Top
Image Alt

المعلمون؛ أدوارهم في النشاط ومواصفاتهم، وأسس ممارسة النشاط المدرسي، ومجالات المناشط اللغوية والدينية

  /  المعلمون؛ أدوارهم في النشاط ومواصفاتهم، وأسس ممارسة النشاط المدرسي، ومجالات المناشط اللغوية والدينية

المعلمون؛ أدوارهم في النشاط ومواصفاتهم، وأسس ممارسة النشاط المدرسي، ومجالات المناشط اللغوية والدينية

أولًا: المعلمون أدوارهم في النشاط ومواصفاتهم:

أ- يخطئ المعلم لو تصور أن مسئوليته تنحصر في العمل داخل الفصل الدراسي؛ ذلك لأن كثيرا من أهداف المنهج الدراسي -التي يسعى المعلم إلى تحقيقها- تتحقق من خلال المناشط غير الصفية التي يمارسها الطلاب في المدرسة، وخارج الصف الدراسي، كما أن فاعلية المعلم داخل الفصل تتوقف على مناخ النشاط العام في المدرسة، ومن هنا فإن المعلم مطالب بأن يمد مجال عمله إلى تنظيم جماعات النشاط، والإشراف عليها، والمساهمة في التنظيم الإداري والفني والعلمي لهذه الجماعة، يضاف إلى ذلك أن الإعداد العلمي للطلاب غير مقصور على ما يتم داخل الفصول، بل إن العديد من أهداف هذا الإعداد لا يتحقق بصورة كافية داخلها، وبالأساليب التي تسمح بها إمكاناتها المادية والزمنية، كما أن التربية المتكاملة تقتضي وجود مناخ عام يسود المدرسة، يهيئ للظروف والإمكانيات المناسبة لتحقيق أقصى نمو ممكن للطلاب.

لذا كان على المعلم أن يداوم دراسة الوسائل الأنشطة، وأن يسترشد بدليل لها يعرفه بكل جديد فيها، وبأهدافها ووسائلها، وبالصفات التي يجب أن يتحلى بها، والتي تيسر له التفاعل مع تلاميذه، وتأكيد علاقات سليمة بين التلاميذ بعضهم مع بعض، وبالجماعة التي ينتمون إليها من خلال ما يمارسونه من نشاط. والمعلم الناجح عليه أن يتفق وطلابه على النشاط الذي سيقومون به في الجماعات، وأن يوجههم ليقسموا أنفسهم إلى جماعات صغيرة، بحيث تؤدي مهمة ما ونشاطًا ما. والمعلم الناجح أيضًا يحب أن يبدأ مع الطلاب بوضع خطة للعمل الجماعي، وأن يشارك الجماعة في حل المشكلات والصعوبات التي قد تعترضها، وأن يوجهها عند التخطيط والتنفيذ، وأن يشاركها في التقويم البنائي الذي يترتب عليه تعديل سير العمل، وقياس مدى تقدمه، وكذا في التقويم النهائي في ضوء الأهداف الموضوعة مسبقًا.

أهم الشروط التي يجب مراعاتها عند اختيار المشرف على النشاط:

 أن يتصف بالذكاء، والحماسة القلبية في العمل، وأن يؤدي دور المستشار للنشاط، حيث يوجه طلابه ويشاورهم ويوجههم ويرشدهم وييسر لهم الأمور دونما تنفير. أن يكون مسئولا مسئولية تعليمية في قيامه بالنشاط، فهو جزء من واجباته التعليمية لا يحق له أن يتخلى عنه، كما أن المعلم يجب أن يقوم في ضوء مشاركته في الإشراف على المناشط غير الصفية، وأن يكون ذلك جزءًا من جدوله المدرسي، وأن يقوم المعلمون الطلاب على أساس مشاركتهم في الأنشطة المتنوعة، وأن يقوموا بتعريف الطلاب بأهمية المناشط أو الأنشطة وكيفية المشاركة فيها، ونظام العمل داخل الجماعة في بداية العام الدراسي، ويشارك فيه المعلمون بحسب تخصصاتهم، والمناشط المرتبطة بهذا التخصص.

يشجع المعلمون الطلاب على المشاركة في المناشط، وعليهم أن يبينوا لأولياء الأمور أهمية هذه المشاركة وعائدها التربوي. أن بعض المعلمين المدربين على ممارسة النشاط يفيدون زملاءهم من غير القادرين على تنظيم النشاط أو ريادته، فيزودونهم بخبرات وممارسات ناجحة، ويرشدونهم إلى البحوث والكتابات التربوية في هذا المجال؛ لتنميتهم مهنيًا في مجال المناشط غير الصفية.

ثانيا: أسس ممارسة النشاط المدرسي:

إذا كانت عملية التدريس تراعي مجموعة من الأسس التربوية؛ لضمان صحة مساراتها لتعكس الأهداف المنوطة بها، فكذلك الحال فيما يتعلق بالنشاط المدرسي، فلابد أن يقوم على أسس تربوية تحقق أهدافه، ومن هذه الأسس: أن النشاط يقوم على التلقائية الموجهة، بحيث يجري في جو ديمقراطي تسوده الحرية والتفاهم، وتبادل الرأي واحترامه، والاعتراف بقيمة الفرد بالنسبة إلى المجموع، وقيمة المجموع بالنسبة للفرد. أن النشاط يجرى في مجالات حيوية، مما تزخر به مواقف الحياة العملية في المجتمع. أن النشاط يمارس في أثناء اليوم الدراسي، وأن يخصص له أوقات وحصص في الأسبوع.

أن المناشط جزء عضوي في المنهج، وعلى الطلاب المشاركة الفعالة في هذه الأنشطة. أن الأنشطة أو المناشط يجب تقويمها من الطلاب والمشرفين عليها. أن الطلاب يجب أن يمارسوا نشاطًا واحدًا على الأقل في الأسبوع، بحيث تختار المناشط من قبل الطلبة بناء من وحي رغباتهم وميولهم وقدراتهم، كذلك يجب أن يهتم الطلاب بأسلوب العمل وطريقته من حيث تقسيمه بين الطلبة، واختيار كل طالب للعمل الذي يناسبه، حسب ميوله واهتماماته واتجاهاته وتحميله مسئولية هذا الاختيار، كما أن الطالب يجب أن يكون مواطنا نشطا حرا منطلقا، يمارس حياته داخل المدرسة وسط جماعة، يحقق ذاته وذوات الآخرين. أن المشاركة في النشاط مطلب ديمقراطي.

وأن يتاح للطلبة ممارسة أنواع مختلفة من النشاط، وأن تتنوع الأنشطة بحيث تتعدى الجانب العلمي فقط، أو الناحية المعرفية لتتناول الكثير من الجوانب المختلفة، وأنه لابد من توفير الأدوات والوسائل التي يحتاجها كل نشاط من الأنشطة. أن يتم دعوة أولياء الأمور والمتخصصين في المناسبات المختلفة للاطلاع على مناشط أبنائهم وإنتاجهم. أن السير في التدريب على النشاط يتم بهوادة وتؤدة، بحسب برنامج النشاط الذي تتفق مع مراحل نمو الطلاب وقدراتهم.

ثالثا: مجالات المناشط اللغوية والدينية:

يمكن عرض المجالات التالية التي يمكن من خلالها ممارسة المناشط اللغوية والدينية، بغية تحقيق الأهداف المنوطة بها، ومن هذه المناشط أو الأنشطة:

نادي اللغة العربية: وهو يهدف إلى تأكيد روح التعاون والعروبة في أحاديث الطلاب ومناقشتهم، وتكثير المحفوظ من الأدب العربي في عصوره المختلفة، وتنمية مهارات الاستماع، وتنمية عادات القراءة الصحيحة، والميل لها، والتدريب على حسن ممارسة الحوار والإلقاء والخطابة والكتابة، من خلال عقد المباريات الشعرية، والمساجلات الأدبية والقصصية، والاطلاع على الصحف والمجلات وكتب التراث ودواوين الشعر.

الصحافة المدرسية: تهدف هذه الجماعة إلى تكوين رأي عام موحد في المدرسة، وتوجيه المجتمع المدرسي، والانتفاع بكل ما يتاح له من فرص التقدم والنمو، وتوسيع آفاق الطلاب، وزيادة صلتهم بالحياة، وذلك بدراسة مشكلاتها، ومتابعة أحداثها، والتزود بألوان من المعارف المتجددة، والتوسع في القراءة، وإجادة الفهم، وبالتمرس بألوان النقد والتعليق والتعبير عن نفسه، والكشف عن ميوله واتجاهاته، ومن أهم أنواع الصحافة المدرسية: الصحف والكتاب السنوي ودليل المدرسة، والمجلات والصحف اليومية والأسبوعية والنصف شهرية، وصحف الفصل والحائط والمدرسة، وصحف المناسبات الدينية والقومية والرحلات.

الإذاعة المدرسية: تهدف هذه الجماعة إلى تدريب الطلاب على حسن الأداء وجودة الإلقاء، وإتقان اللغة ودقة الأساليب، وتهيئ لهم مواقف حية طبيعية بريئة من التكلف محببة إلى نفوسهم، يستخدمون فيها اللغة استخدامًا ناجحًا، وهي بذلك تصقل مواهبهم وتشحذ ميولهم، وتربي فيهم الجرأة والقدرة على الإلقاء وسرعة الخاطر، كما تنمي معارفهم، والاعتماد على أنفسهم فيما يحصلون من شتى المصادر لإعداد المادة التي سيلقونها في الإذاعة.

جماعة التمثيل: وتهدف هذه الجماعة إلى تعريف الطلاب بمكونات المسرح والعمل المسرحي، وتشجيع الطلاب على القراءة والإلقاء والتعبير عن أنفسهم، وكتابة الروايات والنشاط الجدلي والتفكير المنطقي السليم والناقد.

كما تهدف إلى تمرس الطالب بفنون الحياة، وبخبرات ومهارات وألوان من السلوك، ونطق واضح وأداء وصوت معبرين، والتعاون والصبر وإنكار الذات والاعتماد على النفس، وعلاج الخجل والتهيب والعزلة والانطواء، كما ينمي الجانب الجمالي لدى الطالب عن طريق النص والديكور والموسيقى المصاحبة والإخراج.

الجماعة الأدبية: تهدف إلى تثقيف الطلاب ثقافة أدبية، عن طريق إتاحة الفرصة للمنافسة الأدبية، والمباريات الشعرية والنثرية والنقدية والبلاغية، وإتاحة جو من الحرية والتعبير أمام المبدعين وذوي الميول الأدبية من الطلاب.

جماعة الخطابة: تهدف هذه الجماعة إلى تدريب الطلاب على إتقان مهارات الخطابة، وتدريب الطلاب على مواقف المشافهة والإلقاء، وتقوية الصلات بين المدرس وطلابه، وكيفية إعداد الخطبة، والتوعية بالمناسبات الدينية والوطنية والقومية، وتقوم هذه الجماعة بعقد اجتماع أسبوعي، ويلقي فيها طالبان أو أكثر خطبهم، شريطة أن يعنى المعلم بتصحيح الخطب قبل إلقائها.

جماعة القراءة الحرة: تهدف هذه الجماعة إلى وصل الطلاب بمنابع الثقافة، وتنمية عباراتهم وزيادة كسبهم اللغوي في أنماط التعبير، والثروة اللغوية، وتنمية عادة القراءة في نفوس الطلاب، وكشف ميول الطلاب في اختيار ما يميلون إلى قراءته من ألوان القراءة، علمية أو أدبية أو إنسانية، عن طريق تنظيم خطة تسمح للطلاب بالإفادة من مكتبة المدرسة أو مكتبة الفصل، ويخصص طلاب هذه الجماعة كراسات تسمى ملخصات القراءة، فيها تعريف موجز عما قرءوا، وتخصص لوحة للإعلان عن هذه القراءات والجديد من الكتب والمجلات.

الجماعة الثقافية: وتهدف إلى رفع المستوى الثقافي عند أعضاء الجماعة، وإثارة الحماسة للقراءة، والبحث في الكتب عن القراءات المهنية، والتدريب على كيفية المناقشة وحل المشكلات، والقدرة على التصرف، وتنمية المواهب الفنية الخاصة.

جماعة المحاضرات والندوات: تهدف هذه الجماعة إلى تعريف الطلاب ببعض الشخصيات الأدبية، والعلمية، والتعليمية، والعسكرية، والوطنية، والقومية، وإتاحة الفرصة أمام الطلاب للاستماع إليهم والتفاعل معهم، ومناقشتهم في مواقف حيوية؛ ليزدادوا خبرة بالحياة، ومحاولة غرس القدوة والنموذج الكامل في نفوس الطلاب، والتدريب على إدارة الندوة وتنظيمها.

جماعة لوحة الأخبار: وتهدف إلى توسيع آفاق الطلاب، ورفع مستوى اهتماماتهم، بمساعدتهم على تتبع الأحداث الجارية، وربطها بأسبابها، واستخلاص أحكام عامة منها، وربط الأحداث الجارية بما يدرسه الطلاب.

جماعة الحكمة: وتهدف إلى تدريب الطلاب على أنواع الخط المختلفة، ومعايير الحكم على جودته، وإتاحة الفرصة للموهوبين للتعبير عن مواهبهم في الخط، وتثقيف الطلاب بالأمثال والحكم والمأثورات، والكلمات المعبرة عن القيم والسلوكيات المرغوبة.

جماعة المكتبة: وتهدف إلى تزويد الطلاب بمعلومات وافية عن المكتبة، وتدريب الطلاب على المهارات العملية المختلفة، مِن إعداد الفهارس، وتبويب الكتب والمجلات في الأرفف، وكيفية إتمام الإعارة، والبحث عن كتاب محدد، وتنمية عادات القراءة وتنمية الشغف إلى القراءة.

الجماعة الدينية: وتهدف إلى ممارسة الشعائر الدينية في أوقاتها، وتدريب الطلاب على قراءة القرآن، ورفع الصوت بالأذان، وتنقية المعتقدات من الخرافات.

جماعة البر والتقوى: وتهدف إلى ممارسة المهارات الاجتماعية النابعة من الفكر الإسلامي، بإحالته إلى سلوك ممارس بين الطلاب، وإصلاح العلاقات بين الطلاب، وتقوية أواصر المحبة والتماسك بين الزملاء.

جماعة المصلَّى: وتهدف إلى ممارسة شعيرة الصلاة داخل المدرسة، والتدريب على قراءة القرآن الكريم وترتيله وآداب الاستماع، واستخدام المسجلات، وإلقاء الخطب والأحاديث النبوية الشريفة في المناسبات الدينية.

جماعة النشرات والإعلانات: وتهدف إلى التدريب على كتابة عبارات واضحة في مناسبة من المناسبات، وفهم أصول تعليق الملصقات، واختيار أسماء مناسبة للأشياء المراد وضع بطاقات عليها.

جماعة المراسلات: وتهدف إلى تنمية المعلومات والمعارف والخبرات لدى الطلاب، والتدريب على المهارات الاجتماعية الناجحة، والتعاون والتآخي، وتدعيم صلات الود بين الطلاب على المستوى القومي، وتنمية الكتابات الوظيفية والإبداعية. وكلنا أمل أن تتحول تلك المناشط أو الأنشطة إلى واقع عملي في مدارسنا، لتتحول إلى مدارس مبدعة تنتج طلابًا مبدعين مواطنين منتجين في مجتمعهم.

error: النص محمي !!