Top
Image Alt

باكستان ودورها في نهضة العالم الإسلامي

  /  باكستان ودورها في نهضة العالم الإسلامي

باكستان ودورها في نهضة العالم الإسلامي

باكستان:

يهتم العالم العربي بصفة خاصة، والعالم الإسلامي بصفة عامة بالأحداث البالغة الأهمية، التي تجري في باكستان في هذه السنين الأخيرة من تاريخها المعاصر؛ نظرًا للتحول الظاهر في سياستها الخارجية، والواقع أن باكستان قبل أن تعتنق سياسة الأحلاف الغربية اتجهت اتجاهًا حمده لها العرب والمسلمون.

ففي عام 1948 – 1949 كان وزير خارجيتها أكثر الخطباء في هيئة الأمم المتحدة تحمسًا للعرب في مشكلة فلسطين، وهو بالذات قد لعب دورًا هامًّا في تأييد استقلال ليبيا، وكان من أكبر المتحمسين في حركة الجهاد في مراكش، وفي خلال هذين العامين أيضًا كانت باكستان أشد الدول تحمسًا للجمهورية الإندونيسية ضد هولندا، ورفضت منح هولندا تسهيلات النقل البحري والجوي، وعنيت باكستان بعد استقلالها بأن تكون أولى بعثاتها السياسية في البلاد الأجنبية هي سفاراتها في مصر وإيران، وأفغانستان، والعراق، والمملكة العربية السعودية في نوفمبر عام 1951.

ولم تكن العلاقات حينئذ بين باكستان وتركيا على خير ما يرام، بل حدث أن طلبت الحكومة التركية من الباكستان سحب سفيرها السيد ميان بشير أحمد من أنقرة، بحجة أنه يشجع حركة دينية تعتبرها تركية حركة رجعية، وعندما عين السيد غضنفر علي خلفًا له أخذت الحكومة التركية تراقب تحركاته، وإلى نهاية ذلك العام لم يكن في الجو ما ينذر بأن تتخلى باكستان عن سياستها، التي رسمها لها مؤسسها محمد علي جناح.

وتسعى الباكستان إلى عقد معاهدات صداقة مع البلدان الإسلامية في الشرق الأوسط تهدف بها إلى تعزيز الروابط الاقتصادية، والثقافية، والروحية بين أرجاء العالم الإسلامي، وقد بحثت هذه المسألة مع مصر والعراق، وإيران في أثناء زيارة السيد لياقة علي خان رئيس وزراء الباكستان لهذه البلدان، وصرح السير محمد ظفر الله خان، ووزير خارجية الباكستان في مؤتمر صحفي عقد في كراتشي بأن الدول الإسلامية يجب أن تتعاون للدفاع المشترك فيما بينها.

وثمة مفاوضات تمهيدية، قد بدأت فعلًا بين باكستان من ناحية، وبين ثلاث من الدول الإسلامية وهي مصر، والعراق، وإيران، والمفهوم أن زيارة السيد لياقة علي خان لهذه البلاد كانت فرصة سانحة؛ لإجراء مثل هذه المحادثات، وقد عقد السيد شوري زعيم الجامعة الإسلامية في الباكستان اجتماعًا صحفيًّا في كراتشي قال فيه: “إن الرغبة متوفرة بين الدول الإسلامية بالشرق الأوسط لعقد تحالف وثيق العرى يعزز علاقاتها، وإن الارتباط بين هذه الدول، وعلى رأسها مصر والباكستان يتزايد يومًا بعد يوم مما يشجع في الوقت الحاضر على القيام بخطوة إيجابية”.

ثم قال: “إن أي شكل من التحالف لن يحقق ما يبتغى من ورائه ما لم يربطه رباط روحي بين الشعوب الممثلة فيه، بحيث ترتبط فيما بينها برباط الوحدة؛ لتحقيق الغايات المرجوة من ورائه، وخاصة في أوقات الضيق أو عندما يحين الوقت، الذي تكون فيه هذه البلاد الإسلامية أحوج إلى التكتل والاتحاد، وإني أرى قبل أن نخطو أي خطوة في سبيل تحقيق فكرة هذا الحلف الإسلامي القيام بمباحثات واتصالات مع قادة الأمم الإسلامية وزعمائها؛ لتبادل الرأي بشأن إيجاد روابط ومواثيق أكيدة تساعد على تحقيق ما يبغيه الشرق الإسلامي من نهضة ورقي.

بهذا أعزائي الطلبة والطالبات، نكون قد انتهينا من الدرس الحادي والعشرين، وهو الدرس الأخير.

هذا، وبالله التوفيق.

error: النص محمي !!