بروك الناقة قرب بيت أبي أيوب
ذكر الأقشهري في روضته: أن ناقة النبي صلى الله عليه وسلم لما أتت موضع مسجده بركت وهو عليها، وأخذه الذي كان يأخذه عند الوحي، ثم وثبت فصارت غير بعيد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع لها زمامها، لا يثنيها به، ثم التفتت خلفها، فرجعت إلى مبركها أول مرة، فبركت فيه، ثم تلحلحت –أي: ثبتت مكانه، وأرزمت –أصدرت صوتًا-، ووضعت جِرَانَها، وجعل جبار بن صخر ينخسها؛ رجاء أن تقوم، فتنزل في دار بني سلمة، فلم تفعل.
فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها وهو يقول: هنا المنزل إن شاء الله {وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِين} [المؤمنون: 29] وجاء أبو أيوب، فكلموه في النزول عليهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي بيوت أهلنا أقرب؟ فقال أبو أيوب: أنا يا نبي الله، هذه داري وهذا بابي، وقد حططنا رحلك فيها، قال: فانطلق فهيئ لنا مقيلًا، فذهب فهيأ لهما مقيلًا.