المبادئ المشتركة بين التنظيم الماسوني والصهيونية العالمية
ننتقل بعد هذا إلى علاقة الماسونية بالحركة الصهيونية العالمية؛ لوجود علاقة قويّة في الأفكار والمبادئ والخطوات بين الحركة الماسونية وبين الحركة الصهيونية العالمية. وربما كانت وحدة الأهداف أساسًا في هذا التنظيم وذاك، ومواقفهم من الأديان عمومًا نجِدها واحدة هنا وهناك.
العلاقة التاريخية والضرورية بين التنظيم الماسوني والتنظيم الصهيوني العالمي:
أمّا عن علاقة الماسونية بالحركة الصهيونية: فليس بغريب علينا أن نكتشف هذه العلاقة بعد أن عرفْنا أنّ فكرة تأسيس هذا التنظيم -إذا سمّيناه تنظيمًا- هي فكرة يهودية، وأنّ الذين أسّسوا أو الجمعية الأولى لهذا التنظيم كان أعضاؤها جميعهم من اليهود، وأنّ أهداف هذه الجمعية عندما تأسّست كانت لخدمة اليهود، ولإعادة بناء الهيكل، وللقضاء على المسيحية. وأعتقد أنّ هذه الأهداف هي في صميمها نفس أهداف الحركة الصهيونية؛ ولذلك نجد أنّ علاقة الصهيونية بالماسونية إذا اختلفت الأسماء فإن الأهداف والوسائل والغايات لم تختلف.
وعلى سبيل المثال: نجد أنّ هناك دعوة تسمّى: “الدعوة الروحية”، وهذه الدعوة أخذت اسمًا جديدًا لتتسلّل من خلاله إلى بعض المنظمات وبعض المؤسسات، وهي تحمل معها نفس الفكر اليهودي الصهيوني ونفس الفكر الماسوني. وهذه الجمعية اتّضح أخيرًا أنها وليدة شرعية لجمعية “شهود يهوه” اليهودية، وأخذت تنشر أعضاءها في المحافل الماسونية وتتبنّى نفس الأفكار الماسونية وتُلقِّحها بأفكار صهيونية. وظهرت بعضُ النشرات التي توضِّح وتجلي هذه العلاقة التاريخية التي يتبرّأ منها بعض اليهود أحيانًا، ويتبرّأ منها بعض الماسون أحيانًا أخرى. نجد أن بعض الماسونيين ينفُون عنهم تهمة الولاء للصهيونية؛ وهذا كذب وافتراء. ونجد أنّ بعض اليهود يَنفُون عنهم تهمة الولاء للماسونية؛ وهذا أيضًا كذب وافتراء. ولذلك ربما كان أكبر ردّ وأكبر توثيق للعلاقة بين الصهيونية العالمية والماسونية العالمية هي: العثور على الوثائق التي تفضح أسرارهم، والنشرات المتبادَلة بينهم. من هذه النشرات -على سبيل المثال: نشرة عثرْنا عليها بعنوان: “أساس للاعتقاد بعالم جديد”، طُبعت بالإنجليزية سنة 53، وبالعربية سنة 55 في نيويورك، ومعروف أنّ نيويورك هي أكبر مركز لليهود وللحركة الماسونية والصهيونية أيضًا.
وأوّل ما يطالعنا في هذه النشرة: كلمات طُبعت على الوجه الداخلي للغلاف جاء فيه: “هل قلبك مريض؟ هل هو مُثقَل بالويلات الغامرة لهذا العالم القديم؟ هل يستريح، هل تخفُّ آلامُه إذا علمْتَ أن نهاية القلق والخوف والشغب والحرب والمرض أمسَتْ قريبة عن الأبواب؟ هل عقلك حر؟ هل هو مستعدٌّ للاقتناع بالحق والصواب، أم أنه مغلق عليه بالتعصب الوطني أو الجنسي أو الدِّيني؟”.
ثم جاء فيها: “وفي الواقع قام أحد دارسي التوراة، وحسب أن هناك ثلاثمائة واثنتيْن وثلاثين نبوّة خاصة في العهد القديم، قد تمَّت حرفيًّا في المسيح. وكما حدثت تلك التَّتمات المدهشة للنبوّة عن مجيء المسيح الأوّل منذ تسعة عشر قرنًا، نرى نظيرها يَحدث الآن في وقت حضور المسيح الثاني. قام الناس في محاولة عقيمة لتوطيد السلام على الأرض، وألّفوا هيئتيْن دوليتيْن هما: عصبة الأمم، وهيئة الأمم المتحدة؛ ولكنهما فشلتا في عمل ما يستطيع ملكوت المسيح أن يعمله. تأمّل كيف تتمّ النبوة عن الأيام الأخيرة وحضور المسيح الثاني إتمامًا كاملًا بأحوال العالم اليوم! نعم، في هذه الأيام الأخيرة من العالم القديم سبق يسوع فأنبأ. وسيقوم “شهود يهوه” ويبشِّرون وهم على أبواب عالم جديد بإنجيل الملكوت المؤسّس، ويخبرون كيف أن “هرمجدون” -وهي معركة يهوه- ستنظف الأرض من الشر والإثم، وتفتح الطريق للسلام والسعادة والحياة، تحت شعار: حرية، إخاء، مساواة”.
هذه الشعارات الثلاثة هي شعارات الماسونية العالمية التي بشّرت بها الجمعية الأولى التي بدأت التأسيس للنشاط الماسوني العالمي. أظنُّ أن هذه الوثيقة كافية جدًّا لعلاقة الماسونية العالمية بالصهيونية العالمية.
ومن الدلائل على صلة جماعة “شهود يهوه” بالماسونية، والصهيونية بالماسونية: أننا نجد أنّ أعضاء المحافل الماسونية الكبار على مستوى العالم يهود، بل صهاينة، وبالمقابل أعضاء الحركات الصهيونية ابتداء من المؤسِّس الحقيقي للصهيونية المعاصرة الذي هو “تيودور هرتزل” عضو أعظم أو أستاذ أعظم في محفل المشرق الأعظم، يعني: من الدرجة الممتازة من درجات الماسون.
هذا كلُّه دليلٌ على: أنّ العلاقة المتبادلة بين الحركة الماسونية والحركة الصهيونية العالمية واحدة. للدلالة أيضًا على أن الهدف والغاية واحدة عند المدرستين: إذا أضفنا إلى ذلك أنّ الحركة الصهيونية الحديثة التي بشَّر بها ودعا إليها وقاد أسلوب عملها “تيودور هرتزل”، أرسى الكثير من قواعدها المأخوذة من التنظيمات الماسونية قديمًا وحديثًا، باعتبار أنها ظاهرة عدوانية في التاريخ الحديث، كما كانت الماسونية القديمة ظاهرة عدوانية على المسيحية، وليس كما يدَّعي الفكر الصهيوني من أنها حركة تحرير للوجود اليهودي،. لم يكن ليُتاح لها إمكانيَّة النفاذ إلى مقدّرات العالم فيما مضى. وممّا يجدر ذكْره أيضًا: أن الجهود الخفية لليهودية العالمية كانت تُبذل على الدوام في دأب وجهد متواصل لتحقيق هدف إمكانية العمل اليهوديِّ المنظم، من أجْل التجمع اليهودي العالمي، وتشكيل عناصر قوّة في شكل عمل موحّد ومنظَّم للغاية، تحت شعارات: إخاء، حرية، مساواة.
كما نجد: أنَّ الحركات اليهودية المعاصرة مثل: “حركة المكابيين” هي محاولة للتجميع اليهودي العالمي كان من أهمّ أهدافها: العودة المنظّمة إلى أرض صهيون، لإعادة بناء الهيكل. وحركة “باركوخيا” كانت تحثّ اليهود على التجمع في فلسطين، والعودة لإعادة بناء الهيكل. وحركة “موزس الكريتي” كانت هي الأخرى حركة سياسية ذات هدف في تجميع اليهود في أرض فلسطين لإعادة بناء الهيكل. وحركة “دافيد روبين” كانت من السذاجة في الإعداد بحيث لم يهتم بها أحد، ولم تشغل بال العالم -يعني: يومًا ما- إلا أنها قامت بجهد كبير لنشر المبادئ الثلاثة للماسونية ليجتمع حولها يهود شرق أوربا لإعادة بناء الهيكل. وحركة “منشئة بني إسرائيل” كانت ذات أهداف خاصة تختلف عن غيرها، لكنها تتّحد معها في أنّ هدفها الأساسي هو: إعادة بناء الهيكل.
ثم علينا أن نراجع -أيها الإخوة- الشعار الذي رفعتْه الماسونية، والذي رفعته إسرائيل أو الحركة الصهيونية العالمية، نجد أنّ رمز الحركة الماسونية العالمية هو: القَدوم، والبرجل، والمثلث، الذي هو شعار البنَّاء المحترم -إعادة بناء الهيكل. نجد نفس الشعارات أخذت بها الحركة الصهيونية، وربما لو دقّقتم النظر في النجمة السداسية الموجودة على العَلم الإسرائيلي، ربما وجدتم أنها تشير إلى شيء من هذا القبيل.
ومن جملة المقارنات التي نجدها ونحن نبحث عن أوجه الشَّبه في العمل التنظيمي لكلٍّ من الماسون والصهيونية العالمية، يتّضح لنا: أنّ جوهر العقيدة الماسونية والصهيونية منطلقُها واحد؛ لأنها تستمدُّ تعاليمها من (بروتوكولات حكماء صهيون)، التي يأخذون منها أوامرهم ونواهيَهُم، بل هي تمثِّل ورقة العمل التي يطَّلعون بها على العالم بأفكارهم وتنظيماتهم. وهذا يدعونا إلى أن نأخذ بعضَ العناوين والأفكار الأساسيَّة التي يؤمن بها الفكرُ الصهيوني العالمي، وتؤمن بها الماسونية العالمية؛ بل تجعلها بمثابة ورقة عمل لتنظيماتها عمومًا.
– المبدأ الأول: أنّ ما لنا من مال وثروة في أنحاء العالم سوف نهدم به كلّ القوانين العالمية، وأننا سوف نحكم الدول كما تحكم الحكوماتُ رعاياها. هذا واحد من المبادئ التي سوف أتلوها على حضراتكم التي تمثّل محلّ اتفاق بين الماسونية العالمية والصهيونية العالمية.
– المبدأ الثاني: علينا أن نختار من بين أفراد الشعوب رجالًا للإدارة يتّصفون بما يلي: أن يكونوا على درجة واهية وضعيفة جدًّا من الخبرة في شئون الحكم وشئون الإدارة، ليكون من السَّهل علينا أن نجعلهم كقطع الشَّطرنج.
– المبدأ الثالث: إن مصلحتنا تقضي بانحلال الشعوب أخلاقيًّا، وتهدف قوّتنا إلى إبقاء العامل في حالة تافهة وعجز دائميْن؛ لأننا بذلك نُخضعه لمشيئتنا وإرادتنا، وما نُريد أن نسرِّبه إليه من معلومات.
– المبدأ الرابع: إن الشعب باعتناقه الإيمان سوف يخضع لرجال الدِّين ويعيش في سلام؛ ومن ثمَّ يتحتّم علينا أن نقوِّض أركان كلِّ دين، ونزعزع من عقل الخوارج الاعتقادَ بالله، ونستعيضَ عنه بالأرقام الحسابية في البنوك وبالمطالب المادية”.
أرأيتم؟ هذا محل اتّفاق بين الفكر الصهيوني والفكر الماسوني العالمي: “ثم علينا أن نردّ على أية دولة تجرُؤ على اعتراض طريقنا بدفع الدولة المجاورة لها إلى إعلان الحرب عليها. ولكن إذا قرّرت الدولة المجاورة أن تتّخذ ضدّنا موقفًا، فيجب علينا الرّد بإشعال حرب عالمية”.
– المبدأ الخامس: لكي نظهر أنّ جميع الحكومات غير اليهودية في أوربا خاضعةٌ لنا، سوف نظهر سلطتنا لكلّ حكومة منها عن طريق الجرائم والعنف، أو الحركات الانقلابية، وعن طريق الفعل الإرهابيِّ الَّذي لا يقع بأيدينا نحن.
– المبدأ السادس: سوف تحلّ محلّ شعارنا الماسوني الذي يتّسم بالتحرر: الحرية، المساواة، الإخاء: كلمات تعبِّر ببساطة عن فكرة وعن تصوّر، فتقول: وحقّ الحرية، وواجب المساواة، وفكرة الإخاء؛ وبذلك نقضي على الثورة، أيّة ثورة تناهض قضيّتنا، وتقف ضدّ مصالحنا”.
فكأنّ المصطلحات الثلاثة: حرية، إخاء، مساواة، هي الشعار الذي يقذفون به في وجْه أية حركة أو أي صوت يقف ضدّهم. “إن مطامعنا غيرُ محدودة، وجشعَنا وتعصّبنا لأهوائنا ومقاصدنا، وحقدنا عنيف؛ ولذلك نتوق إلى انتقام لا رحمة فيه ممّن يقف ضدّ مصالحنا”.
إن الأمر الجوهري بالنسبة لنا: أن يدرك الشعب بمجرّد هذا الإعلان: أنه ما دام يتألّم من التغيّر المفاجئ مستسلمًا للذعر والتّردّد، أننا قد أصبحنا من القوة والمناعة لدرجة أننا لا نأبه بمصالحه، ولا نُعيرها اهتمامًا، ولا نلتفت إليها. وسنعمل على أن يقتنع هذا الشعب أو ذاك: أننا لا نتجاهل آراءه ولا رغباته فحسب، بل إننا على استعداد في أي وقت وفي كل مكان لقمْع كل مظاهرة، وكلّ جنوح للمقاومة بشدّة، وسنفهم الشعب على أننا حصلنا على ما نريد، وأننا لا نسمح له بمشاركتنا السلطة؛ وحينئذ يدفعه الذعر إلى أن يغمض عينيه، وينتظر الأحداث في صبر وألم. ولا يهمنا في ذلك إلا أن نصل في النهاية إلى تحقيق ما نريد. ينبغي أن يفهم العالم أنّ غير اليهود كقطيع الأغنام، أمّا نحن فإننا الذئاب. وهل تعلمون ماذا تفعل الأغنام إذا اقتحم الذئاب حظيرتها؟ إنها من الأفضل أن تُغمض عينيْها”.
ومن بين ما جاء في هذه الوثائق أو المبادئ التي يتّفق عليها الماسون والصهيونية العالمية: “أن الصحافة والأدب أهم دعامتيْن من دعائم التربية؛ ولهذا السبب سوف نشتري أكبر عدد ممكن من الصحف الدولية حتى نقضي بهذا الشكل على الأثر السيئ للصحافة المستقلة، ونسيطر سيطرة كاملة على الروح البشري والعقل البشري”.
وفيه أيضًا: “عندما نصبح أسياد الأرض، لن نسمح بقيام دين غير ديننا؛ ومن أجل ذلك يجب علينا إزالة العقائد. وإذا كانت النتيجة التي وصلنا إليها مؤقتًا قد أسفرت عن خلْق جيل من الملحدين هنا وهناك، فإنّ هدفنا لن يتأثر بذلك؛ بل يكون ذلك مثلًا للأجيال القادمة التي ستشيع هذه التعاليم بين معتنقيها، وستشبع، وتطلب المزيد من تعاليم موسى لترفض هاتيْن الديانتيْن التاليتيْن لموسى عليه السلام وهي: ديانة عيسى ومحمد النابتتيْن بين اليهودية في بعض أقطار الأرض.
هذه نماذج ممّا اتفقت عليه الصهيونية العالمية والماسونية العالمية.
أكثر من هذا: سوف نجد أنّ من أهداف الماسونية العالمية: أن يحكم العالَمَ حكومة واحدة. وقد أشرنا في حديثنا عن الصهيونية العالمية: أن من أهداف الصهيونية: أن يحكم العالم حكومة واحدة. ولذلك سوف نجد أنّ هذيْن التنظيمين -ويمكن كلمة “تنظيم” ليست دقيقة في إطلاقها على الماسونية، ولكن أجد أن هذه الكلمة أقرب الألفاظ المعبِّرة عن هذا النشاط الماسوني- نجد أن المتتبّع لأحوال العالم تاريخيًّا، يشاهد أنّ الكثير من الحكومات الشرعية قد أسقطتها الحركات الصهيونية والحركات الماسونية بفعل تخطيط مُحكَم يبدأ التخطيط له في المحافل الماسونية أو المحافل الصهيونية، ويبدأ تنفيذه إمّا بأيدٍ صهيونية أو بأيدٍ ماسونية. وليس أدل على ذلك: أن معظم الانقلابات التي وقعت في أوربا تمّت بأيد صهيونية أو ماسونية، وربما كانت الثورة الفرنسية وما أحاطها من أثَر للماسونية العالمية وتدبير الماسونية العالمية في هذه الثورة أكبر دليل على ذلك. فإن أصابع الماسونية العالمية، وخطَر الماسونية العالمية، وأيضًا الصهيونية، كانت وراء الثورة الفرنسية في القرن السابع عشر؛ وهذا لا يخفى على أحد.
وقد أظهرت السجلات التاريخية والوثائق التاريخية التي ظهرت إمّا بلسان “نابليون بونابرت” أحيانًا، أو بلسان أحد أصفيائه وإخوانه أحيانًا أخرى، كلّها تُنبئ عن أنّ الماسونية العالمية كان لها دوْرها الفعّال في إشعال نار الثورة الفرنسية. ولذلك إذا تتبّعنا أحوال العالم، نشاهد أن كثيرًا من الحكومات الشرعية قد سقطت فعلًا بأثر وبتدبير، إما الماسونية إذا كان الاسم مستترًا، أو الصهيونية إذا كان الاسم ظاهرًا، كما حدث في الثورة الفرنسية كما قلنا، وأيضًا نجد أن “نابليون بونابرت” قد سقط بعد أن استغلّه الماسون أبشع استغلال. وهو إن كان هاجم الماسونية في أوّل عهده إلَّا أنه ساعدهم في كثير من الأمور، فانقلبوا عليه. وهم الذين أسقطوه ونصبوا له الشباك، مع أنه هو الذي أدخل الماسونية في مصر. أيضًا أدخل العلمانية في مصر، ولكنهم مع ذلك عملوا على إسقاطه والتخلص منه.
سقوط الحكومة الشرعية في إنجلترا كان بتدبير ماسوني صهيوني. سقوط الدولة القيصرية في روسيا كان بتدبير صهيوني ماسوني.
وفضلًا عن ذلك، هم الذين صنعوا “دارون” صاحب نظرية: البقاء للأقوى. وهم الذين صنعوا “ماركس” صاحب الفكر الشيوعي. وهم الذين صنعوا “نيتشه” الذي أعلن أن الإله قد مات. وهم الذين خضعوا أتباعهم من الماسون على مستوى العالم برفع الشعار: الحرية، والمساواة، والإخاء، وبعد الكشف عن وثائقهم قد تأكّد تمامًا أنّ هذه الصيحة التي أعلنوها في وجه العُميان -الذين كانوا يسمّونهم بذلك- ليست إلا من باب المخادعة للانضمام إليهم؛ فكانت بمثابة المصيدة التي تصيّدوا بها عقول السُّذّج من الناس.