Top
Image Alt

المذهب الواقعي

  /  المذهب الواقعي

المذهب الواقعي

أهم المذاهب التي ظهرت بعد المذهب الرمزي:

ظهرت بعد المذهب الرمزي مذاهب أخرى من أهم هذه المذاهب المذهب الواقعي، أخذت النزعة الواقعية تظهر في أوربا أوائل القرن التاسع عشر، وقد تجلت أكثر مظاهر هذا المذهب في القصة والمسرحية، واستطاعت أن تصرف الأنظار عن الاتجاه الرومانسي لأن الواقعية تبنت الاقتراب من مشاعر الجماهير والتعبير عما تحتاج إليه هذه الجماهير من حاجات اجتماعية على اختلاف طبقات الناس.

وبفضل الكاتب الفرنسي “بلزاك” نهض المذهب الواقعي، وهذا المذهب اعتمد على عدة أصول هي:

أولًا: الاتجاه بالأدب إلى تصوير الطبقات المختلفة على ضوء ما يحيط بكل طبقة من ظروف وأحوال، وعلى الشاعر أن يكون محايدًا حتى تظهر المشاعر على طبيعتها الأصلية.

ثانيًا: اتخاذ نظام الحياة، وتصرف كل طبقة حياله أساسًا في مصير الأشخاص في القصة والمسرحية، وإيثار النثر على الشعر في المسرح حتى يكون التأثير بسبب ذاتي وليس بموسيقى الشعر.

ثالثًا: عدم الاعتماد على الخوارق والمصادفات في بناء الأعمال الأدبية.

رابعًا: انتزاع الحدث الأدبي من تصرفات الناس في حياتهم اليومية، والحد من الاعتماد على الخيال في استحضار أحداث ربما تكون غريبة عن طبيعة الموقف الذي يراد منه التأثير في الجمهور، وتجنب العواطف الحزينة والمبالغة المفرطة في الميل إلى الحزن.

خامسًا: حياة الناس تشتمل على الخير وعلى الشر، وعلى الأديب الواقعي أن يصف الشر ويحدد بواعثه لتنبيه النفس البشرية بمنطق تعرفه وتطمئن إليه إلى بشاعة الشرور وسوء عواقبها.

سادسًا: بذل الجهد في تحليل الطباع والأهواء للوصول إلى نتائج ثابتة خليقة بالقبول.

ومما ترتب على ذلك في المذهب الواقعي: إنكار ما يسمى بالإلهام، الذي قال به فلاسفة الإغريق، والذي قال به الكلاسيكيون، وقال به الرومانتيكيون أيضًا.

وقد تفرعت هذه الواقعية إلى ما يسمى: بالواقعية الاجتماعية، والواقعية العلمية، والواقعية الاشتراكية، وهذه التفريعات كلها لا تبتعد عن هذه الأصول التي ذكرناها، فكل هذه الواقعيات تلتزم الواقع وتعبر عنه وتنحاز إلى طبقات الشعب وإلى جماهير الناس متبنية مواقفهم وقضاياهم.

error: النص محمي !!