Top
Image Alt

المقاييس التي ينبغي أن يسير عليها الأدب عند ميخائيل نعيمة

  /  المقاييس التي ينبغي أن يسير عليها الأدب عند ميخائيل نعيمة

المقاييس التي ينبغي أن يسير عليها الأدب عند ميخائيل نعيمة

أما المقاييس العامة التي رأى ميخائيل نعيمة أن الأدب ينبغي أن يسير وفقها فهي:

أولًا: حاجتنا إلى الإفصاح عن كل ما ينتابنا، من العوامل النفسية من رجاء ويأس، وفوز وفشل، وإيمان وشك، وحب وكره، ولذة وألم وحزن وفرح، وخوف وطمأنينه، وكل ما يتراوح بين أقصى هذه العوامل وأدناها من الانفعالات والتأثيرات.

ثانيًا: حاجتنا إلى نور نهتدي به في الحياة، وليس من نور نهتدي به غير نور الحقيقة حقيقة ما في أنفسنا، وحقيقة ما في العالم من حولنا، فنحن وإن اختلف فهمنا عن الحقيقة لسنا ننكر أن في الحياة ما كان حقيقة في عهد آدم، ولا يزال حقيقة حتى اليوم، وسيبقى حقيقة حتى آخر الدهر.

ثالثًا: حاجتنا إلى الجميل في كل شيء، ففي الروح عطش لا ينطفئ إلى الجمال، وكل ما فيه مظهر من مظاهر الجمال، فإن وإن تضاربت أذواقنا في ما نحسبه جميلًا، وما نحسبه قبيحًا لا يمكننا التعامي عن أن في الحياة جمالًا مطلقًا، لا يختلف فيه ذوقان.

رابعًا: حاجتنا إلى الموسيقى، ففي الروح ميل عجيب إلى الأصوات والألحان لا ندرك كنهه، فهي تهتز لقصف الرعد ولخرير الماء، ولحفيف الأوراق، لكنها تنكمش من الأصوات المتناثرة، وتأنس بما تآلف منها، ثم يبين ميخائيل نعيمة طبيعة هذه المقاييس، وأنها تتفاوت بتفاوت الأفراد في الدرجة لا في الجوهر، فيقول: هذه بعض حاجاتنا الروحية، إن لم تكن أهمها وهي معنا في كل حين، فهي وإن تنوعت في الناس بتنوع الأفراد والشعوب والأزمنة والأقطار، لا تتنوع بجوهرها، بل بدرجات شدتها وقوة شعورنا بها، وهي المقاييس الثابتة، التي يجب أن نقيس بها الأدب، فتكون قيمته بمقدار ما يسد من بعض هذه الحاجات أو كلها، ويكون أثمنه أجلاه بيانًا، وأغناه حقيقة وأطلاه رونقًا، وأشجاه وقعًا.

error: النص محمي !!