المنهج المعياري
هو منهج للبحث يهتم بوصف اللغة كما يجب أن تكون، لا كما هي كائنة، فمثلًا عندما ننطق بصوت كصوت الثاء، نقول: إن صوت الثاء عند سكان القاهرة يُنطق كصوت السين، نقول للمعهد الثانوي: “المعهد السانوي”؛ نُطِقَ كصوت السين.
المنهج المعياري لا يقول: إن صوت الثاء صوت يخرج من طرف اللسان مع أطراف الثنايا، وأنه تحول إلى كذا في لهجة القاهرة.
إذًا المنهج المعياري يصف اللغة كما يجب أن تكون، فالثاء تنطق ثاء لا سينًا، الذال تنطق ذالًا لا زايًا.
فإذا كان المنهج الوصفي يصف اللغة كما هي في اللغة المتكلمة، فإن المنهج المعياري يصف اللغة المثلى، أو اللغة على ما يجب أن تكون عليه، أو على أنها مثالٌ يُحتذى، لا اللغة المتكلمة؛ فاللغة المتكلمة في اللهجات الدارجة لغة حوِّرت، ولغة انحرفت في بعض أصواتها.
والمنهج الوصفي لا ينظر إلى هذا؛ فلا ينظر إلى أن هذا الصوت كان أصله كذا، أو أن هذا الصوت حُرِّفَ إلى كذا، أو حُوِّر إلى كذا، ولكن يصفه كما هو فيقول: اللهجة القاهرية كذا، واللهجة اللبنانية كذا، واللهجة الموريتانية كذا… إلخ.
المنهج المعياري -كما يبحث اللغة ويصف اللغة كما يجب أن تكون عليه، بقطع النظر عن الزمان والمكان- يعترف بالبنية التحتية، أي يقول: إن “قال” مثلًا أصلها “قَوَلَ”.
وقد استنبط علماء العربية القدامى المعاييَر وضوابطَ اللغة من مصادرها: القرآن الكريم، القراءات القرآنية، الحديث النبوي الشريف، كلام العرب شعره ونثره حتى نهاية عصور الاحتجاج اللغوي. إذن المنهج المعياري له أهمية بالنسبة لعالم اللغة في كل الجوانب اللغوية.