Top
Image Alt

الكتابة عند العرَب قُبيل الإسلام، وفي صدْر الإسلام

  /  الكتابة عند العرَب قُبيل الإسلام، وفي صدْر الإسلام

الكتابة عند العرَب قُبيل الإسلام، وفي صدْر الإسلام

تمهيد: عن الكتابة عند العرَب قُبيل الإسلام

تدلّ الدراسات العلْمية على أنّ العرب كانوا يعرفون الكتابة قبل الإسلام؛ فكانوا يؤرّخون أهمّ حوادثهم على الحجارة. وقد أثبتت الأبحاث الأثَريّة ذلك بأدلّة قاطعة، تعود إلى القرن الثالث الميلادي. وأكثر الآثار التي تحمل كتابات العرب كانت في الأطراف الشّماليّة للجزيرة العربية؛ حيث كان الاتّصال لصيقًا بالحضارة الفارسيّة والرّوميّة. وممّا يُذكَر: أن عديّ بن زيد العبادي (35 ق هـ) حين نما وأيفع، طرَحه أبوه في الكُتّاب حتى حذق العربيّة، ثم دخل ديوان كسرى؛ وهو أوّل مَن كتب بالعربية في ديوان كسرى. وهذا يدل على وجود بعض الكتاتيب في الجاهليّة، يتعلّم فيها الصبيان الكتابة والشِّعر وأيام العرب. ويُشرف على هذه الكتاتيب معلِّمون ذوُو مكانة رفيعة، أمثال أبي سفيان بن أميّة بن عبد شمس، وبشر بن عبد الملك السكوني، وأبي قيس بن عبد مناف بن زهرة، وعمر بن زرارة المُسمَّى بـ”الكاتب” وغيرهم. وقد استُقدِم أبو جفينة إلى المدينة ليعلم الكتابة. -وكان بعض اليهود قد علّم كتاب العربية، وكان يعلّمه الصبيان بالمدينة في الزمن الأول، فجاء الإسلام وفي الأوس والخزرج عدة يكتبون.

وكان العرَب يُطلِقون اسم: “الكامل” على كلّ رجُل يكتب، ويُحسن الرّمْي، ويُجيد السِّباحة؛ ولكنّ كثيرًا من الشُّعراء كانوا يَفخَرون بحفْظِهم، وقوّة ذاكرتِهم، بل إنّ بعضَهم كان يُخفي على الناس معرفتَه بالكتابة، ويخشى أن يَكشِفَ أحدٌ أمرَه، وإذا ما كُشف أمرُ أحدِهم قال: “اكتُمْ عليَّ، فإنه عندنا عيْب”.

error: النص محمي !!