شهد الله سبحانه وتعالى لأصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان شهد لهم بأنهم على الحق، وأثنى عليهم وأخبر برضاه سبحانه وتعالى عنهم، ولا شك أن الله عز وجل إذا أثنى على هؤلاء الناس وأخبر عن صحة معتقدهم ظهر لنا أنهم هم الأسلم، وأنهم هم الأعلم، وأنهم الأحكم، بل إن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه : {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} [النساء: 115]، ولا شك أن سبيل المؤمنين هو سبيل الصحابة من المهاجرين والأنصار وهو السبيل الذي جاء به القرآن وبينه خير الأنام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان هذا السبيل واضحًا معلومًا، والذين يدَّعون بعد ذلك أن الصحابة لم يكونوا يعرفون طريق الإيمان والإسلام أعظموا على الله سبحانه وتعالى الفرية؛ لأنهم تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم كل ما يحتاجون إليه.

ومن المحال أن يكون خير أمة وأفضل قرونها قصَّروا في هذا الباب، ثم ليعلم هؤلاء الذين يزاحمون صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم في المنهج والسبيل هم في الحقيقة أفراخ المتفلسفة وأتباع الهند واليونان، وورثة المجوس والمشركين وضلال اليهود والنصارى والصابئين وأشباههم؛ فكيف يكون هؤلاء الذين ذكرتهم آخرًا أعلم بالله وأهدى سبيلًا من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم؟! وبهذا يظهر لنا ويتبين أن منهج السلف -رحمهم الله تعالى- هو الأسلم والأعلم والأحكم.