتحة فونيم، مثلًا تكتب لهجة بهراء يقولون: تِكْتِبْ، تِضرَب، تِلعَب، يكسرون حروف المضارعة؛ فعندما تكسر حروف المضارعة هنا الكسرة تبادلت الموقع؛ فتحة تغيرت إلى كسرة.

إذن الفونيم يتبادل المواقع؛ أما الأعضاء فلا تتبادل المواقع، الفتحة المفخمة لا تقع موقع الفتحة المرققة أو الفتحة التي بين بين؛ إنما الفتحة قد تحل محل الكسرة، وأيضًا الكسرة قد تحل محل الضمة؛ فنقول: أُسوة إِسوة، قُدوة وقِدوة، وتَعلم وتِعلم.

إذن وظيفة الفونيم -وفق هذا الرأي-: هي التمييز بين الكلمات، وإعطاؤها قيمًا لغوية مختلفة صرفية أو نحوية أو دلالية.

لأن المعنى يتغير فمعنى “بات” غير معنى “نام”، أو معنى “دام” غير معنى “بات”.

مثلًا نحو: “لكَ” بفتح الكاف، فونيم الفتحة – “لكِ” بكسر الكاف، “لكَ” لمذكر؛ أما عندما نقول: “لكِ” بكسر الكاف للمؤنث؛ إذن المعنى تغير من مذكر إلى مؤنث.

مثلًا عندنا: “باد” و”قاد” و”كاد”، تغيير الفونيم غير المعنى، تغيير الصوت -الحرف- غير المعنى: باد غير معنى قاد، غير معنى كاد.

عرف بعضهم الفونيم بأنه: صوت أصيل أو صوت نموذجي يحاول المتكلم تقليده. كصوت: الجيم؛ يحاول كل إنسان منّا أن يقلد الجيم الفصحى، يحاول بقدر الإمكان؛ لأن السوريين ينطقونها جيمًا كثيرة التعطيش، وبعض البلاد تنطقها جيمًا.

الجيم الفصيحة نشأ منها الجيم الشامية “جيم”، والجيم المصرية في اللهجة المصرية “جيم”، “جاء”: هي معناها “جاء” هي معناها “چاء”.

تعريف مجمع اللغة العربية بالقاهرة للفونيم:

وهو التعريف الذي نرتضيه: وهو صوت أصيل نشأ منه صوتان أو أكثر دون أن يكون للاختلاف أثر في المعنى.

يشمل الصوامت والصوائت، الحروف الصامتة أي: الساكنة، والحروف الصوائت: هي الحركات، مثاله في العربية: الجيم الفصيحة ونطقها في اللهجات العربية الحديثة: جيم كثيرة التعطيش في نطق السوريين، جيم قاهرية كالكاف الفارسية.

مثاله أيضًا: صوت الثاء: الثاء فونيم تنطق في اللغة النموذجية -اللغة العربية الفصحى- ثاءً؛ أما في القاهرة تنطق ثاءً أو سينًا أو ثاءً، ثابت العامة يقولون: “سابت” بالسين.

أيضًا ثعبان عندما ينطقها العامة  يقولون: “تِعبان”، أيضًا هذه الأصوات الثلاث: الثاء، والسين، والتاء، هذه عائلة من الأصوات تسمى عائلة الفونيم.

“جاء” أو “جاء” على اللهجة السورية، أو “جاء” على اللهجة القاهرية؛ لا يكون هناك فرق في المعنى، المعنى واحد.

هناك فونيم آخر يسمى “الفونيم الثانوي”، الفونيم الثانوي هو فونيم عدي لفظه قليلًا ليعطي ظلالًا مختلفة من المعنى يشمل هذا الفونيم الثانوي النبرات والأنغام والفواصل.

error: النص محمي !!