Top
Image Alt

الماسونية حرب مُعلَنة على الإسلام قديمًا وحديثًا

  /  الماسونية حرب مُعلَنة على الإسلام قديمًا وحديثًا

الماسونية حرب مُعلَنة على الإسلام قديمًا وحديثًا

لكن هناك قضية أُحبّ أيضًا أن أتلوها عليكم؛ لأنها تفسِّر لنا ما يَحدث بين المذاهب الفلسفية المعاصرة الآن، وتُفسِّر لنا ما يفعله الصهاينة في أرض فلسطين. فمِن بيْن دعوى العنصرية التي تفيض بها آيات التلمود: أنّ الإسرائيلي أفضل عند الله من الملائكة. فإذا ضرب أُمَمِيٌّ أو اعتدى على إسرائيلي فكأنه اعتدى على العزّة الإلهية؛ ذلك لأنّ اليهودي حسبما يُملي عليه دينُه التلمودي هو جزء من الله؛ وبما أن الابن جزء من أبيه فإنه إذا ضَرب أمميّ إسرائيليًّا فالأمميّ يستحق الموت؛ لأن اليهود لو لم يُخلقوا لانعدمت البركة من الأرض، ولما خُلقت الأمطار والشمس. بل تقول عقيدة التلمود: لما أمكن لباقي المخلوقات أن تعيش، ومن أجْل هذا الامتياز الاختياري والاصطفاء الإلهي لليهود وللصهاينة، يؤمنون بأنّ الفَرْق بين درجة الإنسان العادي غير اليهودي وبين الحيوان كالفَرْق تمامًا بين اليهودي وباقي الشعوب غير اليهودية.

ولعلكم تلاحظون: أنّ هذه الدعاوى العنصرية يَطفح بها الفكر الصهيوني، والفكر الماسوني، والفكر اليهودي عمومًا. أردت أن أقرأ على حضراتكم هذه النصوص؛ لأنها تُمثّل عقيدة أساسية في الفكر الماسوني والفكر الصهيوني، وهي في نفس الوقت تمثِّل ورقة عمَل للسلوك الصهيوني على الأرض، وفي الواقع الآن، وفي علاقة الصهاينة بغيرهم من أمم الأرض.

هذه النصوص وغيرها كثير، يؤكّد لنا: أن مداخل الماسونية ومداخل اليهود، ومداخل الصهيونية إلى استقطاب الآخَرين وإلى محاربة الآخرين هي مداخل عقائدية بالدرجة الأولى؛ ولذلك تجدهم يركّزون على أتباع المسيح عليه السلام بالتشكيك في عقيدة المسيح، وأحيانًا بالتشكيك في صحّة نسبه، ويدخلون على المسلمين كذلك بالتشكيك في عقيدتهم، وفي صحة قرآنهم.

وهناك نص أيضًا أودّ أن أضعه أمام حضراتكم؛ لأنه يبيِّن لنا: أن هؤلاء الناس لا يَفتأون يتتبّعون أتباع الأديان السماوية، سواء كانت مسيحية أو إسلامية ولا فَرْق بينهما، فإذا كانوا في الماضي يتتبّعون أتباع المسيح عليه السلام فإنهم في العصور التالية وبعد ظهور النبوّة المحمدية بدءوا يلفتون أنظارهم نحو الإسلام ونحو نبيّ الإسلام؛ ولذلك يشير واحد منهم، واسمه “لافي موسى لافي” في بعض الوثائق الماسونية حين يقول: “لقد ظهر دجّال آخَر ادّعى التنبؤ بالوحي، وأخذ ينادي بالهداية مرشدًا للعرب الذين كانوا يعبدون الأصنام ليهديهم إلى الحق، ويسنّ لهم الشرائع، مخالفًا بذلك ديننا، فمال إليه أتباع كثيرون في مدّة قصيرة، فقمنا نناهض دعوته ونناهض سنَنه، ونصرخ بأصواتنا الخفيّة والمعلنة لنُفهم الناس أنه دجّال كيسوع السابق عليه. وبلغ تعبنا أقصى الدرجات، لكن لم يحالفنا النجاح. وكلّما ناهضنا تعاليمه وجدناها تنتشر في مكان آخَر، غير أن هناك فرقًا كبيرًا بين أتباع يسوع وأتباع محمد. فأتباع اليسوع يتناسوْن دينهم بسرعة، أمّا أتباع محمد فهم يَكثرون ويتمسّكون بهدي محمد؛ ولذلك قد مكَّنوا لأنفسهم في آفاقٍ كثيرة من الأرض”.

إلى أن يقول: “وإنه ينبغي أن يَعلم الجميع: أنَّنا آليْنا على أنفسنا ألا ننفكَّ عن ملاحقتهم كما لاحقنا أتباعَ يسوع، وجعلنا النَّكير والتشديد عليهم من شروط ديانتنا شرطًا يلِي شرطًا. فكما حاربْنا أتباعَ يسوع، لا بد أن نحارب أتباع الدجال الجديد؛ ولذلك كنا نُصدر الأوامر متتابعةً إلى جميع الهياكل والمحافل الماسونية، مصرِّحين فيها بأنه من أشدّ الأشياء تحريمًا علينا: اعتبار هاتيْن الديانتيْن ديانتيْن صحيحتيْن؛ لأنه لا دين إلا الدِّين اليهودي، وكلّ ما سواه من الأديان المزعومة فاسد ومرذول. أما كفَتْنا البلابل التي أحْدَثها الدّجال يسوع حتى جاءنا الدجال الآخَر يريد بلْبَلَتنا وإثارة الشغب علينا؟! إذًا لنجْعَلْ مقاومتَنا واحدة. ذلك صلبناه. -يشير إلى عيسى عليه السلام أمّا هذا فلم نحتَجْ إلى صلْبه؛ لأننا أمتْناه مسمومًا”.

“أمتْناه”: الضمير هنا يعود إلى النبي -محمد صلى الله عليه  وسلم يصرّح هذا الماسوني بقوله: “لأننا أمتْناه مسمومًا”، يشير بذلك إلى السّمّ الذي وضَعه اليهود للرسول في المدينة، حين قدّموا له كتف شاة مسمومة ليأكل منها صلى الله عليه  وسلم. والقصّة معروفة في السِّيرة النبوية لا داعي إلى تكرارها. هذا يبيِّن لكم الخطّ التاريخي الموصول الذي لا ينقطع للكيد اليهودي للإسلام وللمسلمين وللمسيحية عمومًا.

نقطة مهمّة ألفت النظر إليها: هذا التنظيم الماسوني، ألاحظ في بعض الفِرق التي ظهرت في التاريخ الإسلامي نوعًا ولونًا من التقارب بين الفكر الماسوني والفِكر الذي ظهر على أيدي كثير من الفِرَق التي غالت في التأويل، كالباطنية مثلًا، أجد عندهم بعض الأفكار الماسونية، “الإسماعيلية”، “الكيسانية”، “الديصانية”، بعض غلاة التصوف الذين قالوا بوحدة الوجود، أرى عندهم بعضًا من الأفكار الماسونية. فهل تسللت هذه الأفكار الماسونية عبر منافذ تاريخية تحتاج إلى بحْث إلى بعض الفِرَق الإسلامية؟ هذا فرض يحتاج إلى تثبّت، وأتركه للباحثين ليبحثوا فيه. في الفرقة “الإسماعيلية”، عند “إخوان الصفاء”، عند “الباطنية”، عند “القرامطة”، عند غلاة “الصوفية”، نجد هذا اللون من الأفكار.

error: النص محمي !!