يعتمد هذا المنهج على وصف اللغة وفحص ظواهرها ومظاهرها كما هي مستعملة في مكان معين، وزمان محدد؛ فيصف أصوات اللغة مثلًا أو تراكيبَها كما هي، لا كما يجب أن تكون.

ولذا ابتعد عن تفسير الظواهر اللغوية المختلفة؛ لأن من شروط البحث العلمي تفسير الظواهر اللغوية وتعليلها.

وهذا المنهج فَقَدَ أهميتَه؛ لأنه ابتعد عن تفسير الظواهر اللغوية وتعليلها، فمثلًا يصف لنا صوت الرجل بالخشونة والعمق، وصوت المرأة بالنعومة.

ولا يقدم لنا تفسيرًا لذلك ولا تعليلًا من حيث العلاقة بين ذلك وبين عدد اهتزازات الوترين الصوتيين وغِلظهما.

ولا يقدم لنا تفسيرًا لماذا يكون مضارع “قال”: “يقول”، ومصدره “قَوْل”، في حين أن مضارع “باع”: “يبيع” ومصدره “بيع”؛ مع أن “قال” و”باع” على وزنٍ واحدٍ؛ لا يقدم لنا تفسيرًا عن هذا؛ لأنه لا ينظر إلى البنية التحتية؛ “قال” أصله “قول”، و”باع” أصله “بيع”.

أما المنهج المعياري عندما ينظر إلى مثل هذه الأمثلة فيقول: “باع” أصله “بَيَع”، على وزن “فَعَل”، و”قال” أصله “قَوَلَ” على وزن “فَعَلَ”؛ فيقدم التفسير لماذا؟ لأنه وقف على البنية التحتية ويفسر لنا من خلال هذه البنية التحتية.

أيضًا في الفعل المضعف نحو: “مدَّ” و”شدَّ” و”ودَّ” و”حبَّ” لا يقدم لنا تفسيرًا ولا تعليلًا.

أما المنهج المعياري فنجد أنه يقول مثلًا في الفعل المضعف “مدَّ”: إن أصله “مَدَدَ” “فَعَلَ”، و”شدَّ” أصله “شَدَدَ”، و”ودَّ” أصله “وَدِدَ” “فَعِلَ”، و”حبَّ” أصله “حَبُبَ”؛ فينظر إلى البنية التحتية.

أيضًا المنهج الوصفي لا يقدم لنا تفسيرًا في صيغة “افتعل” في مثل: “اصطبر” وأن أصلها “اصتبر”، يعني: أصل الطاء تاء؛ فـ”اصطبر” يعني “افتعل”؛ فطبعًا عندنا الصاد من أصوات التفخيم مثل الضاد والطاء والظاء، وأصوات الإطباق هي أعلى درجات التفخيم. أما المنهج المعياري فيقول: أصل ميزان: مِوْزَان؛ الواو وقعت ساكنة بعد كسرة؛ فقلبت الواو ياءً.

فلا يعترف المنهج الوصفي بالبنية التحتية، يعني لا يقول بأن “ميزان” أصلها “موزان”؛ لأن البنية التحتية أصلها من “وَزَنَ”؛ “مِفْعَال”: “موزان”.

أي أن المنهج الوصفي لا يصدر أحكامًا على الظواهر اللغوية من حيث الصحة والخطأ. وإنما يصف اللغة كما هي، يعني اللغة المُتَكَلَّمة كما هي، لا كما يجب أن تكون، بخلاف المنهج المعياري يصف اللغة باعتبار ما يجب أن تكون عليه لا ما هي كائنة.