Top
Image Alt

المضمون في النص الأدبي

  /  المضمون في النص الأدبي

المضمون في النص الأدبي

المضمون في النص الأدبي هو: المعاني والأفكار التي يريد الشاعر توصيلها، والعاطفة التي يحس وينفعل بها، وهي الأساس الذي يدفعه إلى الشعر أو إلى التعبير الأدبي.

فالأدب لا بد فيه من الفكر والعاطفة، لكن النثر مجاله الفكر وتأتي العاطفة في المقام الثاني، والشعر تأتي العاطفة فيه في المقام الأول والفكر في المقام الثاني، والعمل الأدبي تتوقف قوته وقبوله في كثير من الأحيان على هذا الأمر، وهو نجاح الأديب في التعبير عن عاطفة قوية وصادقة، تؤثر في القارئ والسامع.

كل الناس لهم ما يسمى بالتجارب الشعورية، فكل الناس يحزنون، وكل الناس يفرحون، وكل الناس يتأثرون بالمواقف المختلفة التي يمرون بها، وكل الناس يحلمون، لكن الأديب عنده موهبة التعبير عن هذه العواطف وإظهارها في صورة لفظية وتعبيرية، فتنتقل عن طريق هذه الصورة التعبيرية أحاسيسه ومشاعره وعواطفه وأفكاره إلى الآخرين، فهذا هو مضمون الأدب. إذًا: مضمون الأدب متمثل في العواطف والمشاعر والمعاني والأفكار.

وهناك غايات وأهداف للأدب، فهناك أديب يجعل هدفه الإصلاح مثل الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة، هذه غاية وهدف، وهناك أديب لا يجعل الدعوة إلى الإصلاح أو الأخلاق هدفا له ولا غاية، وإنما يجعل الجمال أو التعبير عن الجمال المطلق هو هدفه وغايته. وعندما نتحدث عن الالتزام الإسلامي في الأدب، نقول: هذا أدب يجعل من المنفعة ومن الأخلاق غاية له وهدفًا، ولا يهمل غاية الجمال، لكن في بعض المذاهب الأدبية مثلًا كل الهم يتوجه إلى التعبير الجمالي، ولا يكون لجانب المنفعة أو الخير أو الحق، أو الالتزام بدين ما أو فكرة ما أي اعتبار عند الأديب.

والمدارس النقدية تختلف في تقدير الأدب، فبعض المدارس يقدر الأدب الذي يهدف إلى غاية نفعية ويلتزم بقيمة الخير وقيمة الحق، وهناك مدارس نقدية ومذاهب أدبية لا تهتم بهذه الغاية النفعية ولا تهتم بالخير والحق في الحياة، وإنما تتيح للأديب وتريد منه أن يكون منصرفًا فقط للتعبير عما يراه جميلًا وعما يحسه جميلًا، بصرف النظر عن الغاية أو الهدف النفعي المتمثل في قيمة الحق وقيمة الخير، لكن أيًّا كان توجه الأديب من حيث الغاية والهدف؛ فإن مضمون الأدب يقوم على هذين العنصرين، وهما: عنصر العاطفة، وعنصر المعنى.

error: النص محمي !!