Top
Image Alt

المزيد في متصل الأسانيد

  /  المزيد في متصل الأسانيد

المزيد في متصل الأسانيد

تعريف المزيد في متصل الأسانيد: هو أن يزيد الراوي في الإسناد رجلًا لم يذكره غيره، إذا روي حديث من طريقين أو من وجهين في أحدهما زيادة راوٍ، فلا يخلو الحال من الآتي:

الحالة الأولى: إذا كان الإسناد الخالي من الراوي الزائد روى الراوي فيه عن شيخه في موضع الزيادة بلفظ محتمل، كـ”عن” أو “قال” وغير ذلك من ألفاظ التحمُّل التي تحتمل السماع وعدم السماع، فإن الطريق الخالي من الزيادة، يكون من الإرسال الخفي، ويُجعل معللًا بالإسناد الذي ذُكر فيه الراوي الزائد، ويكون الطريق الذي وقعت فيه زيادةُ راوٍ هو المتَّصل الراجح إذا صرّح فيه بالتحديث أو نحوه؛ إذ الزيادة من الثقة مقبولةٌ وكان راويه أتقن ممن رواه ناقصًا.

الحالة الثانية: إذا كان الإسنادُ الخالي من الراوي الزائد روى الراوي فيه عن شيخه في موضع الزيادة بلفظٍ يقتضي الاتصال، كـ”سمعت” و”حدثنا”، وكان راوي السند الناقص أتقن ممن زاد، فالحكم للإسناد الخالي عن الراوي الزائد؛ لأن معه زيادة وهي إثبات سماعه منه، وزيادة الثقة مقبولة، ويكون الإسناد الذي وقعت فيه الزيادة من المزيد في متصل الأسانيد، وتكون هذه الزيادة غلط من راويها أو سهوٌ وقع منه.

الحالة الثالثة: إذا صرّح الراوي في الطريق الناقصة في موضع الزيادة بأنه سمع شيخه، ووجد ذلك أيضًا مصرَّحًا به في الطريق الذي وقعت فيه الزيادة، فيُحمل هذا على أن الراوي سمع الحديث من شيخه وسمعه أيضًا من شيخِ شيخِه، فرواه مرةً عن شيخ شيخه مباشرةً بدون واسطة كما سمعه، ومرةً عن شيخه كما سمعه منه.

والذي نخلص إليه بعد هذا العرض:

إذا روي حديث بإسناد واحد من طريقين أو من وجهين في أحدهما زيادة راوٍ؛ فإما أن توجد قرينة ترجح أحد الطريقين على الآخر، أو لا توجد قرينة ترجح أحد الطريقين على الآخر.

أولًا: إذا وجدت قرينة ترجح أحد الطريقين على الآخر:

فإن كان الراجح هو الطريق الذي وقعت فيه زيادة راوٍ، فإن الطريق الثاني الناقص يكون من الإرسال الخفي، أما إذا كان الراجح هو الطريق الناقص، فإن الطريق الذي زيد فيه راوٍ يكون من المزيد في متصل الأسانيد.

ثانيًا: إذا لم تُوجد قرينة تُرجِّح أحد الطريقين على الآخر:

فيُحمل هذا على أن الراوي سمع الحديث من شيخه، وسمعه أيضًا من شيخ شيخه، فرواه مرة هكذا ومرة هكذا.

ملحوظة: المرجِّحات، لا يخفى عليك أن الترجيح بين الأسانيد إنما يكون بكثرة عدد الراويين أو بشدة ضبطهم وإتقانهم.

المصنفات في هذا النوع من علوم الحديث:

(تمييز المزيد في متصل الأسانيد) للحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي  رحمه الله  قال الإمام النووي عن هذا الكتاب: في كثير منه نظر.

error: النص محمي !!